Ru En

بيت الحكمة – أكاديمية العلوم في الشرق

٠٧ يونيو ٢٠١٩

سنتفق معا بأن هناك الكثير من الصور النمطية فيما يتعلق بالعالم الإسلامي. ولذكرها كلها حتى أصابع اليد في كلتا اليدين لا تكفي لذلك. واليوم، فإننا نريد أن نفضح إحدى أهم الخرافات الأكثر شهرة والتي هي راسخة ومفادها بأن الإسلام والعلم شيئين غير متوافقين مع بعضهما البعض.

 

وفي ضوء ذلك، فإنه يمكن التحدث هنا كثيرا عن الأعمال الشائعة في مجال الطب، والرياضيات، وعلم الفلك، التي كتبها وألفها المفكرون والعلماء الشرقيين، وكذلك تسليط الضوء على المساهمة التي لا تقدر بثمن في الحياة الإجتماعية والعلمية للحضارة الإسلامية. وإن أبرز مثال على تفاعل الإسلام مع العلم هو أكاديمية العلوم في الشرق – بيت الحكمة، الذي سيتم الحديث عنه لاحقا.

 

الحكمة من خلال التقاليد الفكرية المختلفة

 

يمكن هنا، وبكل تأكيد، الجدل، ولكن هذه حقيقة – أن أعمال الكثيرين من الفلاسفة والعلماء اليونانيين القدماء بقيت محفوظة حتى يومنا هذا فقط بفضل أن الباحثين العرب كانوا يستشهدون بتلك الأعمال في أبحاثهم، والذين كانوا يعملون في "بيت الحكمة" في بغداد.

 

بيت الحكمة – أكاديمية العلوم في الشرق

مخطوطات قديمة من عصر العباسيين.  الصورة لـ: creative commons


كان ذلك في العام 750 ميلادية، عندما جاءت الأسرة العباسية إلى سلطة الخلافة، والتي إتخذت قرارا على الفور بنقل عاصمة الدولة من دمشق إلى بغداد التي تم بناؤها من الصفر. وتحديدا وفي سنوات حكم هذه الأسرة تم تأسيس الأكاديمية العلمية بيت الحكمة كانت تسمى بإسم: ("بيت الحكمة"). وأثناء تأسيسها كانت قد ساهم في ذلك الوقت المكتبة الغنية بكتبها، والتي كان الموظفون المحليون فيها قد قاموا بترجموا أعمال الكُتاب الهنود وكذلك الكُتاب اليونانيين القدماء في مجال علم الفلك، والرياضيات، والطب، والكيمياء، والفلسفة. كما أن "بيت الحكمة" قد اصبحت أول أكاديمية في العالم الإسلامي وذات أهمية عالمية، والتي جمعت خلف جدرانها أفضل عقول بغداد، والعلماء، والباحثين من جميع المجالات المختلفة.

 

"بيت الحكمة" في بغداد كان من أكبر المراكز العلمية والتعليمية للخلافة. وتم تأسيس مكان للرصد ومكتبة، والمخطوطات التي تم شراؤها ليس فقط في جميع أنحاء الدولة، وإنما كذلك من الهند ومن البيزنطيين.

 


وفيما يخص مؤسس الأكاديمية، فإن العلماء يختلفون في أرائهم. ووفقا لأحد تلك الأراء، فإن ظهور "بيت الحكمة" للنور كان بفضل ومساعدة أبو جعفر المنصور الذي عاش من (753 إلى 774 ميلادية). ووفقا لرأي هذه المجموعة من الباحثين، فإن أبو جعفر المنصور كان قد أولى أهمية كبيرة للتعليم ولدور العلماء. ويمكن القول، بأنه هو تحديدا من شجع المسلمين للإنخراط في ممارسة الأعمال البحثية الجادة فمختلف المجالات العلمية، وكذلك للقيام بترجمة الأعمال العلمية من اللغات الفارسية، واليونانية، والهندية القديمة إلى لغتهم الأم. وبقيت ثمار ترجمة تلك الأعمال المترجمة، والتي كان من بينها الأبحاث والدراسات في التاريخ، والأدب، والأديان وغيرها الكثير من مجالات العلوم المختلفة والتي بقيت محفوظة في مكتبة القصر. وتحديدا في الزمن القديم، شكلت هذه المجموعة أساسا لمكتبة "بيت الحكمة".

