Ru En

فنان فلسطيني كرس حياته لإحياء فن الأرابيسك في القدس

٢٠ ديسمبر ٢٠٢٢

كرّس الفلسطيني عزام أبو سعود نفسه بعد تقاعده لـفن الزخرفة العربية الأرابيسك، الفن الزخرفي في العمارة الذي كان يزين شوارع القدس ذات يوم. ويحلم أن يعود إلى القدس الشرقية.


في العالم العربي، بما في ذلك القدس، تم استخدام الأرابيسك المصنوع من الخشب والزجاج الملون والمعدن على نطاق واسع في تزيين المنازل والمكاتب الحكومية ودور العبادة ولكن مع مرور الوقت أصبح عدد الحرفيين يقل من يوم الى آخر. والآن يمكن رؤية الأرابيسك فقط في مساجد وكنائس المدينة التاريخية.


مثل العديد من العناصر الجمالية التي اختفت مع العادات الحديثة للمستهلكين فقد أختفى عن الانظار هذا الفن التقليدي ويكار يكون من الماضي في النسيان.


كان أبو سعود رئيسًا للغرفة التجارية في القدس لسنوات عديدة  وأجرى الكثير من الأبحاث في مجال الفن العربي وتاريخ هذه المدينة المقدسة. يطل منزل الفنان البالغ من العمر 72 عامًا على المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة. وذكر في حوار مع النسخة التركية من ميكرًا، أن القبة داخل مسجد قبة الصحراء في باحة المسجد الأقصى، وهي القبلة الأولى للمسلمين، هي "أروع مثال على الفن العربي".


وقال الفنان الفلسطيني: الخط العربي من الفنون التي تطورت على مر الزمن. نادرًا ما كان يستخدم في العصر الأموي. ثم جاء الطراز الكوفي العباسي وغيره من الخطوط .

فن الأرابيسك في القدس، كان يستخدم على نطاق واسع في نوافذ منازل الأثرياء ذات الزجاج الملون لكنها ضاعت نتيجة الزلازل التي مرت بها المدينة في سنوات مختلفة.


بدأ اهتمام أبو سعود بالأرابيسك في سن الثانية عشرة، عندما وصل خبراء من إيطاليا لترميم قبة الصخرة. كان الصبي يراقب المرممين وهم يلعبون في باحة المسجد الأقصى ويساعدهم في الجص.


بعد ذلك، زار أبو سعود الأندلس ومصر والمغرب وتركيا ودرس العمارة والفن المحليين وطلب صورًا من الذين زاروا دمشق وحلب، ولاحظ أن الزجاج الملون في هذه البلدان يستخدم في كثير من الأحيان في المساجد والكنائس لإضافة جماليات لأشعة الشمس.

 


نوافذ المشربي الخشبية في القدس


ومن المجالات الأخرى التي استخدم فيها فن الأرابيسك على نطاق واسع في الماضي زخرفة النوافذ الخشبية الكبيرة "مشربي" على شرفات المنازل. تم وضع الزجاج الملون بين النوافذ الكبيرة مما يؤكد مكانة صاحب المنزل. بالمناسبة، "صناديق الشرفة" الخشبية هي جزء من هوية عاصمة البيرو ، ليما. دفع هذا اليونسكو إلى إعلان وسط مدينة ليما كموقع تراث عالمي في عام 1991.

 


الزخرفة في الإسلام والمسيحية


في عام 1922، بدأ بناء كنيسة المعاناة أو كنيسة جميع الأمم في القدس التي اكتملت بحلول عام 1924 حيث تم استخدام الأرابيسك في زخرفة المعبد. أعجب الفنانون الأوروبيون الذين أتوا إلى المدينة للبناء بهذه الزخارف الشرقية. وقال الفنان إنه بعد الانتهاء من بناء الكنيسة قام أثرياء مدن مثل الناصرة وعكا والرملة بتزيين منازلهم بالأرابيسك.

 


هدفي الوحيد هو حماية هذا الفن


يعمل أبو سعود على الزجاج الملون والأعمال الخشبية على طراز الأرابيسك في ورشة تقع في الطابق الأول من منزله.


يعرض الفنان أعماله ويبيعها في صالات العرض في القدس ورام الله والخليل. حلمه هو فتح متحف وتعليم الفن للشباب الفلسطيني في القدس. ووفقا للفنان الفلسطيني، فإن الإدارة الإسرائيلية غيرت الوجه الأصيل للمدينة وهو يرغب في مواجهة ذلك من خلال الفن .


وقال أبو سعود في مقابلة مع الصحافيين: "هدفي الوحيد هو الحفاظ على هذا الفن وعدم تركه يختفي. مهمتي هي الحفاظ على صورة القدس العربية والإسلامية والمسيحية".

 

بعبارة أخرى، العودة إلى شوارع مدينة "مشربي" وزخارف الزجاج المعشق. إنها مهمة كبيرة  ولكن إذا تم لقيام بها فسيشعر الزوار أن القدس مدينة عربية وإسلامية ومسيحية.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا- العالم الإسلامي"

Photo: Robert Prazeres/Creative Commons 4.0