Ru En

السفير الروسي في كابول: موسكو تستعد لإخراج مجموعة أخرى من الطلاب الأفغان

٠١ ديسمبر ٢٠٢١

أعلن السفير الروسي في العاصمة الأفغانية كابول دميتري جيرنوف، أن موسكو تستعد لإخراج مجموعة كبيرة أخرى من الطلاب الأفغان الراغبين في مواصلة دراستهم بالجامعات الروسية.

 

وقال السفير الروسي في تصريحات للصحفيين: "يوجد على الدور مجموعة كبيرة أخرى من المساعدات الإنسانية وكذلك إخراج مجموعة كبيرة أخرى من الطلاب الأفغان. إنهم يريدون مواصلة تعليمهم بدوام كامل في بلدنا. إن التعليم الروسي يحظى بتقدير كبير في أفغانستان".

 

وأشار السفير جيرنوف إلى أنه تم القيام بعمل كبير وصعب من أجل ذلك، وقد شاركت فيه السفارة بأكملها وبأقصى قدر من التفاني، وذلك اليوم الأربعاء 1 ديسمبر/كانون الأول 2021.

 

ولفت قائلا: "تماماً مثل المرة السابقة، كان من الضروري تجميع مواطنينا، والآن الطلاب الأفغان من جميع أنحاء أفغانستان، والأهم من ذلك، القيام بذلك بطريقة منسّقة لوضع مخطط يضمن للمواطنين الروس والطلاب الأفغان السفر الآمن والمريح إلى روسيا".

 

يُشار إلى أنه في وقت سابق، أفادت الأنباء بأن 3 طائرات نقل عسكرية روسية من طراز "إيل-76" - تشارك في إيصال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان وفي إجلاء مواطني روسيا الاتحادية والدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي - كانت قد وصلت إلى مطار كابول اليوم الأربعاء.

 

وفي الإجمال، سيتم ترحيل أكثر من 380 مواطناً روسيا ومن قيرغيزستان وطلاب أفغان ممن يدرسون في الجامعات الروسية من أفغانستان، خلال المرحلة الثالثة من عملية الإجلاء.

 

 

المساعدات الإنسانية

 

وفي إطار تقديم المساعدات الإنسانية، قال السفير جيرنوف "إن روسيا تستعد لإيصال مساعدات إنسانية أخرى إلى أفغانستان"، موضحاً بالقول: "وفقاً لتعليمات رئيس روسيا الاتحادية، أرسلت وزارة الدفاع الروسية دُفعة أخرى كبيرة من المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني بتاريخ 1 ديسمبر/كانون الأول، وقام طيران النقل العسكري التابع للقوات الجوية الروسية بتسليم 36 طنا من المواد الغذائية إلى كابول".

 

واستدرك قائلا: وفي المنظور المحدّد هناك عملية أخرى مرتقبة من هذا النوع، ويتجاوز الحجم الإجمالي للشحنات الإنسانية 100 طن".

 

 

محاربة الإرهاب

 

أما بخصوص الحرب على الإرهاب، أشار جيرنوف إلى أنه من الصعب على حركة "طالبان" (الحركة محظورة في روسيا الاتحادية) أن تكافح بشكل فعّال الإرهاب في أفغانستان وذلك بسبب نقص الموارد المالية.

 

وقال السفير الروسي في تصريحاته للصحفيين: "منذ أيلول (سبتمبر)، وبعد شهر ونصف على سيطرة طالبان للعاصمة كابول ثم طرد الإرهابيين من مخابئهم، بدأ الوضع، مع الأسف، يتغير نحو الأسوأ. كما أن السلطات الأفغانية الجديدة ليس لديها الأموال في الوقت الحالي، لأن الحسابات المالية للبلاد تم تجميدها من قبل الأمريكيين، كما شلّت العقوبات الغربية النظام المصرفي الأفغاني. وفي مثل هذه الظروف يصعب الحديث عن القيام بحرب فعّالة ضد الإرهاب".

 

 

الوضع في أفغانستان

 

هذا ومن المعروف أنه بعد إعلان واشنطن قرار سحب قواتها المسلحة من أفغانستان في الربيع الماضي، شنّ المتطرفون عملية واسعة النطاق من أجل فرض السيطرة على البلاد. وفي 15 أغسطس/آب الماضي - 2021 دخل مقاتلو طالبان إلى عاصمة البلاد مدينة كابول من دون قتال، وقام الرئيس أشرف غني بمغادرة أراضي الجمهورية.

 

بعدها في 6 سبتمبر/أيلول أعلن المتطرفون عن بسط سيطرتهم على كامل الأراضي الأفغانية، وفي اليوم التالي 7 سبتمبر، أعلنوا عن تشكيل حكومتهم المؤقتة، والتي لم تعترف أي دولة بشرعيتها بعد.

 

وفي سياق متّصل، لا يزال الوضع الاقتصادي في أفغانستان صعباً للغاية. وبحسب تقرير مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فإن أكثر من نصف سكان البلاد (حوالي 22.8 مليون شخص) قد يواجهون - في العام المقبل 2022 - نقصاً حاداً في الغذاء بين نوفمبر/شباط ومارس/آذار.

 

وهذا يرجع إلى حد كبير إلى حقيقة أن المتطرفين لا يمكنهم الوصول إلا إلى 0.1 بالمائة من احتياطيات الدولة، حيث يتم تجميد جزء كبير منها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

 

والجدير بالذكر أن قيادة "طالبان" كانت قد اتصلت بالفعل مع واشنطن عدة مرات، وطلبت إلغاء تجميد احتياطيات الدولة الأفغانية، ومع ذلك، بحسب ما صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، فإن قرارات الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بتقديم المساعدة المالية لأفغانستان وإلغاء تجميد أصولها في البنوك الأجنبية "ستتم على أساس خطوات أخرى من قبل طالبان".

 

 

الموقف الروسي

 

وفي سياق متصل بالأحداث الأفغانية، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أمس الثلاثاء "إن المصارف الغربية يجب أن تفرج عن الاحتياطيات الوطنية لأفغانستان، وفي المقام الأول من أجل تأمين الاحتياجات الإنسانية للبلاد".

 

وأضاف الرئيس الروسي: "نحن بحاجة إلى مساعدة الشعب الأفغاني، على الأقل الإفراج عن الأموال الأفغانية، المحفوظة في حسابات في البنوك الغربية، وفي المقام الأول بالولايات المتحدة. من الضروري إلغاء الحجز، وإعطاء الناس أشياء أساسية من أجل اتخاذ القرار. على الأقل بطريقة مستهدفة، إلغاء الحجز بهدف حل القضايا الإنسانية لشراء المعدات الطبية والأدوية وتقديم الدعم للأطفال. وبعد كل شيء، يمكنكم إلغاءه، بحيث لن يتم استخدام تلك الأموال لشراء الأسلحة، كما أن (طالبان) ليست بحاجة إلى أسلحة في أفغانستان أيضا".

 

وبيّن فلاديمير بوتين ذلك في حديثه يوم أمس الثلاثاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني في الجلسة الكاملة لمنتدى الاستثمار "في تي بي كابيتال" "روسيا تنادي!".

 

وبحسب الرئيس الروسي ، فإن الوضع في أفغانستان صعب للغاية في الوقت الحاضر. "الآن ليس الوقت أو المكان المناسبين لحركة (طالبان)، لكن الحركة تسيطر على الوضع في البلاد"، مشدداً على أنه "من الضروري أن نتطلع خطوة إلى الأمام".

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

المصدر: تاس