 


ووفقا لرأي مجموعة أخرى من الباحثين، فإن مؤسس "بيت الحكمة" فإنه من الصواب القول بأنه الخليفة هارون الرشيد الذي عاش من عام (787 إلى 810 ميلادية). وإن أساس وجهة النظر هذه هو حقيقة أنه في خلال سنوات حكم هارون الرشيد حدثت الثورة العلمية والثقافية، بما في ذلك، في مجال الترجمة وتأليف الكتب بهدف تطوير التعليم الإسلامي. وبعد إنتشار نفوذ دولة الخلافة في أراضي أنقرة وأموريوم، أمر الخليفة هارون الرشيد أتباعه بدراسة وبحث كل ما لديهم من المكتبات إستخراج الأعمال العلمية النادرة وذات الأهمية، والتي تم نقلها في وقت لاحق إلى بغداد، حيث تم دراستها والبحث فيها بشكل مفصل.

 


ويوجد أيضا رأي ثالث، ينص على أن مؤسس مكتبة "بيت الحكمة" هو الخليفة المأمون الذي عاش من عام (813 إلى 833 ميلادية). حيث أن "بيت الحكمة" كانت موجودة قبل الخليفة المأمون، ولكنها في سنوات حكمه إزدهرت الأكاديمية وإكتسبت مكانة خاصة. حاول تقريب العلماء إليه، وشجعهم على الأعمال والأبحاث العلمية، ومنحهم بكل سخاء المكافأت على أعمالهم وأبحاثهم العلمية. وإستكمل ما بدأه والده هارون الرشيد من تلك الأعمال، وعمل على تحسين وإضافة المخطوطات الأجنبية المختلفة إلى المكتبة.

 

بيت الحكمة – أكاديمية العلوم في الشرق

أرسل المأمون السفراء إلى الإمبراطور البيزنطي  فيوفيل. المصدر: History of John Skylitzes  http://bdh-rd.bne.es


وحول المساهمة الخاصة في تأسيس أكاديمية العلوم الإسلامية من قبل الخليفة المأمون تحدث بهذا الموضوع  إبن النديم، حيث قال: "المأمون كان لديه مراسلات مع الحاكم البيزنطي. ولذلك، فقد طلب منه الإذن والسماح له بإرسال وفد للبحث عن المخطوطات القديمة ذات القيمة والأهمية الكبيرة، المحفوظة في مكتبات بيزنطة، وقد أعطاه الإذن وسمح له، والذي كان في وقت سابق قد رفض ذلك. ومن بين أعضاء الوفد المشاركين في هذه المهمة كان  الحجاج بن مطر  و  إبن البطريق ... وعندما عاد الوفد مع المخطوطات، طلب منهم المأمون بترجمتها".

 


وفي هذا الوقت – في أواسط القرن الـ VIII الميلادية – اللغة العربية أصبحت اللغة الرسمية للعلوم. في حين أن الجزء الأكبر من أوروبا الغربية كانت تعاني مما يسمى بعصور الظلام، كانوا في بغداد يدرسونَ ويترجمون إلى اللغة العربية الكثير من أعمال ومؤلفات العلماء الهنود واليونانيين القدماء.

 


بدأ العرب في إتقان الأعمال والمؤلفات الجديدة، التي تم ترجمتها من اللغات اليونانية القديمة، والبيزنطية، والهندية القديمة. وخلال فترة حكم أبو جعفر المنصور الذي عاش من (753 إلى 774 ميلادية)، كان يتم ترجمة كتب محددة له. على سبيل المثال، حنين إبن إسحق ترجم له بعض مؤلفات أبقراط في الطب، و إبن المقفع ترجم له "كليلة ودمنة" من اللغة السنسكريتية إلى اللغة العربية، وكتاب إقليدس في الرياضيات. وتم ترجمة الكتب لأبو المنصور في الطب، وعلم الفلك، والرياضيات والأدب. وكذلك وبناءا على أوامره، تم كتابة وتأليف المؤلفات في الحديث، والتاريخ والتربية. وكل هذه المؤلفات جمعها في مكتبته، التي تحولت لاحقا إلى "دار الحكمة". وفي فترة حكم إبنه  المهدي لم يتطور مجال التعليم وبالكاد كان يتقدم من النتيجة التي وصل إليها والده. وكان السبب في هذا يعود إلى إنتشار الزنادقة، ما دفع المهدي إلى محاربتهم والذي كان قد قضى معظم أوقات حكمه لمحاربتهم.

