Ru En

الخارجية الروسية: إيران تتراجع عن الاتفاق النووي باستئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%

٠٦ يناير ٢٠٢١

صرّحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن استئناف إيران عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، يعتبر خروجاً عن خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

 

وأعلنت زاخاروفا ذلك في تصريح لوكالة أنباء "تاس" في 6 يناير 2021، أشارت خلاله إلى أنه "لا علاقة لهذه المسألة بامتثال إيران لالتزاماتها بموجب اتفاقية الضمانات الشاملة ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. ومن وجهة النظر هذه، لا توجد مطالبات للجانب الإيراني"، منوهة بأن سبب قرار إيران تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو كان "الضغط الأمريكي".

 

كما بيّنت زاخاروفا أن كافة المواد المخصبة بنسبة تصل إلى 20% تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن الوكالة الدولية أعلنت أنها لا تسجل هذا التحول بمثابة استخدام لأغراض غير معلنة، الأمر الذي يتعارض مع معاهدة حظر الانتشار النووي. "وفي الوقت نفسه، فإن استئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20% هو خروج عن الاتفاقات المحدّدة في خطة العمل الشاملة المشتركة للتسوية حول البرنامج النووي الإيراني".

 

 

وأضافت المتحدثة الرسية أنه "خلال السنوات الأخيرة، طور المجتمع الدولي فهما واضحا بأن السبب الجذري لمثل هذه الانحرافات هو الانتهاكات الجسيمة المنهجية للالتزامات الدولية من قبل الولايات المتحدة، والتي، خلافا للمادة 25 من ميثاق الأمم المتحدة، لا تمتثل لقرار مجلس الأمن رقم 2231 وتخلق عن عمد عقبات أمام تنفيذه من قبل الدول الأخرى".

 

واستدركت قائلة: نُذكركم مرة أخرى بأن مشروع خطة العمل الشاملة المشتركة لتحويل فوردو إلى إنتاج نظائر مستقرة ظل منذ فترة طويلة تحت عقوبات واشنطن، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق".

 

إلى ذلك أشارت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية إلى أن موسكو تشيد بالتصريحات المنتظمة للجانب الإيراني حول استعداده للعودة إلى التنفيذ الكامل لاتفاقيات خطة العمل الشاملة المشتركة، مع مراعاة ميزان المصالح.

 

وتابعت: "الحقيقة، مع ذلك، هي أن هناك حاجة إلى بذل جهد إضافي وتكاليف إضافية لإعادة موقع فوردو من أجل التوافق مع خطة العمل الشاملة المشتركة".

 

وبحسب ما أعلنته ماريا زاخاروفا، فإن خطوات إيران "ذات أهمية أساسية أيضاً لمواصلة العمل على تحويل هذه المنشأة، التي تعد جزءا لا يتجزأ من الاتفاق النووي". وشدّدت على أن "مهمة تهيئة الظروف للتنفيذ المستدام للاتفاقيات الشاملة أصبحت أكثر تعقيداً بكثير".

 

 

وصفات من أجل تطبيع الوضع

 

كما أشارت الدبلوماسية الروسية إلى أنه خلال الاجتماع الوزاري المنعقد في 21 ديسمبر/كانون الأول 2020، شدّدت روسيا أكثر من مرة على أن "وصفات تطبيع الوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة منصوص عليها في حد ذاتها "وتنطوي على التنفيذ المتناسق للاتفاقيات من قبل جميع الدول التي طوّرتها وأبرمتها".

 

وأضافت: "حدّد البيان المشترك الذي تم التوصل إليه بتوافق الآراء عاملاً موجهاً لمزيد من التحرك إلى الأمام. وأيضاً تحدثت جميع البلدان الأعضاء في خطة العمل المشتركة الشاملة، بما في ذلك إيران، عن الحاجة إلى التعامل مع التحديات المُتبقية أمام تنفيذ خطة العمل، وحث الولايات المتحدة على التخلي فوراً عن المسار التدميري والبدء بالوفاء بالالتزامات المنبثقة عن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 دون أي شروط مسبقة".

 

وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أنه عندما يحدث ذلك، "يجب أن تكون طهران مستعدة للرد بالمثل".

 

هذا واختتمت ماريا زاخاروفا بالقول: "ننطلق من حقيقة أنه من أجل ذلك يجب توجيه كل الطاقة المتاحة وتركيزها والعمل الجماعي على القضاء على المشكلات المتراكمة وليس خلق مشاكل جديدة".

 

 

الوضع حول الصفقة

 

بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني في عام 2018، بدأت إيران التعليق التدريجي لالتزاماتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم وأنشطة البحث في عام 2019، وأعلنت عن استكمال هذه العملية في أوائل يناير 2020.

 

وبتاريخ 1 يناير 2021، أبلغ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي مجلس محافظي الوكالة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بشأن نيّة إيران بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%. ثم بتاريخ 4 يناير، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن "طهران أطلقت عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في منشأة فوردو".

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية