Ru En

كيف إنتشر الإسلام من قلعة صغيرة في جميع أنحاء شمال القوقاز

١٩ مارس ٢٠١٩

إن قلعة قريش، هي من أقدم المدن، التي وجدت في شمال القوقاز، وكانت مركزا هاما في إنتشار الإسلام في جميع أنحاء المنطقة. واليوم، وعلى الرغم من حقيقة أن هذه المدينة هي مدينة أشباح، كما وأن الإهتمام من الحجاج والسياح يتزايد كل يوم.

 


كما أن تاريخ مدينة قلعة قريش يعود بنا إلى القرن السابع الميلادية، عندما وصلت الخلافة العربية إلى أراضي داغستان الحديثة. حيث أن المدينة المحصنة تم تأسيسها من قبل أفراد قبيلة قريش التي ينمتي إليها الرسوم محمد صل الله وعليه وسلم. ومن هنا ظهرت تسمية هذه المدينة - قلعة قريش.

 


وبعد فترة وجيزة من تأسيس المدينة أصبحت العاصمة واحدة من أقوى الدول المحلية في العصور الوسطى وهي – كايتاغسكوي  اوبمييستفو.

 


حيث وأن المدينة تقع في مكان خلاب جدا، ولكن لا يمكن الوصول إليه – على أعلى قمة الجبل، ومحيط  بخمسة أنهار وسياج غريب من المنحدرات. والوصول إلى قلعة قريش يمكن فقط من خلال طريق ضيق، والتي تقود المسافر عبر سلسلة من الجبال. كما أن عدم الوصول إليها سمح لسكان القلعة بفرض سيطرتهم على طرق التجارة وجعل مدينة قلعة قريش مع مدينة ديربينت واحدة من أهم المراكز الهامة لإنتشار الإسلام في داغستان وفي جميع أنحاء شمال القوقاز.

 


وتشمل القيم الثقافية لقلعة قريش  وأنقاض القلعة، وأنقاض المسجد شبه المتهدم الذي يعود إلى الحادي عشر، وضريح أخر حاكم (اوتسمييف)في دولة كايتاغسكوي  اوبمييستفو والمقابر القديمة، التي تم دفن النبلاء والناس الذين ماتوا.

 


وبالقرب من المدينة يمكن العثور على أنقاض الفندق على جانب الطريق للمسافرين، والتي تم بناءه على النمط الشرقي. وهذه المرافق والمباني كانت معروفة بإسم  القافلة – الحظيرة. وتحديدا، فإن هذا المبنى الذي يقع بالقرب من قلعة قريش تم بناؤه في القرن الخامس عشر ميلادية والذي تبين بأنه غير عادي بالنسبة إلى المنطقة: ويعلم الجميع بأن الداغستانيين يفضلون البقاء في منازل أقاربهم أو أصدقائهم.

 


وعند مدخل المدينة تةجد حجرة صغيرة، والتي ينمو عليها شجرة مزينة بعيدان وشرائط. وبحسب الأسطورة، فإنه في ذاك الوقت مدفونة هنا فتاة محلية من أهل القرية. وفي القرية في الوقت الذي كان فيه جميع سكانها يؤدون الصلاة في المسجد، تعرض المدينة لهجوم. وكانت هذه الفتاة هي الوحيدة التي أعاقت المحاربين حتى ينتهوا من الصلاة، وكانت النتيجة أنها فقدت حياتها.

 


إن أخر سكان قلعة فريش في عام 1944 ميلادية إنتقلوا إلى الشيشان. ولدى عودتهم إلى وطنهم داغستان، إختاروا البقاء في مدن وقرى أخرى، والذي إستدعى ذلك هو أن قلعة قريش تحولت إلى مدينة أشباح.

 


واليوم – فإن هذه القرية هي جزء من التراث الثقافي الغني لداغستان وروسيا بشكل عام. وهذا هو المكان المقدس الذي يتدفق إليه الحجاج المسلمون من جميع أنحاء روسيا.