 

بيت الحكمة – أكاديمية العلوم في الشرق

الترجمة العربية  De Materia Medica.  المصدر: Wikimedia, public domain

 

ثم وصل هارون الرشيد فيما بعد إلى السلطة، والذي كان من بين الحكام العباسيين الذي بذل جهودا كبيرة لتطوير التربية والتعليم في العالم الإسلامي. ومنح العلماء مكافأت سخية جدا وأظهر إحترامه ومحبته لهم. ومن المعروف، أنه أهدى عيينة مبلغ مئة ألف درهم. كما أن معظم الأعمال والمؤلفات كانت في مجالات الطب، وعلم الفلك، والرياضيات باللغة السنسكريتية والتي تم ترجمتها خلال فترة حكمه كخليفة.

 


وفيما بعد جاءت حقبة الخليفة المأمون، والتي إشتهرت وتميزت بأنشطة الترجمة والتقدم العلمي. ولقد أنفق الأموال الكثيرة وفي البحث وفي الحصول عن الأدب القيم، وكذلك بهذه المهمة أرسل الوفد إلى العديد من البلدان المختلفة. وهناك معلومات تدل على أنه إبرم العقود مع بعض الملوك البيزنطيين بشرط إرسالهم إليه الكتب النادرة، والتي لها قيمة في الفلسفة والعلوم الأخرى. ويمكن القول بأن ترجمة الأعمال والمؤلفات الأجنبية دفعته ليس فقط إلى التنوير والمعرفة، بل إلى زيادة تأليف الكتب والأعمال العلمية، التي إستندت إلى الإصدارات المترجمة. ولذلك قيل: "تأليف الكتب يعطي مكانة فاخرة بعد شؤون وأعمال الدولة".

 


كيف كان "بيت الحكمة"؟

 

"بيت الحكمة" كان يتألف من عدة قاعات وغرف واسعة، وكان لكل واحدة منها غرض خاص بها. وكان في المبنى مستودع لتخزين الكتب، وليحتوي كل منها على مخطوطات حول موضوع محدد وكان لديها مسميات خاصة بها وفريدة من نوعها، ووجزئيا كانت تسمى تكريما بإسم مؤسسها.

 

بيت الحكمة – أكاديمية العلوم في الشرق

العملية الجراحية. المصدر:  Wikimedia, public domain

 

ووفقا للمعلومات التاريخية، فإن المكتبة كانت تتألف من عدة أقسام:

 

1) قسم إستقبال كتب الأدب، حيث أن الموظفون في هذا القسم كانوا مسؤولون عن إستقبال وتخزين الكتب المفقودة في المكتبة. وكان يعتقد بأن المؤلف التي توجد أعماله ومؤلفاته على الرف في بيت الحكمة، قد وصل إلى مستوى عالٍ من المهارة. وتم ملئ هذا القسم بالكتب بفضل الخليفة.

 

2. قاعة للقراءة والمطالعة. كما أتيحت الفرصة لزائر المكتبة ليس فقط بالإطلاع والتعرف على الأدب مباشرة في قاعة المكتبة، وإنما بأن يأخذ الكتاب إلى البيت، بعد أن يترك رهنا ماليا يمكون بقيمة ذلك الكتاب.

 

3) قسم النشر – وهذا القسم من المكتبة في بغداد كان له إرتباطا وثيقا بقسم الترجمة وتأليف الكتب. وبعد الإنتهاء من تلك الأعمال والمؤلفات أو الترجمة، كان يتم تسليمه إلى دار النشر ليتم تجليده وعمل نسخا عنه. ولاحقا، فإنه كان يتم إرسال هذه النسخ عن الكتب إلى المكتبات الأخرى، التي كانت موجودة خارج بغداد (على سبيل المثال، إلى مكتبة تونس "بيت الحكمة" أو القاهرة "دار الحكمة").


4) قسم الخرائط الجغرافية والفلكية.

 

5) قسم الترجمة وتأليف الكتب. لا بد من الإشارة إلى أن الخلفاء العباسيين كانوا يهتمون بترجمة تراث الأمم السابقة إلى اللغة العربية. كانوا يرون في ذلك إمكانية لدراسة تاريخ الشعوب الأخرى. ومن بين الترجمة كان يوجد الكثير من المؤلفات والأعمال المترجمة بالطب، والرياضيات، والفلسفة والعلوم الأخرى. وبالإصافة إلى المترجمين، كان في المكتبة لكثير من العلماء، الذين كانوا يؤلفون أعمالهم وكتبهم، حيث أن بعض هذه الأعمال والكتب كانت بناءا على أوامر من الخلفاء الحاكمين ومخصصة لمكتبة الأكاديمية. على سبيل المثال: الخليفة هارون الرشيد كان قد كلفَ عبد المالك الأصمعي بتأليف كتاب في التاريخ.

 

6) القسم العلمي. في "بيت الحكمة"، بالإضافة إلى وجود عدد هائل من المتب المفيدة، كذلك كان يتم إجراء الدروس في العلوم المختلفة، بما في ذلك، في العلوم الطبيعية، والتاريخ، والجغرافيا، والموسيقى، والفلسفة، وعلم الفلك، والطب والعلوم الإسلامية.

 

بيت الحكمة – أكاديمية العلوم في الشرق

المصدر:  Wikimedia Commons

 

ما الذي تم عمله بفضل "بيت الحكمة"؟

 

نريد هنا أن نتوقف أكثر وبشكل أكثر تفصيلا وأن نقدم عدة أسماء، التي أثرت أعمالها في ذلك الوقت ليس فقط مكتبة "بيت الحكمة"، وإنما أيضا العالم العلمي بإسره.

 

الرازي، الذي عمل بمنصب كبير الأطباء في مستشفى بغداد، قام بعمل تقرير مرضي عن حالة كل مريض، وكذلك أصبح أول من إستخدم الجبس، لكي يحافظ على الطرف المكسور، والقطن والشاش الطبي أثناء وضع الضمادات الطبية والخيط أثناء إخاطة الجرح. وفي مؤلفاته "عن أمراض الحصبة والجذري" كان الرازي قد إكتشف وصفا كلاسيكيا فيما بعد لهذه الأمراض وإخترع مناعة لعدم ظهور هذه الأمراض من جديد. ويعتقد بأنه كان أول من طبق اللقاح الطبي ضد مرض الجذري.

 


عالم الرياضيات، والفللك، والجغرافيا  الخوارزمي، الذي ترأس لسنوات طويلة المكتبة في "بيت الحكمة"، والذي كان لديه تأثيرا كبيرا ليس فقط في الرياضيات العربية فحسب، وإنما في الرياضيات الأوروبية. وفي المقام الأول ساهم في نشر وتعميم أنظمة الأرقام والأعداد الهندية، والتي تشمل علامة خاصة للرقم صفر. كما ويعتقد بأن بأن أطروحات الخوارزمي في كتاب "الترميم والتجويف"، يحتوي على توصيف المعادلات المربعة وطرق حلها، ووضع بداية لتطوير الجبر كفرع مستقل في الرياضيات. وحتى كلمة "الجبر" ظهرت منإسم أحدى التسميات التي تم وصفها في عمليات "الجبر"، والتي تتكون في نقل المصطلحات من المعادلات من جانب واحد إلى الجانب الأخر مع تغيير العلامة إلى العكس. كما أن إسم الخوارزمي في الشكل اللاتيني تحول إلى كلمة "الخوارزمية" والتي دخلت في الرياضيات كإسم عام لجميع أنواع الأنظمة الحسابية وفقا لقواعد صارمة ومحددة.

 


عالم الكيمياء العربي، والطبيب، والصيدلي، وعالم الرياضيات والفلك، إنه جابر إبن حيان  الذي كان معروفا في أوروبا في العصور الوسطى  بإسمه اللاتيني  جابر. قام بتطوير تعاليم الفلاسفة اليونانيين القدماء وعلماء الكيمياء، حيث أكد أن كل مسألة تتكون من أربعة عناصر (الأرض، الهواء، النار والماء)، وقدم مفهوم (الزئبق الفلسفي" (بداية المعادن) و "الكبريت الفلسفي" (بداية بدابة القابلية للإحتراق والإشتعال). جابر إبن حيان أكد بأن تغيير معدل نسبة هذه "العناصر"، يمكن تحويل المعادن الأساسية إلى الذهب أو الفضة. وفي أعماله ومؤلفاته وصف العمليات الكيميائية المختلفة (التقطير، التسامي، التحلل القابل للذوبان والتبلور أو البلورة)، وبعض المواد الكيميائية (فيتريول، الزاج أو الشب، القلويات، ملح النشادر)، وطرق محددة للحصول على حمض الخليك، والرصاص الأبيض وحمض النتريك الخفيف.

