Ru En

السفير ديدوشكين: روسيا تدعو إلى بدء المفاوضات في اليمن بمشاركة جميع الأطراف

٢٠ يناير ٢٠٢١

أكد السفير الروسي لدى اليمن، فلاديمير ديدوشكين، أن عملية التفاوض لحل الأزمة في اليمن تمر بأوقات عصيبة، مشيراً إلى أن روسيا تدعو إلى البدء الفوري للمفاوضات وبمشاركة كافة الأطراف المتنازعة، وذلك في تصريح للسفير الروسي أدلى به في 20 يناير/كانون اثاني 2021.

 

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن "عملية التفاوض تمر بأوقات عصيبة. وقد أعلن هذا في وقت سابق المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، خلال إحاطة له في مجلس الأمن الدولي بتاريخ 14 يناير". وأضاف: أنه "لم ينجح بعد في جمع أطراف النزاع على طاولة المفاوضات لمناقشة خطة سلام الأمم المتحدة - الإعلان المشترك".

 

وأشار السفير ديدوشكين إلى أن إعداد الوثيقة استغرق عاماً كاملاً، إلى أن وجدت إطاراً متوازناً لها. وتابع السفير "بموجبها، يتم الالتزام بوقف إطلاق نار كامل وواسع النطاق، وحل القضايا الإنسانية والاقتصادية، وأولاً وقبل كل شيء، السماح بدخول السفن التجارية دون عوائق إلى ميناء الحُديدة، وافتتاح المطار في صنعاء، وبدء مفاوضات شاملة بشأن إنهاء الحرب وبناء الدولة المستقبلية في اليمن".

 

وصرّح السفير الروسي: "لا أرى أي سبب لرفض مناقشة هذه الوثيقة الهامة. ومع ذلك، فإن كلا الجانبين، مع الأسف، يجدان أوجه قصور فيها، وفي رأيي، وهذا أمر غير مبدئي أو واضح، كما ويرفضان حتى الآن الذهاب إلى المفاوضات"، مبيناً أن الطرفين "طرحا شروطاً أولية، وأصرّا على إجراء صياغة النص كلُ لصالحه، ولذلك لا يمكن وصف هذا النهج بأنه بنّاء".

 

كما قال فلاديمير ديدوشكين إنه "من الضروري قبول صيغة غريفيث والدخول في حوار مباشر على الفور، يمكن من خلاله القضاء على أي نقاط خلافية. في النهاية، يجب أن يتفاوض اليمنيون مع أنفسهم، والأمم المتحدة لا تلعب سوى دور الوسيط والمساعد".

 

بالإضافة إلى ذلك، كما يعتقد الدبلوماسي الروسي، فإن المفاوضات "ضرورية في الوقت الحالي مثل الهواء". وأضاف: "بعد كل شيء، المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أصبح جزءً من الحكومة الجديدة، سيشارك فيها لأول مرة. والوفد الحكومي الذي ينبغي أن يتفاوض مع الحوثيين، سيضم الآن جنوبيين وفقا لاتفاق الرياض".

 

في الوقت نفسه، أضاف السفير أنه، ولأول مرة خلال فترة النزاع، ظهر وضع فريد من نوعه عندما "يمكن لجميع اليمنيين، دون استثناء، أن يجتمعوا ليحددوا مصير بلادهم، مما سيخفف من معاناة الناس".

 

 

تعقيد الأزمة الإنسانية

 

وأشار السفير ديدوشكين إلى أن ظهور الأمراض المعدية وتدفق اللاجئين من البلدان الافريقية يُعقد الوضع الإنساني الصعب بالفعل في اليمن، مشدداً على أن "الوضع الإنساني في اليمن ليس على شفا أزمة، وإنما في بؤرته بالمعنى الحقيقي للكلمة".

