Ru En

"القمة الروسية – الأمريكية".. لا وعود باختراقات ولكنها يمكن أن تطلق حوارا

١٦ يونيو ٢٠٢١

لا يعتبر اللقاء بين رئيسي روسيا الاتحادية والولايات المتحدة، فلاديمير بوتين وجو بايدن، مبشراً بالإنجازات، لكنه قد يصبح نقطة انطلاق لاستئناف التفاعل بين البلدين في مختلف القضايا. وعشية انعقاد قمة جنيف - سويسرا اليوم الأربعاء 16 يونيو/ حزيران 2021، أعرب الجانبان عن استعدادهما للحوار.

 

كما سيكون هذا أول لقاء مباشر بين بوتين وبايدن منذ أن تولى الأخير رئاسة الولايات المتحدة في 20 يناير/ كانون الثاني 2021. وبحلول هذا الوقت، كانت العلاقات بين البلدين تمر في أزمة طويلة.

 

وقال الرئيس الروسي بوتين في مقابلة مع قناة "إن بي سي" التلفزيونية الأمريكية: "علاقاتنا الثنائية تدهورت إلى أدنى مستوى في السنوات الأخيرة". من جهته، ردّ بايدن عندما طُلب منه التعليق على كلام بوتين: "أعتقد أنه على حق، هذه أدنى نقطة".

 

 

تفاؤل عملي

 

يشار إلى أن الرئيس الروسي كان قد أعرب في وقت سابق عن أمله في أن يعقد الاجتماع في جنيف يوم 16 يونيو (حزيران) بطريقة إيجابية، لكنه كشف عن أنه لا يتوقع "حدوث أي انفراج في العلاقات الروسية الأمريكية".

 

ويرى فلاديمير بوتين أن هدف القمة القادمة يتمثل في عودة الاتصالات وإقامة حوار مباشر، كما يرى الرئيس الروسي أن الملفات المتعلقة بـ "الاستقرار الاستراتيجي"، و"الصراعات الإقليمية"، وقضايا البيئة والتعاون في مجال الاقتصاد، هي القضايا التي يمكن للأطراف العمل فيها بشكل فعّال.

 

وفي هذا الجانب، صرّح بوتين، في مقابلة مع قناة "روسيا-1" التلفزيونية بأنه إذا كان من الممكن بعد القمة إقامة آليات للتفاعل الروسي - الأمريكي في كل هذه المجالات، فسيكون من الممكن بالفعل اعتبار أن "الاجتماع لم يذهب سدى".

 

بدورها أيضاً، تنطلق الحكومة الأمريكية من فرضية أنه لن تكون هناك "مجموعة كبيرة من النتائج الملموسة" للقمة، لكن يمكن للرؤساء إعطاء عدد من التعليمات بعد الاجتماع. "إذا كنتم تتوقعون نتائج مهمة حقيقية، فمن المحتمل أن يستغرق الأمر وقتاً طويلا.

 

من جانبه قال جاك سوليفان، مساعد بايدن لشؤون الأمن القومي في تصريحات للصحفيين في وقت سابق إن "القمة فرصة للرئيس (الأمريكي) لإخبار الرئيس الروسي بنوايانا وإمكانياتنا، والاستماع إلى الشيء نفسه من الجانب الروسي".

 

من جهته، قال مساعد رئيس روسيا الاتحادية يوري أوشاكوف، إن الجانبين يتفهمان الحاجة إلى "البدء في إزالة هذه الأنقاض" في العلاقات الثنائية. "أنظر إلى هذا الاجتماع بتفاؤل عملي، لكن غلى حد ما".

 

 

مجال للاتفاقيات

 

في الوقت نفسه، وبحسب مساعد رئيس روسيا الاتحادية، فإن أي اتفاقات، إذا أمكن التوصل إليها خلال القمة، "سيكون لها طابع توفيقي" وتفيد في العلاقات الثنائية.

 

وقد أعرب الرئيس الأمريكي عن رأي مفاده أن هناك العديد من المجالات التي يمكن أن تتفاعل فيها روسيا والولايات المتحدة بشكل بنّاء.

 

وبحسب الخبراء الأمريكيين الذين قابلتهم وكالة "تاس"، فإن "الحد من التسلح" و"الاستقرار الاستراتيجي" من بين الملفات الرئيسة التي يمكن للقادة التوصل إلى اتفاق بشأنها.

