Ru En

يليسييف.. الرحّالة والرسام الروسي الذي أبهرته ليبيا

١٥ نوفمبر ٢٠١٩

أبدى العديد من الرحّالة الروس اهتمامهم بالشرق، لا سيّما البلدان المطلّة على سواحل المتوسط الشرقية والجنوبية، وكان للشمال الافريقي نصيب كبير من هذا الاهتمام.

 

وعلى الرغم من أن المطبوعات تشير إلى أن البلاد الليبية كانت حاضرة ضمن دائرة حب الاستطلاع لدى المغامرين والمكتشفين الروس، إلا أن ذلك جاء متأخراً إلى حد ما، مقارنة مع مناطق مجاورة نالت حظاً أوفر من ليبيا.



وقد وثّق عدد من الرحالة الروس رحلاتهم إلى ليبيا، ربما أح أشهر هؤلاء هو الطبيب، والرسّام ألكسندر يليسييف، الذي قصد شمال افريقيا في ثمانينيات القرن الـ 19، وأبدع لوحات فنيّة يتعرف المتلقي من خلالها على جغرافية المكان والناس الذين يعيشون فيه.

 

شملت رحلات ألكسندر يليسييف بلداناً أوروبية، كالسويد والنرويج، علاوة على مسقط رأسه فنلندا والأجزاء الغربية من روسيا. زار الرحالة الروسي مصر وفلسطين وسوريا بين عاميّ 1842 و1844، ليكرر الرحلة إلى فلسطين عام 1844 وينطلق من هناك إلى اليونان وصقلية، وليبدأ منها رحلة اكتشاف الشمال الافريقي عبر البوابة الليبية.

 

ووصف يليسييف التنوع السكاني في ليبيا، لا سيّما في مدينة طرابلس، وذلك بالإشارة إلى اختلاف ثقافاتهم، فمنهم من هو من أبناء البلاد ومنهم من جاءها زائراً، وهو ما انعكس على اللغات الكثيرة التي كان يسمعها من يتجوّل بين أرجاء المدينة، علاوة على الاختلاف الظاهر في الأزياء.

 

بالإضافة إلى طرابلس، زار الرحالة الروسي مدينة غدامس التي تتميز بطرازها المعماري الاستثنائي الذي يعود للحقبة الرومانية، علماً ان الحفريات تشير إلى أن المدينة من أقدم الأماكن المأهولة في العالم، إذ عاش البشر فيها قبل 10 آلاف سنة.

 

لكن أكثر ما أثار اهتمامه هو حفاوة الاستقبال الذي حظي به ألكسندر يليسييف من قِبل السكان المحليين، وكان استقبالاً حافلاً أشبه بالمهرجان، إذ راحوا يهتفون ترحيباً بالضيف، كما وصف الفنان الروسي ملابس سكان غدامس بأنها ملابس الطوارق.

 

الجدير بالذكر أن ألكسندر يلسييف - الطبيب العسكري الذي وُلد في فنلدا عام 1858 - يُعد أول رحّالة روسي وصف شعب الطوارق، بعد تعرفه على ليبيا وشعب هذه البلاد في الرحلة التي قام بها عام 1885، أي بعد تخرجه بثلاث سنوات من الأكاديمية الامبراطورية الطبية الحربية، والخدمة في آسيا الوسطى وفنلندا والبلطيق، ليفارق ألكسندر يليسييف الحياة في عام 1895.

 

دُشنت العلاقات الرسمية بين طرابلس وموسكو في عام 1955، واستمر ترسيخ سبل التواصل بين البلدين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، مطلع تسعينات القرن الماضي. وقد توطدت العلاقات الثنائية في مجالات عدّة، كالنفط والغاز، والتبادلات التجارية، علاوة على المجال العسكري-التقني، وكذلك التعاون في المجال الثقافي الذي يعزز أواصر الصداقة بين الشعبين الروسي والليبي.