لا تزال العلاقة الحميمة بين الفن والإيمان مصدراً لا ينضب للإبداع. على مدى قرون من التاريخ الإسلامي، أظهر الفن الإسلامي بجميع أشكاله وألوانه ومجالاته تنوع ثقافات الشعوب التي تعتنق هذا الدين.
لقد ساهم الفن الإسلامي برموزه التجريدية المتدفقة وعناصره الروحية في إطلاق الإبداع الفردي للفنان. تطوّر هذا الفن خلال قرون ونحن الآن، في الوقت الحاضر، نشهد أشكالاً جديدة من مظاهر هذا التطور. ومع تطور التكنولوجيا، يدمج الفنان هذه الأشكال الجديدة مع الفن الإسلامي التقليدي. هذا ما يخبرنا به المعرض الذي يقام ضمن بينالي الفن الإسلامي في مطار جدة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن البينالي بدأ دورته الأولى في صالة الحج بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة. وتجدر الإشارة إلى أن منطقة مراقبة الجوازات لديها تصميم معماري مثير للاهتمام، الذي صُمم من قبل مكتب التصميمات المعماري" سكيدمور وأوينجز وميريل" في عام 1981. حصل المصممون على جائزة الآغا خان للعمارة عام 1983 عن عملهم. ومنطقة مراقبة الجوازات الرائعة تستقبل سنوياً ملايين الحجاج يمرون منها إلى بيت الله الحرام من جميع أنحاء العالم.
يُحيي البينالي أشكالاً مختلفة من الحياة الثقافية والفكرية والفنية التي لا تزال تستمد إلهامها وجذورها من "البيت الأول" الذي تم إنشاؤه للناس، باعتباره حدثاً فنياً، ثقافياً وإبداعياً عالميا.
تتمتع المملكة العربية السعودية، باعتبارها مهد الإسلام، بمكانة فريدة في الحفاظ على المسجدين المقدسين وما يحيط بهما من آثار دينية وتاريخية. تشير عبارة "البيت الأول" إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، التي يتجه إليها المسلمون في صلاتهم كل يوم وليلة بحسب الموقع الرسمي biennale.org.sa
موضوعات البينالي الحالي: القِبلة والهجرة. معاً، كمصدر للإلهام الإبداعي، يمثلون حواراً متناغماً بين المواقع المقدسة وطقوس العبادة، التي تلهم الفنانين المشاركين من جميع أنحاء العالم للتكوين والإبداع.
يهدف الجزء الأول من البينالي إلى الاستقطاب الروحي، حيث تجمعنا صلواتنا اليومية والحج. في مجموعة من المعارض المتسلسلة، يمكننا التفكير في معنى عبادتنا من خلال منظور هذه القطع الأثرية القديمة والأعمال الفنية المعاصرة. المعرض مخصص كذاك للحظات الأخيرة من حياة الإنسان، وينتهي بمعرض لعملين أثريين تم إحضارهما من الكعبة المشرفة.
يرتبط الحج بطريقة أو بأخرى بالهجرة، وفقدان المنزل. ولكن يمكننا النظر إليه كفرصة لتأكيد انتمائنا للبشرية جمعاء، وكجسر يربط بين الوطن الأم وجميع دول العالم. لذلك، يُقام هذا الجزء من البينالي في صالة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة. في ما يلي أعمال فنية بتكليف خاص من مؤسسة بينالي الدرعية لتعكس قضية الهجرة بعدة طرق إبتداء بالتبادل الثقافي وإنتهاء بالاندماج الثقافي.
ويضم المعرض قطع اثرية نادرة من مكة المكرمة والمدينة المنورة التي سنناقشها في المقال القادم. وسينتهي البينالي اعماله في الـ 23 من ابريل/نيسان 2023
Photo: https://turkmenportal.com