Ru En

شويغو بعد 5 سنوات على العملية العسكرية الروسية ضد الإرهاب في سوريا: "كانت ضرورية"

٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠

أكد وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو أن "العملية العسكرية الروسية ضد الإرهابيين في سوريا كانت ضرورية".

 

وأشار وزير الدفاع إلى أن العملية "سمحت بالحفاظ على الدولة السورية، وهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الإرهابي (التنظيم المحظور في روسيا الاتحادية)، ومنع انتشار الإرهاب إلى دول أخرى".

 

 

وبحسب ما جاء في مقال للوزير شويغو، نُشرته صحيفة "كراسنايا زفيدردا" في الذكرى الخامسة للعملية الروسية في سوريا: "في بعض الأحيان في المناقشات الجارية حتى يومنا هذا، يُطرح السؤال: هل فعلت روسيا الشيء الصحيح في تولي تلك المهمة الصعبة؟ ولكن في كل مرة يمكن القول إن المهمة كانت ضرورية في سوريا، وكان قرار بدء عملية عسكرية صحيحا إن لم يكن القرار الوحيد الممكن".

 

واستمرت المرحلة النشطة من العملية الروسية مدة 804 أيام، من 30 أيلول/ سبتمبر 2015 إلى 11 كانون الأول/ ديسمبر 2017. عندما سيطر الإرهابيون منذ البداية على أكثر من 70% من الأراضي السورية، وهاجموا على جميع الاتجاهات وضغطوا على القوات الحكومية في كل مكان.

 

وأضاف شويغو: "في مرحلة ما، أصبح من الواضح أن هذه القوة لم تعد تشكل تهديدا مباشرا للمنطقة فقط، ولكن للعالم بأسره. بما في ذلك روسيا. لقد كانت بنية خططت لفرض نظامها الخاص على البشرية جمعاء في المستقبل".

 

موضحا أنه "بدعم الطيران الروسي، حررت القوات المسلحة السورية 1024 بلدة من سيطرة الإرهابيين، ونتج عنها أن أصبحت 88% من أراضي البلاد تحت سيطرة القوات الحكومية والقوات الشعبية الرديفة".

 

ولفت وزير الدفاع الروسي إلى أن روسيا تمكنت من منع انهيار الدولة السورية، ووقف الحرب الأهلية، وهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وكذلك إلحاق أضرار جسيمة بمجمل الإرهاب الدولي السري، وتعطيل قنوات إمداده بالموارد والتمويل.

 

بالإضافة إلى ذلك، تم منع أكثر من 3000 مواطن روسي - ممن غادروا للقتال في صفوف المنظمات الإرهابية والذين خططوا للانخراط في أنشطة إرهابية عند عودتهم - من دخول أراضي روسيا. ومن وجهة نظر جيوسياسية، تمكنت روسيا من خلال تواجدها العسكري في المنطقة من الحفاظ على توازن القوى في الشرق الأوسط والعمل كضامن رئيسي للأمن الإقليمي.

 

قتل 133 ألف إرهابي

 

قُتل أكثر من 130 ألف إرهابي منذ بداية العملية العسكرية الروسية في سوريا.

 

وكتب شويغو في مقاله: "نتيجة الضربات الجوية وصواريخ كروز، وتم تدمير 542 مقر للإرهابيين، وأيضا 400 مصفاة نفط غير شرعية و4100 ناقلة. وتم تصفية 865 من قادة العصابات وأكثر من 133 ألف مقاتل بينهم 4500 مقاتل من روسيا الاتحادية وبلدان رابطة الدول المستقلة".

 

مبينا أنه "وفقا لمهام مكافحة الإرهاب في سوريا، نفذت القوات الجوية الروسية أكثر من 44 ألف طلعة جوية منذ بداية العملية". وبحسب الوزير، "كلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزارة الدفاع بمهمة القضاء على الجماعات الإرهابية في سوريا، وكذلك منع المسلحين الروس من العودة، وكان من الضروري حماية البلاد من التهديدات الارهابية من على مسافات بعيدة".

 

وشدّد على أن تلك "كانت تشكيلات مسلحة ذات دوافع أيديولوجية ومدربة تدريبا جيدا وتعارض بأنفسهم مع بقية دول العالم. في الواقع، يمكننا القول إنه كان أول جيش إرهابي كامل التنظيم - جيد التنظيم ومتماسك ومدرب ومسلح جيدا".

 

وخلال المرحلة النشطة من العملية التي استمرت من 30 سبتمبر 2015 إلى 11 ديسمبر 2017، تم تحرير مدن سورية رئيسية مثل تدمر وحلب ودير الزور. واستعادت الحكومة السورية السيطرة على 88% من البلاد. واليوم تسيطر الحكومة السورية على 1435 بلدة وقرية.

 

وجود "داعش" في سوريا انتهى

 

أكد وزير الدفاع الروسي في مقاله أن تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي هُزم في سوريا نتيجة للعملية الروسية، "ولم يدخل أي إرهابي إلى روسيا".

 

وكتب الوزير أن "المهمة التي حدّدها القائد الأعلى للقوات المسلحة قبل خمس سنوات قد تم إنجازها بالكامل. لم يعد تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي الدولي موجودا في سوريا، ولم يدخل إرهابي واحد إلى روسيا".

