Ru En

باتروشيف ينفي الأدلة على وجود "مؤامرة" لروسيا مع "طالبان"

٠٧ يوليو ٢٠٢٠

أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، أن روسيا "لم تتعاون أبدا مع حركة "طالبان"، مشيرا إلى أن من هو في وضع ضعيف جدا في أفغانستان هو من يشوه الحقائق عن قصد، ويتحدث عن مؤامرة بين موسكو وطالبان."

 

وفي 26 حزيران يونيو الماضي، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مواد تزعم أن وحدة من المخابرات العسكرية الروسية دفعت "طالبان" إلى مهاجمة قوات التحالف الدولية في أفغانستان مقابل أجر. وفي وقت لاحق، تم نفي هذا المنشور، بما في ذلك شخصيا من الرئيس دونالد ترامب.

 

وقال باتروشيف في مقابلة مع صحيفة "أرغومتني إي فاكتي" "إن هذه التصريحات "سخيفة". لا يمكن التعبير عنها إلا من قبل ضعفاء في الوضع في أفغانستان أو الذين يشوهون عن عمد الوضع الحقيقي في المنطقة".

 

وبحسب قوله "إذا وضعنا كل شيء في مكانه، فإن الولايات المتحدة هي التي تقف وراء أصل طالبان".

 

وأضاف: "إن واحدة من أطول وأغلى العمليات في تاريخ وكالة الاستخبارات المركزية، والتي أجريت في الثمانينيات تحت الاسم الرمزي (الإعصار)، كانت تهدف إلى الدعم المالي والعسكري للمجاهدين الأفغان، الذين شكلوا فيما بعد العمود الفقري للقوى الإرهابية ليس فقط في أفغانستان ولكن في كل المناطق"، وقال باتروشيف "الحديث هنا عن مليارات الدولارات."

 

أمريكا اعترفت أنها قامت برعاية الإرهابيين الأفغان

 

ووفقاً له، فإن ما كشف عنه المستشار الأسبق للأمن القومي الأميركي، زبيغنيو بريجنسكي، الذي اعترف بأن واشنطن قامت برعاية الإرهابيين الأفغان لإرضاء طموحاتها الجيوسياسية، معروفة جيدا.

 

وأشار إلى أن "روسيا، على النقيض من ذلك، لم تتعاون قط مع طالبان. وعلاوة على ذلك، في عام 2003، وبقرار من المحكمة العليا، تم الاعتراف رسميا بهذه المجموعة على أنها إرهابية في روسيا".

 

وبحسب باتروشيف، "يجب أن نتذكر أن وكالات الاستخبارات الروسية والأمريكية تتعاون في مجموعة واسعة من المجالات"، ومحاربة الإرهاب "في هذا المجال تحققت نتائج عملية ملموسة".

 

وقال باتروشيف "في هذا الصدد، فإن أي ادعاءات بأن بلادنا دخلت في مؤامرة مع طالبان، وخاصة لغرض قتل القوات الأمريكية، لا أساس لها".

 

وأضاف: "أود أن أصدق أنه في المستقبل سوف تتخذ وسائل الإعلام الأمريكية نهجا أكثر مسؤولية تجاه منشوراتها ولن تثير توترا إضافيا بين موسكو وواشنطن. يمكن للمرء أن يأمل فقط أنه من الآن فصاعدا ستحل الدوائر السياسية الأمريكية مشاكلها الداخلية دون محاولة كسب نقاط انتخابية على حساب روسيا".

 

كما تحدث سكرتير مجلس الأمن الروسي عن احتمالات انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان. وقال "إن روسيا سترحب بالخطوات الأمريكية الحقيقية لإنهاء الصراع السياسي الداخلي في أفغانستان في أقرب وقت ممكن، في حين أن الانسحاب المستقبلي للقوات الأمريكية من هذا البلد يجب ألا يؤدي إلى تدهور الوضع هناك."

 

مبينا "إن بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان أصبح الآن مشروعا. متى وكم يجب أن تسحب وحدتها العسكرية، يجب على الولايات المتحدة أن تحدد. ونحن ننطلق من حقيقة أن انسحاب القوات لا ينبغي أن يؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع في هذا البلد، مما قد يخلق المزيد التحديات للمنطقة بأسرها.

 

أفغانستان أكبر منتج ومورد للمواد المخدرة في العالم

 

وأشار إلى أنه لا تزال هناك أسئلة كثيرة لمهمة "الدعم الحاسم" التي يقودها الناتو بقيادة واشنطن و"أهدافها وغاياتها لم تتحقق"، وقوات الأمن الوطني الأفغانية، على الرغم من مليارات الدولارات التي أنفقها الأمريكيون على تدريبهم، تكافح من أجل الحفاظ على الأمن. في البلاد.

 

وقال باتروشيف: "في الوقت نفسه، تحتفظ أفغانستان بوضعها أكبر منتج ومورد للمواد المخدرة في العالم، وتوفر أكثر من 80% من حجم مبيعاتها غير القانوني في العالم. منذ بداية عملية "الحرية الدائمة" في عام 2001، زاد حجم إنتاج الهيروين عشرات الأضعاف في هذا البلد".

 

وأضاف أنه بسبب هذه العوامل، تظل أفغانستان مصدرا خطيرا للتهديدات لأمن روسيا والدول الأعضاء في "منظمة شنغهاي للتعاون".

 

وختم كلامه: "سترحب بلادنا أيضا بالخطوات الحقيقية التي اتخذها الأمريكيون لإنهاء الصراع السياسي الداخلي الأفغاني في أقرب وقت ممكن من أجل وقف إراقة الدماء وبدء حوار حول إعادة إعمار البلاد بعد الحرب. من جانبها، ستواصل روسيا أيضا اتخاذ خطوات متسقة تهدف إلى مساعدة الشعب الأفغاني في حل الوضع".

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية

المصدر: ريا نوفوستي