Ru En

وزراء "أوبك +" يجتمعون اليوم شخصيا في فيينا للمرة الأولى منذ ربيع 2020

٠٥ أكتوبر ٢٠٢٢

يعقد وزراء الدول المشاركة في اتفاق "أوبك +" - اتفاق يضم 10 دول مصدرة للنفط خارج إطار منظمة "أوبك" - اجتماعاً عادياً لهم اليوم الأربعاء 5 أكتوبر/تشرين الثاني 2022، من أجل تحديد خطة أخرى لإنتاج النفط. وبذلك وللمرة الأولى منذ مارس/ آذار 2020، وسيجتمع أعضاء التحالف شخصياً بمقر منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" - في العاصمة النمساوية فيينا.

 

يُشار إلى أنه في الاجتماع السابق قبل شهر من الآن، تحديداً في 5سبتمبر/ أيلول الماضي، قرّرت دول "أوبك +" خفض إنتاج النفط لشهر أكتوبر الجاري بمقدار 100 ألف برميل يوميا.

 

كما نص البيان الختامي في ذلك الوقت على أن التحالف سيعود إلى مستويات الإنتاج في أغسطس/آب 2022.

 

وأكدت الوثيقة أيضاً أن قرار زيادة الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يومياً، الذي اتخذ في أغسطس، احتسب لشهر سبتمبر فقط.

 

بدوره، أشار فيكتور كوريلوف، المحلل في شركة الاستشارات النرويجية Rystad Energy في مقابلة مع وكالة أنباء "تاس"، إلى أن مثل هذا القرار يدل على استعداد التحالف للتخلي عن الزيادة المستمرة في الإنتاج من أجل الحفاظ على أسعار النفط عند مستوى مرتفع.

 

وفي الوقت نفسه، قال نائب رئيس وزراء روسيا الاتحادية ألكسندر نوفاك بعد اجتماع سبتمبر/ أيلول إن "أوبك+" لا تقرر أي سعر للنفط بقراراتها، بل بحسب توازن السوق.

 

هذا وكان رد فعل أسعار النفط ضعيفاً على قرار "أوبك +" في سبتمبر/ أيلول بخفض الإنتاج في أكتوبر بمقدار 100 ألف برميل يومياً، فور الاجتماع وظلت عند حوالي 90 دولاراً للبرميل.

 

وفي الوقت نفسه، خلال شهر سبتمبر، انخفض سعر نفط برنت إلى أدنى مستوى في يناير/كانون الثاني الماضي - أي بمعدل أقل من 83 دولاراً للبرميل.

 

مع ذلك، وعلى خلفية الأخبار حول احتمالية خفض أقوى للإنتاج من قبل دول "أوبك +"، عادت الأسعار مرة أخرى إلى ما يزيد عن 90 دولاراً للبرميل.

 

من جهتها، ذكرت "بلومبرغ"، نقلاً عن مصادر في وفد "أوبك +"، أن التحالف يدرس خفض إنتاج النفط إما بمقدار 2 مليون برميل يوميا، أو في نطاق من مليون إلى 1.5 مليون برميل يوميا. كما أفادت وكالة "رويترز" بحدوث انخفاض محتمل في الإنتاج بمقدار أكثر من مليون برميل في اليوم.

 

الجدير بالذكر أنه في حال اتفقت دول "أوبك +" على مثل هذا القرار، فسيكون هذا هو أهم خفض للإنتاج منذ ربيع عام 2020، عندما وافق التحالف على خفض الإنتاج على الفور بمقدار 9.7 مليون برميل في اليوم، وسط تراجع الطلب على النفط وانخفاض الأسعار بسبب جائحة فيروس كورونا.

 

من المعروف أنه في أغسطس/آب 2022، كان من المفترض أن تقوم دول "أوبك +"، وبسبب الزيادة السلسة في الإنتاج منذ أغسطس من العام الماضي، بإعادة الإنتاج بالكامل إلى مستويات ما قبل انتشار الوباء والخروج من القيود التي وافق عليها التحالف في ربيع عام 2020.

 

مع ذلك، أفاد مصدر في أحد الوفود لوكالة "تاس"بأن "أوبك +" تخلفت في أغسطس عن أهداف إنتاج النفط المخطط لها التي تمت الموافقة عليها هذا الشهر بمقدار 3.583 مليون برميل يوميا.

 

وفقا للخطة، كان من المفترض أن ترفع دول "أوبك +" إنتاج النفط إلى مستوى 43.854 مليون برميل في اليوم، وبذلك بلغ المستوى الحقيقي للإنتاج هذا الشهر نحو 40.3 مليون برميل يوميا.

 

كما كان لدى الدول الـ 10 الأعضاء في "أوبك" المشاركة في اتفاق "أوبك +" 1.399 مليون برميل في اليوم، والدول غير الأعضاء في "أوبك" 2.185 مليون برميل في اليوم.

 

 

حول اجتماع "أوبك +" القادم

 

تجدر الإشارة أيضاً إلى أنه ستتم مناقشة معايير الإنتاج على مرحلتين، إذ من المقرر، في هذا السياق، إجراء اجتماع للجنة مراقبة "أوبك +"، التي ستجمع ممثلين عن 8 دول مشاركة في الاتفاقية.

 

اللافت أن عمل اللجنة تتم إدارته من قبل روسيا الاتحادية والمملكة العربية السعودية، أكبر أطراف الاتفاقية من حيث الإنتاج. وسيبدأ الاجتماع الساعة 15:00 بتوقيت موسكو.

وبعد اجتماع لجنة المراقبة، من المفترض أن تتم الموافقة على القرار بشأن مستوى الإنتاج من قبل جميع دول "أوبك +" الـ 23 في الاجتماع الوزاري، المقرر أن يبدأ في الساعة 15:30 بتوقيت موسكو. وفي النهاية، ولأول مرة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، حيث من المقرر عقد مؤتمر صحفي.

 

وجرت العادة، عشية الاجتماع الوزاري لدول "أوبك +"، أن تعقد اللجنة الفنية للتحالف اجتماعها لتقييم سيناريوهات تطوير سوق النفط. كما يعتبر تقرير اللجنة الفنية هو أساس تقييم الوضع في اجتماع لجنة المتابعة الوزارية.

 

وهذه المرة، كان من المقرّر عقد اجتماع اللجنة الفنية للتحالف يوم أمس الثلاثاء 4 أكتوبر، إلا أنه تم إلغاء هذاالاجتماع، وفقاً لما صرّح به مصدر في أحد الوفود لوكالة " تاس"، دون أن يوضح المصدر سبب إلغاء الاجتماع.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo : David Mark/Pixabay

المصدر: تاس