Ru En

الجنس اللطيف في الأردن يُشيِد بالرئيس فلاديمير بوتين وروسيا ويتمنى لهما النصر المؤزر

٠٧ يونيو ٢٠٢٣

*بقلم: الأكاديمية يلينا نيدوغينا: كاتبة وإعلامية روسية – أردنية،  ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية.

 

قبل أيام لمعت لدي فكرة، ملخصها استمزاج آراء مجموعة متباينة تعليمياً وثقافياً من السيدات والفتيات الأردنيات، وغيرهن أيضاً، في شأن رأيهن بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقيادته السياسية والعسكرية للدفاع عن وطنه روسيا بوجه النازية الأُوكرانية لحماية شعبه الروسي المتعدد القوميات والأعراق والأديان بين مسلم ومسيحي، وبوذي، وغيرها أيضاً، وكذلك افكارهن عن العملية العسكرية الروسية الخاصة، التي تتواصل روسياً حتى الآن، لأجل حماية شعبها والشعوب الروسية والسلافية الواقعة في عدة مناطق في شرق أوروبا، والتي تتعرض حتى اللحظة لقصف أوكراني بشع، وموجّه مباشرة من الغرب الجماعي، ومدعوم مالياً وتسليحياً من هذا الغرب الذي استعمر غالبية دول العالم، وضمنها دول العالم العربي من المحيط إلى الخليج، وأوقع هذا الاستعمار الأمبريالي الفالت من عقاله حتى هذه اللحظة، مئات ملايين الشهداء والجرحى والمشوهين العرب الذين ما زالوا يحملون تشوهاتهم الجسدية وصدماتهم النفسية أبد الدهر.


يستمر الغرب الجماعي يتطلع للهيمنة الواحدية على كل العرب ودولهم والمَعمورة، ومَن كان وما زال يقف في وجهه – كائناً مَن كان – يتم التخلص منه فيزيائياً، لأجل "التسهيل..!" على عواصم الغرب مواصلة تثبيت نفوذها على الدول والشعوب الضعيفة التي لم تتوقف تطلعاتها للتحالف والصداقة الموصولة مع روسيا الشريفة، ورغبة منها لنفض العسف الأجنبي – الغربي الذي يعمل بلا توقف على قضيته الاستبدادية لفرض نفسه على العرب بقوة البارود حيناً، وبالفيروسات والسلاح الكيماوي في آحايين أخرى، إذ يتغنى الغرب الجماعي الاستعماري؛ وبلا أدنى خجل؛ بأسلحته الكيماوية والبيولوجية واليورانيوم المنضب وبغيرها من أسلحة الإبادة الشاملة للبشر وتذويب الحجر؛ فقد استخدم الأعداء هذه الأسلحة خلال سنوات طويلة خلت، وفي أُخرى ليست بعيدة عَنَّا زمنياً.


  وعلى سبيل المثال لا الحصر، استمر الاستعمار الفرنسي الطويل للجزائر من 5 يوليو 1830 - 5 يوليو 1962، وتواصل الاستعمار الفرنسي للبنان زمناً طويلاً أيضاً - (1920-1943)، ولسوريا استمر 26 عاماً، إذ رحل هذا الاستعمار عن سوريا فقط في العام عام 1946 ميلادية، أي بعد انتهاء الحرب الكونية الثانية بسنة واحدة..! وهكذا، كانت وقائع غالبية الدول العربية إن لم يكن كلها قد وقعت فريسة للهيمنة "الأوروغربية"، وكانت فلسطين هي الوحيدة التي يستمر فيها الاستعمار بأثوابه المتعددة تاريخياً من الهيمنة المباشرة بريطانيا، إلى الأمريكي اقتصادياً وسياسياً، وإسرائيلياً على شاكلة القوة الاستيطانية المدعومة غربياً بكل الاسلحة والأموال والإعلام، وروافع غيرها.
أمَّا الأردن، الذي كان يُسمّى تاريخياً لدى الإغريق ""يوردانيم" "(Jordanem)، فقد وَقَعَ مرغماً تحت الاحتلال الكولونيالي البريطاني بِمُسمَّاه المُضحك – المُبكي "إنتداباً"..، وذلك منذ فبراير 1918 وحتى 25  مايو من العام1946، ولهذا، ما زال الأُردنيون من كبار السن يتذكرون تلك السنين العجاف بكل آلم وحسرة، إذ صار الأجنبي الدخيل سيداً عليهم لفترة طويلة.


..الاستفتاء الذي أجريته عكس اهتمام سيدات المجتمع الأردني بالوقائع التي تجري على ساحات الوغى بين روسيا وأكرانيا المدعومة من الغرب الاستعماري، الذي كان أخضع العرب لهراوته طويلاً. ولهذه الأسباب، الاستعمارية الغربية، لمست تبرماً شديداً واعتراضاً من السيدات المحليات من هذا الغرب وأِشياعه، ومقابل ذلك محبتهن الطاغية لشخصية الرئيس فلاديمير بوتين، ونصرتهن له أذ وصفنه "بالمغوار" و"الشجاع" و"الذكي"، و"القائد المتميز في التاريخ العالمي"، و"صاحب الهيبة"، والعادل، ومفردات أخرى تؤكد عواطف الأُردنيات الجياشة والطاغية في محبة واحترام بوتين وروسيا غير البعيدة جغرافياً عن الأردن، الذي كان في غابر الازمان مُتصلاً مع موسكو بطريق التجارة "الحرير الروسي"، الذي زيّنته قوافل الجِمَال العربية والسلع العربية والأردنية، إذ سلكت هذه القوافل دروب آسيا العربية والأردن وصولاً إلى موسكو القيصرية، ليتم التبادل السلعي والفكري النشط بين العرب والروس، ولتعزيز وتمتين وترسيخ الصداقة العربية والأُردنية الروسية بين مواطني ومناطق الأردن وروسيا وبالزواجات المختلطة قبل وبعد العهد السوفييتي، وهو تاريخ مضيء وثابت ورثناه نحن الأًردنيون والعرب والروس، يؤكد الأخوّة العميقة تاريخياً بين الروس من جهة، والأردنيين والعرب من الجهة الأُخرى، وحسناً قالت إحدى السيدات المحليات: "بوتين يُدَافع عن حقوقنا الإنسانية أيضاً في الحياة الحرة، فلو انتصرت النازية لانهزمنا نحن"، "عاش بوتين..!".


وقد أكدت السيدات والفتيات اهتمام الأُردنيين عموماً بالعملية العسكرية الروسية الخاصة وروسيا التي يصفنها محبةً وتقديراً وتعظيماً بإنها، أي روسيا "هي العَم والخال لنا" لكثرة عدد الزواجات المختلطة بين شبيبة الشعبين اللذين باتا شقيقين عملياً ولهذا أيضاً نؤيد بوتين فهو أصبح أحد أفراد عائلتنا الأممية العربية – الروسية. ولذا، نرى كيف أن "الجنس اللطيف" العربي يدعم العملية العسكرية الروسية الخاصة، التي يُشرف عليها فلاديمير بوتين لتأكيد النصر فيها، ويؤكدن نُصرتَهُن للقيادة السياسية الروسية والعملية العسكرية الروسية الخاصة، فَ "روسيا لا تبعد كثيراً عن الأُردن جغرافياً وقضيتها هي قضيتنا"، وروسيا تُعتبر الأُولى إذ لديها أكبر مَجتمع روسي نشط جداً في المملكة الأردنية الهاشمية، كان تأسـس خلال سنوات طويلة وبجهود السيدات الروسيات من خلال الزواجات المختلطة للأُردنيين بهن، إذ هُنَّ تعرَّفنَ على الشباب الأردنيين خلال دراسة الجانبين في جامعات ومعاهد روسيا، ومن قَبلِها في الاتحاد السوفييتي، إذ ينشط هذا المجتمع المزدهر في عدة اتجاهات ثقافية للتعريف بروسيا الأم، وحضارتها وتحَضُّرِهَا، والقواسم المشتركة بين الأردنيين والروس، ولهذا أضحت اللغة الروسية لغة دارجة ومتآخية مع اللغة العربية في الأردن، ويمكن سماعها بسهولة في شوارع المملكة وعَمَّان، وفي الأماكن العامة والمدن الأخرى، وفي الواقع يتم الحديث بها أيضاً حتى في عددٍ من القرى الأردنيَّة النائية.. ولا غرو، والدعم العربي والاسلامي العارم لروسيا، أن فضائية "الجزيرة" القطرية نشرت بتاريخ 22/11/2022م، مقالة سياسية بعنوان برَّاق ولافت للقراءة والقراء، هو التالي: "لماذا يتمنى بعض العرب النصر لروسيا في صراعها مع الغرب؟".. لكن علينا أن نقول الحقيقة، وأن نعكس الوقائع على الأرض، وهي: إن غالبية العرب مع روسيا.. عشرات ملايين العرب، وليس "بعض العرب"، كما جاء في عنوان مقالة الجزيرة المتحيزة عملياً وللأسف للغرب.



أضف إلى كل ما تقدَّم، وجود هيئات ثقافية روسية مرخصة رسمياً تنشط بتواصل في الأردن، على رأسها "منتدى المواطنات الروسيات نصيرات الثقافة الروسية" التي أسسته وتترأسه السيدة الروسية نتاليا نزارينكو، ويتم نشر أخبار أنشطة هذا المنتدى بلا توقف، وتتناوله بين حين وآخر وسائل الإعلام المحلية، فقد كان تأسيسه قد جرى على يد السيدات الروسيات أنفسهن دون مساعدات وبلا أي تمويل مالي مِن أحد أو من أية جهة. عضوات هذا المنتدى نشيطات ككل "روسيات الأُردن"، إذ يَقُمن بتوفير متطلبات ديمومته مالياً في سبيل ثبات تآخي وتَوَادَّ الشعبين الروسي والأردني، ولأجل إسناد ودعم ومؤازرة العلاقات المتعددة الجوانب القائمة بين روسيا والأردن، وفي الحقول العلمية والتعليمية والثقافية والإنسانية التي تتألق وتتوسع بفضل التسهيلات التي قدّمها ويقدمها الأردن، ولعناية المملكة الأردنية الهاشمية بالعِلم والعُلوم والثقافات والتعليم، وللعلاقات الطيبة التي تربط البلدين الصديقين روسيا والأردن بعُرى صداقة عميقة، تماماً كما سبق وأعرب في أحدى تصريحاته حول هذه المسألة، السيد ستانيسلاف إيغوروفيتش سيمامكوف، المدير العام السابق للمركز الروسي للثقافة والعلوم في العاصمة عَمّان، ورئيس ممثلية الوكالة الروسية للتعاون الدولي "روس ساترودنيتشيستفو" في الأردن.
ـ عاش الزعيم المحبوب فلاديمير بوتين..! عاشت روسيا الدولة الأُم الرؤوم بالبشرية!