 

وكان الرئيس الأمريكي قد أدلى في 9 يونيو/ حزيران الجاري بتصريح، متحدثاً إلى الجيش الأمريكي في بريطانيا، مفاده أن "بلدينا يتحملان مسؤولية جسيمة، بما في ذلك ضمان الاستقرار الاستراتيجي والحفاظ على اتفاقيات الحد من التسلح.. أنا آخذ هذه المسؤولية على محمل الجد".

 

 

"الاستعداد بشكل مفرط"

 

في الأيام الأخيرة، خاطبت وسائل الإعلام الأمريكية عدة مرات البيت الأبيض بأسئلة حول توقيت الاجتماع، ومستوى استعداد جو بايدن للمحادثات. وحتى السيدة الأولى جيل بايدن كان عليها أن تجيب: "يا إلهي، إنه مستعد أكثر من اللازم".

 

وبالفعل أكد رئيس البيت الأبيض بنفسه، في جنيف مساء أمس الثلاثاء، وجود هذه الثقة المماثلة. وقال بايدن عندما سُئل عمّا إذا كان مستعداً للتفاوض مع بوتين: "أنا مستعد دائما".

 

وأكدت الإدارة الأمريكية أن الرئيس سوف يعبر بالتأكيد في القمة عن مجموعة كاملة من المخاوف الأمريكية حول "سوء تصرفات موسكو" المزعومة.

 

وقد استعد رئيس المكتب البيضاوي بالفعل لاجتماع "جنيف" خلال جولته الأوروبية، حيث ناقش موضوع روسيا على هامش قمة "مجموعة السبع" و"حلف شمال الأطلسي" والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

وأكد جو بايدن بنفسه أنه مهتم بعلاقات أمريكية - روسية مستقرة ويمكن قراءة مستقبلها.

 

ومع ذلك، أكدت واشنطن عدة مرات أنها تعتزم التعاون حيث يكون ذلك مفيدا للولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه مقاومة تصرفات موسكو، التي يُزعم أنها "ضارة".

 

كما يجب أن يؤخذ في الاعتبار أيضاً أن السلطة التنفيذية مجبرة على التعامل مع الكونغرس واتخاذ بعض القرارات تحت ضغط من الديمقراطيين والجمهوريين علىحد سواء.

 

 

عن بعضهم البعض

 

الجدير بالذكر أيضاً أنه في الأيام الأخيرة، وصف بايدن الزعيم الروسي بأنه منافس جدير وسياسي ذكي وصعب.

 

وعند سؤاله عن سبب عدم تغيير الرئيس الروسي مساره، برأيه، رغم كل الضغوط الأمريكية، بما في ذلك العقوبات، أجاب بايدن بابتسامة: "إنه فلاديمير بوتين".

 

بدوره، أشار الرئيس الروسي، في رده على سؤال حول بايدن، إلى أنه كان محترفاً وقضى حياته كلها تقريباً في السياسة. وقال: "آمل بشدة أن نلتزم بقواعد معينة للاتصال، وأن نكون قادرين على الاتفاق على شيء ما، والعثور على بعض نقاط الاتصال".

 

وفي وقت سابق من مارس/ آذار الماضي، قال بايدن في مقابلة مع "إي بي سي" إن القيادة الروسية ستضطر إلى "دفع الثمن" لمحاولات تنسبها إلى موسكو بخصوص التدخل في الانتخابات الأمريكية، كما أجاب أيضاً بالإيجاب عمّا إذا كان يعتبر فلاديمير بوتين "قاتلاً".

 

من جانبه، وفي مقابلة جديدة مع شبكة "إن بي سي"، شدّد الرئيس بوتين على أنه على مدار سنوات عمله اعتاد أن يكون عُرضة للهجوم من اتجاهات مختلفة "وهذا لم يكن مفاجاة بالنسبة له".

 

واضاف فلاديمير بوتين: "مع الأشخاص الذين نعمل معهم، نحن نتجادل في الساحة الدولية، ولسنا عروساً وعريساً، ولا نقسم لبعضنا البعض بالحب الأبدي والصداقة. نحن شركاء ونتنافس مع بعضنا البعض بشكل أم بآخر".

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

المصدر: تاس