 

وأضاف السفير: "إن الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر فعلياً، وتطلب من الدول المانحة الوفاء بالتزاماتها. هناك نقص حاد في الأموال". وأضاف: "المنظمات الإنسانية قادرة على خدمة البلاد، وحتى ذلك الحين ليس كامل البلاد، نصف سكان البلاد فقط، بينما يحتاج 90% من اليمنيين إلى المساعدات الإنسانية".

 

وتابع ديدوشكين أنه إضافة إلى ذلك، يغرق اليمن باللاجئين من الصومال وإثيوبيا وإريتريا، وهناك 200 ألف منهم، بالإضافة إلى النازحين الذين وصل عددهم إلى 4 ملايين. "حجم الكارثة أصبح واضحاً ... بالطبع الوضع معقّد بسبب تفشّي الأمراض المعدية، بما في ذلك الكوليرا والطاعون، فضلاً عن وباء فيروس كورونا".

 

وبحسب آخر البيانات، أشار الدبلوماسي الروسي، إلى أن حوالي 16 مليون شخص يتضوّرون جوعاً في اليمن، و50 ألف يموتون جوعاً بالفعل، و5 ملايين على وشك المجاعة. وأضاف: "نداء الأمم المتحدة الإنساني العام الماضي تم الوفاء بنصفه فقط أي 1.7 مليار دولار تم تلقيها من أصل 3.4 مليار دولار مطلوبة. وسيتم طلب نفس المبلغ هذا العام. ومن السهل الوعد ولكن يصعب تحصيله".

 

 

حول توريد اللقاح الروسي

 

وفي سياق متصل بالوضع الإنساني في اليمن، أفاد فلاديمير ديدوشكين بأن روسيا لم تتلق طلباً رسمياً من القيادة اليمنية لشراء لقاح "سبوتنيك V"، لكنها ستنظر في مثل هذا الطلب في حال تم استلامه، منوّهاً بأنه تحدث في الخريف الماضي مع وزير الخارجية السابق للجمهورية، عن إمكانية إمداد اليمن بلقاح روسي ضد فيروس كورونا. وقال السفير: "طبعاً ردنا كان إيجابياً. لكن في المستقبل لم يحدد اليمنيون اهتمامهم في شكل توجيه طلب رسمي بما في ذلك من جانب الحكومة الجديدة".

 

وأشار ديدوشكين إلى أنه "إذا حدث ذلك، أعتقد أنه سيتم النظر فيه بأقصى قدر من الاهتمام".

 

 

عن الحكومة الجديدة

 

وفي حديثه عن الحكومة اليمنية الجديدة، أكد السفير الروسي ديدوشكين، أنها تبذل قصارى جهدها لتحسين الوضع الاقتصادي لسكان البلاد. وبحسب رأيه، فإن "الوضع الاقتصادي في الجمهورية لا يزال صعباً، والحكومة الجديدة التي وصلت إلى عدن، برئاسة رئيس الوزراء، تبذل كل ما في وسعها لتجاوز الأزمة"، مشيراً إلى أن محافظ عدن المعيّن مؤخراً أحمد لملس انخرط بنشاط في العمل".

 

وأشار السفير الروسي لدى اليمن إلى أنه "بأمر من رئيس الجمهورية، تُعطى الأولوية لحل القضايا الاجتماعية. في عدن ومناطق أخرى، توقفت إمدادات المياه والكهرباء، وهناك نقص في الغذاء، وهناك تأخير في دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، ومنذ الأيام الأولى حدّدت الحكومة برامج لإعادة الاقتصاد وهي تعمل على مدار الساعة".

 

في الوقت نفسه، أشار السفير، إلى أن تقلّبات أسعار العملة الوطنية اليمنية أثّرت على الوضع بشكل سلبي، والتي كانت قد تعززت في البداية مع وصول الحكومة إلى عدن، "ولكن بعد حادثة المطار نهاية العام الماضي، تراجعت العملة مرة أخرى".

 

وأعرب الدبلوماسي الروسي عن أمله في أنه "مع ذلك، أود أن أصدق أن الشماليين والجنوبيين الذين يشاركون في مجلس الوزراء، على قدم المساواة، سوف يسيطرون على الوضع"، ويجب أن ينجح اتفاق الرياض الذي تم التوصل إليه بمساعدة المملكة العربية السعودية، بما في ذلك في المجال الاقتصادي.

 

وأوضح في هذا الجانب أنه "بمساعدة المملكة العربية السعودية، تتم إقامة الخدمات الطبية بشكل تدريجي في عدن، ويتم بناء مستشفيات ومدارس جديدة وبنية تحتية جديدة، كما تمت استعادة مطار عدن وتشغيله، وكانت هناك تحولات في مكافحة الفساد".

 

 

مشاركة الولايات المتحدة والأمم المتحدة

 

بحسب الدبلوماسي الروسي، فإن نيّة الولايات المتحدة إدراج حركة "أنصار الله" التابعة للحوثيين اليمنيين في قائمة المنظمات الإرهابية "تهدد دور الوساطة الأممية في حل الصراع في اليمن". واضاف: "مما لا شك فيه أن المبادرة الأمريكية لتصنيف حركة "أنصار الله" كهيكل إرهابي لن تؤدي فقط إلى تعقيد عمل وساطة الأمم المتحدة، بل ستضعها بالفعل على شفير الانهيار".

 

وقال في هذا الجانب إن الحوثيين والحكومة اليمنية تم تصنيفهم في قرارات مجلس الأمن الدولي كأطراف في النزاع اليمني "ويجب حل هذا الصراع من خلال المفاوضات".

 

وبحسب ديدوشكين، فإن المبادرة الأمريكية "لن تشجع الحوثيين بأي حال من الأحوال على التفاوض، حسب الاعتقاد الخاطئ في واشنطن". وسبق أن عبّر قادة "أنصار الله" والقوى العامة الداعمة لهم عن غضبهم من اللهجة المهينة للإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها.

 

وشدّد السفير على أنه يمكننا أن نتوقع أن أسلوبهم سوف يصبح أكثر صرامة. "أود أن أطرح على الزملاء الأمريكيين سؤالا: كيف يتواصلون الآن بصفتهم الوطنية مع الحوثيين، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك في إطار السفراء "الخمسة" للدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي؟"

 

"يمكن قول الشيء نفسه عن التأثير السلبي للغاية لهذا القرار على عمل المنظمات الإنسانية في اليمن. في 12 يناير/كانون الثاني الجاري، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن هذا الوضع سيعقد بشكل كبير توريد الغذاء إلى اليمن الجائع، حيث تعتمد البلاد بنسبة 90٪ على الواردات الغذائية، وقد استنكرت الوكالات الإنسانية بالإجماع هذه الخطوة من قبل الولايات المتحدة".

 

كما عبّر فلاديمير ديدوشكين عن اعتقاده بأن الكونغرس الأمريكي لن يترك مثل هذه المبادرة المتعجرفة والخاطئة تمر، ومن ثم فإن الإدارة الأمريكية المستقبلية سوف تتنصل منها".

 

يشار إلى أنه بتاريخ 10 يناير الجاري، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن نيته إدراج حركة "أنصار الله" في قائمة المنظمات الإرهابية لوزارة الخارجية الأمريكية، معتبراً أن مثل هذا القرار "سيوفر أدوات إضافية لمواجهة ما وصفها بالأنشطة الإرهابية من قبل "أنصار الله"، المدعومة بحسب واشنطن من قبل طهران، وأنه سيسهم في إحراز تقدم في التغلب على عدم الاستقرار في اليمن".

 

ويعني الإدراج في قائمة المنظمات الإرهابية تجميد الأصول في الولايات المتحدة وفرض حظر على المواطنين أو الشركات الأمريكية من التعامل مع المدعى عليهم.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo : Creative Commons