Ru En

لافروف وظريف يناقشان الاتفاق النووي الإيراني وقره باغ في اجتماع بموسكو

٢٦ يناير ٢٠٢١

من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني 2021 في العاصمة الروسية موسكو.

 

وتُعتبر الاتصالات بين وزيري الخارجية الروسي والإيراني ذات طبيعة منتظمة. وقد عُقد آخر اجتماع مباشر بينهما في العاصمة الروسية قبل 4 أشهر في سبتمبر/أيلول الماضي.

 

كما تم الإعلان عن زيارة ظريف إلى موسكو في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلا أنها تأجلت بسبب اجتماعات الحكومة الإيرانية الخاصة بمناقشة الميزانية السنوية للبلاد، والتي تطلبت من بين أمور أخرى، حضور وزير الخارجية ظريف تلك الاجتماعات.

 

وهذه المرة، يصل الوزير الإيراني إلى موسكو قادماً من العاصمة الأذربيجانية باكو، في إطار جولة مخصصة لحل الوضع في ناغورني قره باغ. ومن المتوقع أن تصبح هذه القضية أحد الموضوعات الرئيسة في المفاوضات القادمة، وفي الوقت نفسه، لن يتجاهل الطرفان أيضاً قضايا "خطة العمل الشاملة المشتركة" بشأن البرنامج النووي الإيراني والقضايا المتعلقة بتجاوز الأزمة في سوريا.

 

 

فرص جديدة لقره باغ

 

لقد كشف النزاع في ناغورني قره باغ عن الأهمية القصوى للتعاون الإقليمي من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة القوقاز. كما أشار الوزير لافروف في وقت سابق، إلى أنه "لدى موسكو وطهران وجهات نظر متشابهة حول حل هذه المسألة".

 

ولذلك، على حد تعبيره، فإن "البيان الثلاثي لقادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا بشأن قره باغ في 9 نوفمبر/تشرين الثاني (2020)، يكرّر مقترحات إيران بوضع النهج الإقليمي في أساس هذه التسوية".

 

وفي الوقت الحالي، مع وقف العمليات العسكرية، في إقليم قره باغ،  بوساطة من روسيا الاتحادية، تكتسب المبادرات الرامية إلى بناء العلاقات الاقتصادية واستعادة الحياة الطبيعية من خلال جهود جميع اللاعبين الرئيسيين في المنطقة أهمية قصوى. وفي هذا السياق، فإن التوقف المثمر في موسكو خلال رحلة ظريف إلى دول ما وراء القوقاز وإلى تركيا قد يفتح فرصا جديدة.

 

وجاء في بيان الخارجية الروسية عشية الاجتماع المرتقب لوزيريّ الخارجية الروسي والإيراني أن "تأثير التطوير التدريجي للتعاون متبادل المنفعة وتوحيد الإمكانات الكبيرة لروسيا وإيران لا يمكن أن يقتصر على موقف الدولتين بشكل إيجابي فحسب، ولكن أيضاً يحسّن الوضع في منطقة القوقاز والشرق الأدنى والأوسط، ويخلق ظروفاً إضافية لضمان السلام والاستقرار هناك".

 

 

الآمال في الاتفاق النووي

 

يعتبر الوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة موضوع حوار وثيق ومكثف بين موسكو وطهران. ولذلك، خلال العام الماضي، على الرغم من كافة الصعوبات بسبب الوباء، سافر ظريف إلى روسيا لمناقشة هذا الموضوع 3 مرات وعلى فترات زمنية قصيرة إلى حد ما.

 

وكان مصير الصفقة أمام منعطف حرج خلال فترة تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة، الذي بذلت إدارته في عام 2020 جهودًا كبيرة لدفن الصفقة الإيرانية بشكل لا رجعة فيه. وفي المقابل وعلى العكس من ذلك، أكدت روسيا وإيران مراراً تصميمهما على مقاومة هذا الضغط والدفاع عن خطة العمل الشاملة المشتركة.

 

ومع انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، تم إحياء الآمال في اتباع نهج أكثر توازناً من جانب واشنطن، والعودة إلى الاتفاق النووي. ولاحظ المسؤولون في إدارة بايدن عدداً من الإشارات المشجعة حول هذه القضية بالفعل، على الرغم من أن الولايات المتحدة وإيران تدليان على المستوى الرسمي بتصريحات متباينة إلى حد ما. وبغض النظر عن مدى تطور الأحداث، لا شك في أن لافروف وظريف يتعاونان عن كثب، وينسقان مواقفهما في هذا الاتجاه. كما ينطبق الأمر نفسه على مسائل التسوية السورية.

 

وأضافت الخارجية الروسية أن "مواقف موسكو وطهران من المشكلة السورية تتطابق في نواح كثيرة. وأن التعاون النشط بين بلدينا يبقى في إطار عملية التسوية في سوريا على أساس صيغة أستانا".

 

 

التعاون المكثف

 

إلى ذلك لفتت الخارجية الروسية، عشية زيارة الوزير ظريف، الانتباه أيضاً إلى التطور النشط للعلاقات الثنائية.

 

وأوضحت أنه يقابل هذه الديناميكية الإيجابية نمو الاتصالات بين موسكو وطهران بما في ذلك على أعلى المستويات. وذكّرت الخارجية الروسية أن "كثافة الحوار السياسي ازدادت، وفي العام الماضي تحدث رئيسا روسيا وإيران عبر الهاتف 4 مرات".

 

"كما أشار الطرفان إلى التركيز المتبادل على توسيع العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التجارة. ولهذا الغرض، من المقرّر عقد اجتماع منتظم في العام الحالي للّجنة الروسية الإيرانية الدائمة للتعاون التجاري والاقتصادي. وقد تم تسهيل ذلك من خلال تكثيف العلاقات بين الأقاليم".

 

واختتمت الخارجية بالقول: "نعتزم زيادة توسيع العلاقات ذات المنفعة المتبادلة مع إيران، ومواصلة التعاون لصالح الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي. ونعتمد على تعزيز الاتجاهات الإيجابية في جميع مجالات التعاون الروسي الإيراني".

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس