Ru En

لافروف: التطبيع مع إسرائيل يجب ألا يماطل في حل القضية الفلسطينية

٢٧ يناير ٢٠٢١

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا يجب استخدام تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل للمماطلة في حل المسألة الفلسطينية.

 

وصرّح بذلك وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم أمس الثلاثاء، 26 يناير/كانون الثاني 2021، خلال حديثه في المناقشات المفتوحة عبر الفيديو لمجلس الأمن الدولي بشأن التسوية في منطقة الشرق الأوسط.

 

وقال لافروف: "من المهم أن تهدف عملية تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية التي انطلقت العام الماضي، ونرحب بها بشكل عام، إلى حل قضايا الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وعدم استخدامها لتنحية القضية الفلسطينية جانباً، كما يقولون، إلى أوقات أفضل".

 

وشدّد لافروف على أن الخطوات التي تهدف إلى تفكيك الإطار القانوني الدولي للتسوية في الشرق الأوسط والتي وافق عليها مجلس الأمن الدولي، واستبدال الجهود الدبلوماسية الجماعية بـ"دبلوماسية الصفقات" لا تؤدي فقط إلّا إلى تأجيل احتمالات تسوية عادلة".

 

وكما أوضح الوزير، فإن الخطوة الأولى نحو استئناف عملية السلام يجب أن تكون في التأكيد على قرارات مجلس الأمن الدولي والوثائق الأساسية الأخرى، بما في ذلك مبادئ "مدريد"، مشدداً على أن "هذا ينطبق كذلك على نشاط إسرائيل الاستيطاني غير القانوني، وخطط ضم الأراضي المحتلة، ووضع القدس، ومشكلة اللاجئين، والحدود.. كل هذا يجب تحديده في إطار حوار سياسي مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

 

وأكد وزير الخارجية الروسي أنه يجب أيضا معالجة مخاوف إسرائيل الأمنية المشروعة، وأن صيغة حل الدولتين تظل أساساً لتسوية مستدامة.

 

 

اجتماع حول التسوية في الشرق الأوسط

 

وكشف وزير الخارجية الروسي أن موسكو تقترح عقد اجتماع وزاري بشأن التسوية في الشرق الأوسط مع مجموعة واسعة من المشاركين في الربيع أو الصيف القادمين.

 

كما أشار إلى أن روسيا تدعم مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد مؤتمر دولي حول التسوية في الشرق الأوسط. وأضاف: "دعماً لهذه المبادرة، نقترح التفكير في عقد اجتماع وزاري في ربيع وصيف 2021 بمشاركة روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، كأعضاء في الرباعية (الوسطاء الدوليون)، ورباعية الشرق الأوسط العربية - مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين - وكذلك بالطبع بمشاركة إسرائيل وفلسطين. كما سيكون من المهم دعوة المملكة العربية السعودية كونها صاحبة مبادرة السلام العربية"، بحسب ما ذكره لافروف.

 

ووفقا لسيرغي لافروف، يمكن أن يصبح مثل هذا الاجتماع منصة تحليل شامل للوضع ومساعدة الأطراف في بدء الحوار. وذكّر باستعداد روسيا لعقد قمة فلسطينية - إسرائيلية في موسكو "استجابة لرغبات وطلبات أعربت عنها الأطراف سابقا. نحن منفتحون على مناقشة هذه المقترحات وأي مقترحات أخرى، وسنكون ممتنين لأي تعليقات محتملة عليها".

 

واختتم لافروف هذه الفكرة بالقول: "ندعو الشركاء الإقليميين والدوليين للاستجابة للدعوة للحوار، من أجل إيجاد سبل للعمل الجماعي في سبيل إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها".

 

وصرّح وزير الخارجية الروسي بأن تحقيق تسوية شاملة في الشرق الأوسط يجب أن يكون في بؤرة اهتمام المجتمع الدولي. إن "مهمة تحقيق تسوية مستقرة وشاملة في الشرق الأوسط يجب أن تظل في بؤرة اهتمام المجتمع الدولي".

 

وأشار الوزير إلى أن إجراء تبادل صريح لوجهات النظر في مجلس الأمن بشأن مشكلة التسوية في الشرق الأوسط "طال انتظاره"، مشدداً على أنه "من الضروري مراجعة المرحلة السابقة لتحديد أسباب استمرار الجمود في مجال التسوية في الشرق الأوسط، وكذلك تحديد المجالات الرئيسية للعمل المشترك للمستقبل".

 

 

الحوار الفلسطيني الإسرائيلي

 

كما صرّح وزير الخارجية الروسي بأن "روسيا تؤيد تكثيف جهود الوسطاء الدوليين في أقرب وقت من أجل استئناف الحوار الفلسطيني - الإسرائيلي المباشر من أجل الوصول إلى حلول لعدد من القضايا الأساسية المتعلقة بالوضع النهائي".

 

وأضاف: "نحن مقتنعون بأنه من أجل ضمان التقدم على هذا المسار، من الضروري استخدام آليات الوساطة الخاصة باللجنة الرباعية للوسطاء الدوليين (روسيا الاتحادية، الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة - تاس) باعتبارها الآلية الشرعية الوحيدة التي تم التوافق عليها عليها استناداً إلأى قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

 

وأضاف وزير الخارجية الروسية "نحن واثقون من أن اللجنة الرباعية، بالتفاعل الوثيق مع أطراف النزاع والدول العربية الرئيسية، قادرة على لعب دور فعال للغاية".

 

وفي منتصف سبتمبر/أيلول 2020، وقّعت إسرائيل وثائق في واشنطن من أجل تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين. وعارضت فلسطين هذه المعاهدات بشدة، واستدعت سفيريها من أبو ظبي والمنامة.

 

وتنص مبادرة السلام العربية، التي تم تبنيها عام 2002، والتي تعتمد عليها فلسطين، على إمكانية إبرام اتفاقيات سلام وإقامة علاقات حسن جوار بين العرب وإسرائيل، ولكن شريطة انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في حرب حزيران عام 1967 (والتي تمكنت إسرائيل خلالها من احتلال مرتفعات الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية)، وكذلك الاعتراف بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس