Ru En

ماريا زاخاروفا تجتمع مع كبار المتخصصين في مجال المعلومات في روسيا والدول الإسلامية

١٦ ديسمبر ٢٠٢٢

في الـــــ 16 من ديسمبر/كانون الاول الجاري، في إطار المؤتمر الدولي "روسيا - العالم الإسلامي: خطوات عملية في التعاون الإعلامي"، عُقد لقاء بين مدير إدارة الإعلام والصحافة بوزارة الخارجية الروسية، الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا مع رؤساء الوكالات الإعلامية والصحفيين وكبار المختصين في مجال المعلومات في روسيا والدول الإسلامية.


ومن بين المشاركين: المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات "وام" محمد الرئيسي، مدير القناة التلفزيونية التركية" تي ار تي وورلد" بورا بايراكتار، الأمين العام للمجلس العالمي للجاليات المسلمة - محمد بشاري، المدير العام لوكالة أنباء الجزائر- سمير قايد، نائب الأمين العام لاتحاد الإذاعة والتلفزيون الإسلامي - ناصر أخضر، مدير ورئيس تحرير قناة الغدير الفضائية (العراق)، رئيس قسم قناة "آر تي" العربية مايا مناع - وآخرون.


وكان المنسق في هذا اللقاء كبير المتخصصين في خدمة الاتصالات الخارجية بقناة روسيا اليوم - آنا بيليكوفا مستشارة مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

تطور السياسة الخارجية لروسيا في سياق الضغوط السياسية والاقتصادية والمعلوماتية غير المسبوقة التي يمارسها الاتحاد الأوروبي على روسيا الاتحادية، وتأثير وسائل الإعلام على الرأي العام والحوار الثقافي والحضاري وجوانب التعاون بين ممثلي المجتمع الصحفي والأقسام الإعلامية لروسيا والدول الإسلامية في مجال المعلومات - أصبحت هذه وغيرها من القضايا موضوعات مناقشة الاجتماع.


خلال اللقاء طرح الصحفيون للمناقشة مجموعة واسعة ومعقدة تتعلق بالعملية الخاصة في أوكرانيا، والحرب الإعلامية التي تشنها وسائل الإعلام الأوروبية ضد روسيا الاتحادية وفرصة دعم روسيا في نقل معلومات صادقة في الواقع السياسي. كما تم التطرق إلى الضغط والترهيب من أمريكا والقضايا البيئية ونظريات المؤامرة ومفهوم "الوضع الطبيعي الجديد"، إلخ.


في افتتاح الاجتماع، أشارت زاخاروفا إلى الإمكانات الكبيرة لمثل هذه اللقاءات والتي تعد بمثابة دعم لتعاون روسيا الشامل والمثمر مع دول العالم الإسلامي في قضايا الأمن الدولي، والتصدي للتضليل فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والداخلية لروسيا ودعم الهوية الثقافة والحضارية وتنوع العالم وتعزيز الصداقة بين الشعوب.


وأشارت إلى أن الإسلام اليوم جزء لا يتجزأ من روسيا وأن الحوار الودي وعلاقات حسن الجوار قد أقيمت بين روسيا الاتحادية ودول العالم الإسلامي .


علاوة على ذلك، تحدثت الممثل الرسمي لوزارة الخارجية عن النموذج أحادي القطب للتنمية العالمية تحت هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها من الدول الغربية، وقالت: "لقد وصل العالم إلى درجة أن أولئك الذين يجب أن يدعوا إلى الوئام والمحبة يقسموننا على أسس عرقية ودينية ويفرقوننا ويغرسون الكراهية في قلوبنا. ثم ماذا عن الناس العاديين؟ موقف دولتنا هو منع التشويه على أساس قومي أو ديني.


كما قالت الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الروسية:" إذا كنت تعتنق الأرثوذكسية أو اليهودية، فلا يمكنك أن تفرح بكيفية إذلال الأديان الأخرى أمام أعينك، معتقداً أن هذا سوف يجلب لك بعض المكافآت"، كرد بشأن تصريح البابا فرانسيس في مقابلة مع وسائل الإعلام الأمريكية، الذي وصف فيه البابا الشيشان والبوريات بأنهم "الجزء الأكثر قسوة من القوات الروسية في أوكرانيا".


وأضافت ماريا زاخاروفا:" كان ردنا قاسياً، حيث تلقت روسيا بياناً رسمياً من الفاتيكان يعتذر عن تصريحات البابا فرنسيس ضد الشيشان والبوريات، وهذا الموضوع انتهى أمره. وهو مثال جيد على كيفية التغلب على الأزمات ". 


كما تحدثت زاخاروفا امام الضيوف حول تلاعب وسائل الإعلام الغربية بالوعي واستخدامها لتكتيكات استبدال المفاهيم وإخفاء المعلومات غير المرغوب فيها، مع التنويه بأن "الوقائع الاستفزازية مدفوعة الأجر من خلال تزوير المفاهيم تهدف إلى التحريض على الكراهية " - قالت زاخاروفا في سياق تقييم أنشطة وسائل الإعلام الغربية حول الوضع حول شارلي إيبدو.


وأضافت: "أريد أن أقول ان الكثير من الإهانات وكذلك المعلومات الكاذبة التي لم يُتحقق منها أمر غير مقبول لأي شخص. أعتقد أن هذا هو جزء من مؤسسة، مثل الاتحاد الأوروبي و وفروع الاقسام المعلوماتية التابعة لحلف شمال الأطلي، الـ ناتو، التي تعمل على تطوير أطروحات وأفكار ونظريات معينة. هذه أيديولوجية مروعة على وشك الكراهية للبشر. أصبحت العبارة القائلة بأن الغرب حديقة جميلة والباقي غابة تعبيرًا عن الذات. من أطلق ذلك على الغرب؟ إنهم يعتقدون حقًا أن الأوروبيين من الدرجة الأولى وراثيًا وتاريخيًا قد وصلوا إلى مستوى من التطور لدرجة أن لديهم الحق في السيطرة على الجميع"- قيمت زاخاروفا العمل الذي لا لبس فيه لرئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل ردًا على سؤال من مدير قناة التلفزيون التركي "تي آر تي وورلد" بورا بايراكتارا حول تأثير الاتحاد الأوروبي على السياسة الداخلية لتركيا.


وواصلت زاخاروفا حديثها قائلة:" إن تاريخ القرن العشرين بأكمله هو محاولة للخروج من الأيديولوجية من خلال النازية والفاشية والتي انتهت بكارثة. هناك أمة متقدمة مهيمنة ويجب على الباقين أن يطيعوها. الاستعمار هو نفس هذه الأيديولوجية. في بريطانيا، تم نشر أناجيل خاصة للعبيد، حيث أزيلت الكلمات عن الحب والمساواة والحرية. كما تُمنح تركيا فرصة المشاركة في تلك البرامج التي تعود بالفائدة على أوروبا ولكن عندما يكون ذلك مفيدًا لتركيا، على سبيل المثال، لا يُسمح لها بالتعاون مع روسيا".


وحول سؤال مدير العلاقات الدولية للتنمية الإستراتيجية في اتحاد وكالات الإعلام لمنظمة التعاون الإسلامي - يونس عناية، حول الخطوات الممكنة لزيادة التعاون مع العالم الإسلامي، أجابت زاخاروفا أنه من المهم الحفاظ على استقرار العالم في سياق إعادة رسم الفضاء الدولي، لإيجاد الأهداف المشتركة في المواقف الصعبة.


كما دعت ممثلي وسائل الإعلام إلى النظر في مسألة التعاون بشكل أعمق من أجل استئناف العديد من العمليات العالمية السلبية. واختتمت ماريا زاخاروفا اللقاء برؤيتها حول العمل المستقبلي - "بالمهم هو تحليل كيف سنبني على مستوى العالم حقائق عالمية جديدة ومقاربات أساسية لأهم الأشياء".

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية"روسيا - العالم الإسلامي"