Ru En

لافروف يبحث مع المهدي التعاون الاقتصادي والأزمات الإقليمية

١٢ يوليو ٢٠٢١

يُجري وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، اليوم الاثنين 12 يوليو/ تموز 2021، محادثات مع وزيرة الخارجية في جمهورية السودان مريم المهدي، التي تقوم بزيارة عمل إلى العاصمة الروسية موسكو في الفترة من 11 إلى 15 يوليو الجاري.

 

وتعتبر هذه الزيارة أول زيارة للوزيرة السودانية إلى روسيا منذ تعيينها في هذا المنصب.

 

وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها عشية يوم الاجتماع، إلى أن موسكو تتوقع "تبادلاً شاملاً لوجهات النظر حول الجوانب الرئيسة للتعاون الروسي - السوداني متعدد الجوانب، وكذلك المر في ما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية الراهنة، مع التأكيد على ضرورة إيجاد حلول سياسية ودبلوماسية للأزمات في الشرق الأوسط والقارة الافريقية".

 

 

مشاركة قطاع الأعمال الروسي

 

كما يندرج على جدول أعمال اجتماع الوزيرين موضوع إيجاد سبل تطوير التعاون التجاري والاقتصادي بين موسكو والخرطوم، علما أنه يتم إسناد دور خاص في تطوير التفاعل بين البلدين في هذا الاتجاه إلى اللجنة الحكومية الروسية - السودانية للتعاون التجاري والاقتصادي، التي كان من المفترض أن يُعقد اجتماعها التالي في عام 2020، إلا أنه تم تأجيله إلى أجل غير مُسمّى بسبب انتشار فيروس كورونا. ولذلك، من المحتمل أن الوزيرين سيتمكنان من تنشيط العمل على هذا المسار خلال الاجتماع في موسكو.

 

ولفتت الخارجية الروسية في بيانها إلى أنه سيتم في هذه المحادثات إيلاء اهتمام خاص لتفاعل البلدين في تطوير قاعدة الموارد الباطنية المعدنية في السودان.

 

الجدير بالذكر أنه يعمل في الوقت الحالي، عدد من المشغلين الاقتصاديين الروس المتخصصين في محاليّ الجيولوجيا واستثمار الثروات الباطنية في جمهورية السودان.

 

من جانبها أفادت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسي، ماريا زاخاروفا، في مؤتمرلصحفي، بأنه "في الاجتماع بين وزيريّ خارجية روسيا الاتحادية والسودان، ستركز النقاشات على توسيع الفرص أمام الشركات الروسية للمشاركة في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية في الدولة الافريقية.

 

كما أنه من المحتمل أن يتطرق وزيرا خارجية البلدين إلى التحضير للقمة الروسية - الافريقية الثانية، التي من المقرر عقدّها في عام 2022 في إحدى الدول الافريقية.

 

هذا وقد عُقِدت أول قمة من هذا النوع في مدينة سوتشي في أكتوبر/ تشرين الأول 2019. ونتيجة لذلك، وقّعت روسيا عددا من الاتفاقيات والعقود ذات المنفعة المتبادلة مع دول القارة الافريقية، بما في ذلك السودان.

 

بالإضافة إلى ما تقدم، كان لهذه القمة تأثير إيجابي على التعاون التجاري بين البلدين، وعلى وجه الخصوص، في عام 2020، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين روسيا والسودان بنسبة 36.1 بالمئة، مقارنة بعام 2019، كما ارتفع معدل التجارة الثنائية بنسبة 26.1 بالمائة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020 في الربع الأول من عام 2021. ومن المتوقع أن يفتح انعقاد القمة المقبلة آفاقاً جديدة للتعاون التجاري بين روسيا والسودان.

 

 

الأزمات الإقليمية

 

وبحسب وزارة الخارجية الروسية، سينظر الوزيران في المشاكل الإقليمية المُلحّة، بما في ذلك الأزمات في الشرق الأوسط والقارة الافريقية.

 

وفي الوقت نفسه، سينصب اهتمام خاص من جانب سيرغي لافروف ومريم المهدي، كما هو متوقع، على الوضع الحالي حول إنشاء محطة الطاقة الكهرومائية الإثيوبية "سد النهضة" على نهر النيل الأزرق.

 

يُشار في هذا الملف إلى خشية السودان ومصر من أن يؤدي عمل محطة الطاقة الكهرومائية الإثيوبية في النيل إلى نقص حاد بموارد المياه، مما سيؤدي إلى العديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. وتحاول الدولتان تأمين معايير وحجم الموارد المائية لاحتياجتهما، وإطالة الأمد الزمني لملء خزانات السد بالمياه. وحتى الآن، فشلت الدول الثلاث التوصل إلى حل وسط بشأن توقيت ملء السد وتشغيله.

 

وفي الشأن ذاته، تسعى مصر إلى إطالة الجدول الزمني وإبرام اتفاق مُلزِم قانونياً، ينظم وبصيغة واضحة، توقيت ومعدلات ملء الخزان في السد. أما إثيوبيا، المعنية إفى أقصى حد بالملء المبكر للسد وتشغيله، ليست على استعداد للتوقيع على تلك الوثائق التي قدمتها القاهرة.

 

إلى ذلك أخطرت أديس أبابا القاهرة والخرطوم رسمياً، في تاريخ 5 يوليو/ تموز 2021، ببدء المرحلة الثانية من ملء سد النهضة، في حين أعلنت مصر والسودان أنهما ترفضان بشدة الخطوات التي اتخذتها إثيوبيا.

 

الجدير بالذكر أن هذه الدول تعتمد على مساعدة موسكو في حل هذه المشكلة. وفي هذا الخصوص، أعربت وزيرة خارجية السودان مريم المهدي، خلال المحادثة الهاتفية التي جرت  مع نظيرها الروسي قبيل زيارتها إلى موسكو، عن أملها في أن يكون لروسيا تأثير على إثيوبيا حتى "لا تنفذ المرحلة الثانية من ملء خزان المياه، الأمر الذي يُهدّد سلامة الملايين من المواطنين السودانيين.

 

وفي الوقت نفسه، شدّدت الوزيرة على أن الخرطوم "ملتزمة بالحل السلمي للوضع الحالي حول السد والتوصل إلى اتفاق يناسب جميع الأطراف".

 

 

محاربة انتشار الوباء

 

إضافة إلى ذلك، كان ملف انتشار وباء كورونا وسبل مكافحته حاضراً على طاولة المحادثات بين الوزيرين سيرغي لافروف ومريم المهدي. وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة السودانية، فقد تم تسجيل أكثر من 36 ألف حالة إصابة خلال انتشار الوباء في البلاد. وفي الوقت نفسه، يُشار إلى أن نظام الرعاية الصحية المحلي بالكاد قادر على مواجهة تحديات الوباء.

 

هذا وكان السودان قد تسلّم في مارس/ آذار الماضي شحنة تزيد عن 800 ألف جرعة من لقاحات فيروس كورونا، وذلك في إطار برنامج "كوفاكس" الذي يُنفّذ تحت رعاية منظمة الصحة العالمية.

 

وعلى الرغم من أن الآلية سرّعت وتيرة التطعيم في البلاد فعلياً، إلا أنه من الواضح أن هذه الكمية لا تكفي لتنظيم التطعيم الشامل، وتلقيح معظم السكان في السودان ضد العدوى. ومن المرجّح أن ينظر وزيرا الخارجية خلال المحادثات أيضاً في مسألة إمداد الجمهورية بالمزيد من اللقاحات الروسية.

 

 

مجموعة الرؤية الإسلامي "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس