Ru En

لافروف وبيدرسن يبحثان في موسكو نتائج اجتماع صيغة "أستانا" حول سوريا

٢٢ يوليو ٢٠٢١

يعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، اليوم الخميس 22 يوليو/ تموز 2021، محادثات في العاصمة الروسية موسكو لمناقشة نتائج الاجتماع الدولي الـ 16 بصيغة "أستانا" بشأن سوريا.

 

ويزور بيدرسن العاصمة الروسية بهذه الصفة للمرة السابعة وللمرة الثانية هذا العام، وقد كانت زيارته الأخيرة في فبراير/ شباط الماضي، بعد المؤتمر حول السوري في مدينة سوتشي.

 

وتجري المباحثات بعد أسبوعين من الاجتماع الخاص حول سوريا الذي احتضنته عاصمة جمهورية كازاخستان مدينة نور سلطان يومي 7 و8 يوليو 2021، حيث ناقش المشاركون خلاله آفاق استئناف عمل اللجنة الدستورية في جنيف - سويسرا، وتقديم المساعدات الإنسانية للجمهورية العربية السورية، ومحاربة الإرهاب والوضع السياسي في سوريا بعد إجراء الانتخابات الرئاسية.

 

 

التحضيرات لجنيف

 

إلى ذلك، من المنتظر أن يكون الموضوع الرئيس للمحادثات بين لافروف وبيدرسن هو التحضير لانعقاد الدورة السادسة للجنة صياغة الدستور السوري في جنيف. وقد عُقدت الدورة السابقة في يناير/ كانون الثاني من هذا العام، ونتيجة لذلك، قال ممثل الأمم المتحدة "إن أطراف المحادثات فشلت في تحقيق أهدافها".

 

وعلى الرغم من عدم الإعلان عن موعد محدّد للاجتماع السادس في محادثات نور سلطان، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف إنه "بالإمكان عقده في وقت مبكر من هذا الصيف". من جهته، وعد غير بيدرسن بتحديد مواعيد الاجتماع معربا عن أمله في استئناف أنشطة اللجنة قريباً، وأن تصبح الاجتماعات بشكل منتظم.

 

إلى ذلك، وعقب الاجتماع في العاصمة نور سلطان، تحدثت الدول الضامنة لمسار "أستانا" (روسيا وإيران وتركيا) في بيان مشترك لصالح عقد الاجتماع السادس للجنة في وقت مبكر، إذ أشار ألكسندر لافرنتييف أنه لا تزال هناك خلافات بين المفاوضين داخل اللجنة، "ولكن كل الشروط المسبقة تتوافر لتنظيم الاجتماع، وقد تم تهيئة جميع الشروط".

 

يُذكر أن وزير الخارجية الروسي  أشار في وقت سابق ، إلى أن مهمة غير بيدرسن هي تحفيز الأطراف السورية على الحوار. وبحسب سيرغي لافروف: "لا ينبغي للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة أن يفرض رؤيته على الأطراف السورية، بل مساعدتها في التوصل إلى اتفاق".

 

 

توسيع المساعدات

 

وفي 9 يوليو/ تموز الجاري، تبنى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قراراً بشأن آلية تقديم المساعدات عبر حدود الجمهورية السورية، الذي تم إعداده لأول مرة كنتيجة للعمل المشترك بين موسكو وواشنطن. وفي هذا الصدّد، ذكرت الخارجية الروسية أن اعتماد القرار بالإجماع يُظهر إجماعاً دولياً على هذه القضية، إذ أن الوضع الإنساني في سوريا لا يزال موضوعاً محورياً للمناقشة..

 

ودعا ألكسندر لافرنتييف، في اجتماع عقد في مدينة نور سلطان، المجتمع الدولي إلى تحويل التركيز من قضايا الاستقرار العسكري للوضع في سوريا إلى القضايا الإنسانية. وفي الوقت نفسه، أكد الممثل الروسي مراراً أن هذا لا يتعلق على الإطلاق بإمداد المساعدات الإنسانية، إنما بتنفيذ مشاريع محدّدة لإعادة تأهيل البلاد وبنيتها التحتية.

 

 

صيغة جديدة

 

من المحتمل أن يتطرق المبعوث بيدرسن خلال المحادثات مع لافروف إلى مسألة إمكانية إقامة حوار دولي جديد حول سوريا، والذي يجب، في رأيه، مناقشة الوجود الأجنبي في البلاد.

 

وفي وقت سابق، كان سيرغي لافروف قد علّق بالفعل على هذه المبادرة، مشيراً إلى أنه لا يعرف على أي أساس يخطط بيدرسن لاختبار الصيغة الجديدة، مذكراً أن صيغة "أستانا" ملتزمة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، والذي بموجبه يجب على السوريين أن يقرّروا بأنفسهم مصير بلدهم.

 

وبحسب المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، فإن فكرة خلق صيغة دولية جديدة لتسوية سورية بمشاركة روسيا الاتحادية والولايات المتحدة وإيران وتركيا والاتحاد الأوروبي ودول عربية، فإنه "من غير المرجّح أن يزيد العالم من فعالية البحث عن حل للمشكلة، لأنه لا يوضح دور السوريين أنفسهم في هذه العملية".

 

 

محاربة الإرهاب

 

إضافة إلى ذلك، لن يتم خلال المحادثات تجاهل موضوع مكافحة الإرهاب في الجمهورية العربية السورية.

 

هذا ويُشار إلى أن غير بيدرسن أعلن، في نهاية يونيو/ حزيران الماضي، أن هناك بوادر لتعزيز تنظيم "الدولة الإسلامية" (تنظيم داعش المحظور في روسيا الاتحادية) في سوريا. وبعد ذلك بأسبوع، أشار الوزير لافروف إلى أن تهديد "داعش لم يتزايد في سوريا، حيث كان من الممكن هناك منع تنفيذ خطط إقامة دولة الخلافة".

 

في الشأن ذاته نوّه  ألكسندر لافرنتييف، خلال الاجتماع حول سوريا، بأن مكافحة الإرهاب في البلاد لا تزال إحدى القضايا الرئيسية، على الرغم من أن موسكو تلاحظ الاستقرار التدريجي للوضع في سوريا.

 

الجدير بالذكر أن "الدول الضامنة" اتفقت، في بيانها المشترك، على مواصلة التفاعل بشأن هذه القضية وأدانت تنامي النشاط الإرهابي في مختلف أنحاء سوريا. وبالتالي، من المرجح أن يناقش سيرغي لافروف وغير بيدرسن الاستعدادات للمحادثات المستقبلية بشأن سوريا بصيغة "أستانا".

 

وعقب الاجتماع في مدينة نور سلطان، قرّر المفاوضون عقد جولة أخرى من المشاورات بحلول نهاية العام الجاري في عاصمة كازاخستان، مع مراعاة الوضع المتعلق بانتشار وباء كورونا في العالم.

 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس