Ru En

كنز أثري في روسيا من العملات العربية القديمة يفيد بدراسة "طريق الفولغا العظيم"

٠٥ مارس ٢٠٢١

اكتشف العلماء الروس الموقع الذي عثر فيه نابشو القبور على أحد أكبر الكنوز، في روسيا الاتحادية، التي تحتوي عملات فضية عربية تعود إلى القرنين الثامن والتاسع الميلادي.

 

وفي بيان المكتب الصحفي الصادر عن "معهد الآثار" التابع لـ"أكاديمية العلوم الروسية" حول هذا الموضوع، قال الباحث في المعهد، إيغور ستريكالوف: "وجدنا المكان الذي عثر فيه نابشو القبور على الكنز، وهذا ما تؤكده اكتشافات عملات مشابهة لتلك التي تمت مصادرتها من الحفارين، وآثار التنقيب التي تمكنا من العثور عليها، على الرغم من حقيقة أنه ذلك كان قبل سنوات عديدة مضت".

 

وأصبحت هذه الاكتشافات معروفة منذ العام 2016، حيث تم على يد شرطة منطقة ريازان اعتقال حفّارين غير شرعيين، يحملون فضة عربية مجهولة المصدر تعود إلى العصور الوسطى. وقد تبيّن أن صائدي الكنوز عثروا على 228 درهماً فضياً كاملاً بمساعدة أجهزة الكشف عن المعادن بالقرب من نهر ايستا.

 

وقد جذب هذا الاكتشاف انتباه العلماء الذين قرروا البحث والعثور على مكان الكنز، أملاً في العثور على قطع أثرية أخرى هناك.

 

وفي 2018- 2019، كشف العلماء عن موقع بالقرب من قريتي خروتشيفو وتيرنوفسكوي، حيث يُفترض وجود الكنز هناك. وبعد دراسة الموقع والسجلات الأرشيفية للحفريات في المناطق المجاورة لمنطقة ريازان، لم يجد العلماء أي دليل على أن زملائهم قد استكشفوا هذا المكان من قبل.

 

وكان الموقع الذي احتوى الكنز قريباً نسبياً من العديد من المناطق السكنية، التي يعود تاريخها إلى العصر الحديدي والعصور الوسطى المبكرة والعصر الجديد، علماً أن الحفريات المتكررة أكدت أن الحفارين غير الشرعيين قد عثروا بالفعل على كنز في هذا الموقع.

 

كما عثر علماء الآثار في الموقع ذاته على العديد من قطع الخزف، وعدد قليل من العملات العربية، بالإضافة إلى آثار حفريات صائدي الكنوز. ويعتقد العلماء أن الكنز كان مخبأ في إما منتصف أو في النصف الثاني من 870 ميلادي، حيث تم سك أحدث العملات منه في 870 ميلادية.

 

ويكاد يكون من المستحيل معرفة الظروف الدقيقة التي تم ردم الكنز فيها بسبب أعمال الحفارين غير الشرعيين.

 

ومع ذلك، يفترض العلماء أن العملات لم تكن مخبّأة في أراضي منطقة سكنية، ولكن في مكان بعيد، على الأرجح بجوار الطريق أو موقف السيارات المؤقت للتجار الذين كانوا يتنقلون على طول الطريق التجاري الذي مر عبر ايستا.

 

وختم إيغور ستريكالوف قائلاً إن "العثور على الكنز هو لبنة أخرى في لبنات دراسة طريق الفولغا العظيم، الذي كان يربط بين أوروبا والشرق في مطلع الألفية الأولى والثانية، ويمر عبر نهر أوكا. وتعتبر العملات المعدنية الموجودة فيه مهمة كمصدر معلومات قيّم لدراسة العلاقات التجارية والاقتصادية لسكان أوروبا الشرقية مع الشرق المسلم، من خلال وساطة خانية الخزر، وكذلك أنماط وخصائص استخدام الدراهم في حوض أوكا الأوسط".

 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo : Creative Commons

المصدر: تاس