 


عالم الرياضيات والفلك  البتاني، المعروف في أوروبا في العصور الوسطى بإسم البتاني، وبناءا على أساس المشاهدات الفلكية الطويلة المدى في مرصد مدينة الرقة تمكن من بشكل أكثر دقة من بطليموس من حساب زاوية الكسوف ومسير الشمس إلى خط الإستواء وتوقع الجو المعتدل. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه حدد مدة السنة الشمسية مغ خطأ بإجمالي 24 ثانية فقط بإستخدام الدوال المثلثية (الجيب، والظل وظل التمام). كما أن طبيب الحكمة حنين إبن إسحق، الذي ترجم من اللغة اليوناينية القديمة مؤلفات أفلاطون، وأرسطو، وأبقراط وجالين قد ساهم في إبتكار وتأسيس المصطلحات الطبية باللغة العربية.

 

 

بيت الحكمة – أكاديمية العلوم في الشرق

خارطة العالم  الإدريسي.  المصدر:  Wikipedia

 


تراث "بيت الحكمة"

 

عندما إكتسب "بيت الحكمة" مكانة موثوقة في العالم الإسلامي بأسره، دفع هذا حكام المناطق لإنشاء مكتبات وأكاديميات مماثلة لها، وذلك من أجل تأسيس أكاديميات نظيرة ومنافسة لها. وهذا التنافس ترك أثرا كبيرا في تطور العلوم والتعليم في العالم الإسلامي. وظهرت مثل هذه المكتبات، على سبيل المثال:

 

1) بيت الحكمة الأغلبي، التي أسسها حاكم الرقادة إبراهيم إبن أحمد الأغلب، الذي عاش من (875 ميلادية إلى عام 902 ميلادية).

 

2) مكتبة الأندلس دار الحكمة، التي أسسها الخليفة الأموي في الأندلس  الحكم المستنصر بالله، الذي عاش من (961 ميلادية إلى 976 ميلادية).

 

3) مكتبة القاهرة دار الحكمة، التي تأسست أثناء حكم الخليفة الفاطمي العزيز بالله، الذي عاش من عام (975 ميلادية إلى 1006 ميلادية).

 

حيث أن "بيت الحكمة" جذبت إليها الإهتمام، وجاء إليها التلاميذ من المناطق القريبة والبعيدة من مناطق الخلافة. إذ أن التلاميذ، الذين أنهوا دراستهم في بغداد، عادوا إلى مناطقهم وأخذوا معهم ثقافتها، وعاداتها، وتقاليدها، والمعرفة والأعمال العلمية. كما أن هيبة ونفوذ الأكاديمية إنعكس على هيبة ونفوذ بغداد ذاتها، بصفتها مركزا للعلوم والتعليم والمعرفة. إبن حزم الأندلسي قال: "بغداد – هي المدينة الرئيسية في العالم، ومصدرا لجميع الأعمال الجديرة والحسنة وهي مأوى للعلماء، الذين يسارعون إلى المعرفة والبحث والدراسة المتعمقة ...". وجاء الكثير من العلماء والمسافرين إلى بغداد، ومن بين هؤلاء نذكر إبن جبير البلنسي (الذي توفي في عام 1217 ميلادية)، والذي فوجئ للغاية من التراث الثقافي الغني.

 


كما أن "بيت الحكمة" بقيت موجودة حتى الغزو المغولي في عام 1258 ميلادية. وكانت هذه هي سنة مظلمة في تاريخ تطور العلم وتأسيسه، عندما تم إلقاء الكتب الثمينة التي لا تقدر بثمن للبشرية في نهر الفرات وأخذت معها تراثا عمره قرونا طويلة، الذي كان محفوظا تحت أقواس الأكاديمية الإسلامية العالمية.

 

إلميرا غافياتوللينا