Ru En

فلنقرأ بالعربية كي نفهم الروسية والعكس

٢٠ أغسطس ٢٠١٩

عنوان هذه المادة هو عنوان مقال مقتبس عن بحث باللغة الروسية لصاحبه المستعرب نيقولاي فاشكيفيتش. لا يعكس هذا النص رأي مجلس تحرير الموقع الإلكتروني لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي". يتم انتقاد آراء نيقولاي فاشكيفيتش في الأوساط العلمية وتعتبر غير علمية !!!

 

يطرح العالم في اللسانيات، الباحث الروسي نيقولاي فاشكيفيتش نظرية مثيرة للجدل في الأوساط الأكاديمية، مفادها التقارب الكبير بين اللغتين العربية والروسية إلى حد المؤاخاة بين هاتين اللغتين، وذلك بتسليط الضوء على مفردات تحمل دلالات مشتركة، إما من خلال إعادة قراءة هذه الكلمة أو تلك من اليمين للشمال والعكس، أو بالإحالة إلى معنى تتقاسمه مفردة عربية وأخرى روسية.

 

فلنقرأ بالعربية كي نفهم الروسية  والعكس

الصورة: Roman Kraft on Unsplash

 

يتناول العالم نيقولاي فاشكيفيتش (73 عاماً) كلمات تعكس صفات أو حالات في اللغة العربية، بالإشارة إلى أنها تحمل المعاني ذاتها في اللغة الروسية. من هذه الصفات كلمة "أشول"، أي الذي يستخدم يده اليُسرى منوهاً إلى أن قراءة هذه الكلمة من الشمال إلى اليمين فإن لفظها سيصبح قريباً  جداً من لفظ كلمة "ليفشا" التي تعطي ذات المعنى ولكن في اللغة الروسية.. أي «أشول».

 

 

فلنقرأ بالعربية كي نفهم الروسية  والعكس

 vk.com - نيقولاي فاشكيفيتش

 

ويضيف المستعرب الروسي مثالاً آخراً بكلمة "أبجر" التي تعني في اللغة العربية "الشخص المتكرش، عظيم البطن". لم يقترح الباحث الروسي هنا قراءة هذه الكلمة بالمقلوب وإنما اكتفى بترجمتها بالنقحرة، أي بنقل معناها حرفياً، بالقول إنها مطابقة تماماً بالمعنى لمفردة روسية هي "أبجورا" التي تعني "الشخص الأكول".. وإن اعتبر أن الكلمة العربية هي المأخوذة من المعنى الروسي لا العكس.

 

ومن الأمثلة التي استعان بها فاشكيفيتش الكلمة الروسية "بْراك"، التي تعني الاقتران أو الزواج، ويقترح قراءتها من اليمين إلى الشمال ليتبيّن حينها أن وقعها على الأذن لا يختلف كثيراً عن وقع كلمة "قرب" باللغة العربية، ومنها إلى كلمة قريب، أي بمعنى القُربى بالمصاهرة.

 

فلنقرأ بالعربية كي نفهم الروسية  والعكس

 vk.comنيقولاي فاشكيفيتش

 

  
ولعالم الحيوانات نصيب من بحث نيقولاي فاشكيفيتش، حيث يرصد تشابهاً كبيراً بين مسميّات بعضها في اللغتين العربية والروسية. منها، على سبيل المثال، طائر العقعق، ويُطلق عليه باللغة الروسية "سوروكا"، وهو طائر اشتهر بكونه أحد أذكى الطيور وأكثرها شغفاً بالسرقة. ومن هنا يرى فاشكيفتش الصلة بشان هذا الطائر في الثقافتين العربية والروسية، معتبراً أن "سوروكا" إنما أقرب إلى وصف الطائر انطلاقاً من أن اللفظ الروسي لاسمه يتماهى تماماً مع كلمة "سرقة" بالعربية. ومن المفيد هنا الإشارة إلى قصة "العقعق اللص"، "سوروكا فوروفكا" التي كتبها الأديب، الفيلسوف الروسي ألكسندر غيرتسين.

 

وفي الشأن ذاته يرى فاشكيفيتش كلمة "سوباكا" الروسية، وتعني "كلب"، ليست سوى مُسمّى لحيوان اشتهر بالصيد وبالعدو السريع.. أي بالسباق. كما يرى الباحث الروسي أن اسم طائر النعام، الـ "ستراوس"، عبارة عن ترجمة حرفية لما اشتهر به هذا الطائر طبقاً لأسطورة كاذبة تقول إنه يخفي رأسه في الرمال تجنباً للمواجهة أو في حال تعرضه لخطر، بالإشارة إلى أن اسم الطائر مشتق من شطرين هما «ستر-راس».

 

فلنقرأ بالعربية كي نفهم الروسية  والعكس

الصورة: Adrian Dascal on Unsplash

 

كما يستشهد العالم الروسي المثير للجدل بمفردات عربية ذات بعد ديني - إسلامي ومن ثم يضعها في قالب روسي، أي يعيدها إلى جذرها اللغوي الأصل وفق وجهة نظره.

 

«وقف».. واحدة من المفردات التي تحمل معنى دينياً قد لا يكتمل لدى البعض، لفظياُ، إلا بإضافة كلمة "إسلامي". يُسهب نيقولاي فاشكيفيتش في الحديث عن معنى الكلمة باللغة العربية، منبهاً إلى أنه لا يمت بأي صلة للمعنى الذي يتبادر إلى الذهن أولاً وهو فعل الوقوف، وإنما هو بمعنى العقارات أو الأراضي التي مُنحت كعطايا أو هبات في سبيل الله، وهو ما يقابله في اللغة الروسية فعل "فيكوب"، حسب نظرية فاشكيفيتش، الذي يرى أن كلمة "فودا" الروسية مأخوذة من كلمة "وضوء" وترجمتها "أوموفينيه" المأخوذة بدورها عن كلمة ماء أو "ميّة" الشائعة بلهجات العرب.

 

من هذه الكلمات أيضأً "صلوات"، برسمها المعروف الوارد في القرآن الكريم، بالإشارة إلى التشابه في اللفظ مع كلمة "سلافيت"* الروسية التي تعني "التعظيم" و"التسبيح". *(ملاحظة من المترجم.. من المهم الأخذ بعين الاعتبار أن نطق الحرف الأول من الكلمة باللغة الروسية أقرب إلى الـ "صاد" منه إلى الـ «سين»).

 

 

الصورة في النسخة المحمولة من الموقع:  Vince Gx on Unsplash