Ru En

الجامع الأموي بحلب - كان تحفة الفن الإسلامي

١٩ ديسمبر ٢٠٢٢

تعرض الجامع الأموي في حلب لأضرار جسيمة خلال الحرب الدائرة في سوريا، حيث تم تدمير مئذنته المكونة من ستة طوابق بالكامل في ربيع 2013 والتي بنيت عام 1090.

ومن المعروف أن المئذنة التي يبلغ ارتفاعها 45 متراً كانت تتكون من 174 درجة وتعتبر من أشهر المعالم التاريخية ليس فقط في حلب القديمة، ولكن للعالم الإسلامي بأسره  وهي تراث ثقافي للـ يونسكو ومن تصميم الأستاذ حسن بن مُفرح من حلب.


قرر الخليفة الأموي وليد بن عبدالملك بناء هذا المسجد في حلب بعد بناء الجامع الأموي الضخم في العاصمة دمشق. توفي الخليفة وليد عام 715، بعد وقت قصير من بدء البناء. تولى شقيقه سليمان بن عبدالملك إتمام البناء وطلب من ابن عمه عمر بن عبد العزيز الإشراف على المشروع. بعد ذلك بعامين، في عام 717، عندما افتتح الجامع للعبادة، أطلق عليه اسم "الجامع الأموي"، على غرار الجامع في دمشق ولُقب بالأموي كلا الجامعين، الجامع الأموي في دمشق والجامع الأموي في حلب نسبة الى اسم المدينة التي كانا موجودين فيها.


تضرر الجامع الأموي في حلب الذي شهد حكم العباسيين والسلاجقة والحمدانيين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين بشكل جسيم خلال هجمات الصليبيين والمغول. دمر المغول الجامع بالكامل تقريباً، وقام السلطان المملوكي سيف الدين قلاوون بترميم المسجد بالشكل الذي لاحظناه حتى عام 2013. كان للجامع منبر خشبي فريد من نوعه للمعلم محمد بن علي الموصلي، ويعتبر المنبر من أجمل نماذج الفن الإسلامي. لسوء الحظ، تم تدمير كل مدينة حلب القديمة تقريباً وخصوصاً المدرجة في التراث الثقافي للـ يونسكو.

 

الجامع الأموي في حلب جزء مهم من تاريخ الإسلام والمسلمين أيضاً لأنه عثر فيه على قبر النبي زكريا لذي يرتبط بالقديس زكريا والد النبي يحيى (يوحنا المعمدان) ومربي السيدة مريم (العذراء مريم). وبحسب المصادر المتوفرة، فقد عُثر على رفات النبي عام 1043 في منطقة بعلبك بلبنان وأعيد دفنها في مدينة حمص ثم في حلب. ويُزعم أن رأس النبي دُفن داخل المسجد عندما كان هناك خطر من غزو المغول للمدينة. وبالتالي، فإن الجامع الأموي في حلب هو نصب تذكاري ومكان خاص ليس فقط للمسلمين ولكن أيضًا للمسيحيين في جميع أنحاء العالم .


بالطبع، هذا مجرد احتمال من من عدة احتمالات للعثور على رفات النبي زكريا. في التقليد الكاثوليكي، يُعتقد أن رفاته موجودة في البندقية، وتزعم الكنيسة الأرمنية أنها محفوظة في دير غاندزاسار في ناغورني قره باغ، بالإضافة إلى أن هناك احتمال وجود آثار لذلك محفوظة أيضاً في كنيسة القديس الكبرى بالقسطنطينية، إلى اين تم إحضارهم من قبل المحافظ أوربي أورسوس في سبتمبر/أيلول 415.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتجية"روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Guillaume Piolle/Creative Commons 3.0