 

وبحسب شويغو، فإن داعش اليوم "سحقت نهائيا".

 

وشدّد رئيس الدائرة العسكرية الروسية على أنه "علاوة على ذلك، يمكننا القول بكل ثقة أنه تم إلحاق أضرار كبيرة بمجموع الإرهاب الدولي السري، وتعطل الدعم المالي للمنظمات ونظام دعم مواردها".

 

ويشير إلى أن هناك جانبا رئيسيا آخر يتمثل في أن الإجراءات الفعالة للقوات المسلحة الروسية في سوريا "تضع حاجزا موثوقا به على طريق مزيد من التوسع في أنشطة الجماعات الإرهابية خاصة إلى المناطق المجاورة".

 

ويؤكد شويغو أن "العملية في سوريا أظهرت زيادة أساسية في قدرات القوات المسلحة الروسية، والقدرة على الدفاع بنجاح عن المصالح الوطنية في أي مكان في العالم، فضلا عن الاستعداد لتقديم المساعدة العسكرية لحلفائها وشركائها، وتعزيز قوة روسيا، وتعزيز نفوذها الدولي وتحييد محاولات المنافسين الجيوسياسيين سياسيا، وعزل روسيا الاتحادية دبلوماسيا".

 

استذكار الأبطال

 

يقول شويغو في مقاله "إن روسيا ستتذكر دائما الإنجاز العظيم للجيش الذي مات في سوريا، دفاعا عن بلدهم".

 

وفي المقال الذي كتبه ذكّر قائد الدائرة العسكرية بإنجازات الجنود القتلى، مشيرا إلى أنه "على مدار تاريخها، قدمت روسيا أكثر من مرة لمساعدة الشعوب والدول التي وجدت نفسها في مواجهة خطر عسكري".

 

وجاء في المقال: "في سوريا، خاض جيشنا معركة مع عدو شرس - قاسي، ماكر، يعيش ويقاتل وفق القوانين البربرية".

 

ويشير شويغو إلى أن ذكرى الجنود الذين أدوا واجبهم العسكري حتى النهاية في سوريا ستبقى إلى الأبد. وشدّد الوزير "لقد ماتوا دفاعا عن روسيا. وسوف نتذكر دائما إنجازهم العظيم".

 

كما تطرق إلى بعض تفاصيل مقتل جنود روس.

 

تعرض الطيار العسكري الروسي المقدم أوليغ بيشكوف لنيران مدمرة مرتين - أولا عندما تعرضت طائرته "سو-24" لهجوم من قبل مقاتلة تركية، ثم عندما اضطر الطاقم إلى الخروج من الطائرة التي اشتعلت فيها النيران.

 

وبحسب الوزير، تم بعد أيام قليلة فقط إخراج جثة المقدم بيشكوف، التي اخترقها الرصاص، من أيدي الإرهابيين. "طائرة النقل العسكرية، التي كان على متنها النعش مع بقايا من الطيار، عند اقترابها من مطار تشكالوفسكي، وفقا لتقليد الطيارين العسكريين، كانت مصحوبة بمجموعة من المقاتلين: وكان هذا آخر تكريم للضابط الذي مات في المعركة، لكنه لم يهزم"، بحسب ما كتبه الوزير.

 

"وبموجب مرسوم صادر عن رئيس الاتحاد الروسي، حصل بعد وفاته على لقب "بطل روسيا"."

 

ألكسندر براخورينكو

 

الملازم أول ألكسندر بروخورينكو، وخلال عملية ضد الإسلاميين في مدينة تدمر وسط سوريا، كان مسؤولا عن توجيه الضربات الجوية من على الأرض، وتصحيح نيران الطائرات.

 

وقال الوزير شويغو: "على مقربة من قرية تدمر، كانت عصابة إرهابية تعترض الطيران، وكان التطويق يتقلص. ثم أطلق ألكسندر الذي بث الإحداثيات الأخيرة النار على نفسه".

 

وبحسب قوله، فقد قُتل معه "عشرات المخربين المسلحين". ويتذكر شويغو: "من أجل الشجاعة والإقدام، ومن أجل أسمى التضحيات في أداء الواجب العسكري، مُنح الملازم أول ألكسندر بروخورينكو بعد وفاته لقب بطل روسيا".

 

رامان فيليبوف

 

قام نائب قائد السرب، الرائد رامان فيليبوف، بأكثر من 8 عشرة طلعات جوية في سوريا. وغطت طائرته "سو-25" مواقع الإرهابيين، وضربت نقاط إطلاق النار، ودمرت مخازن الأسلحة والذخيرة التي كشفتها المخابرات. لكن تلك الرحلة كانت سلمية تقريبا: كان من الضروري التحليق فوق منطقة خفض التصعيد في إدلب، لضمان السيطرة على نظام وقف إطلاق النار من الجو.

 

وكتب شويغو: "سقطت بواسطة صاروخ من منظومات الدفاع الجوي المحمولة أصابت طائرته" وصعد إلى الغيوم! " تمكن من قيادة طائرته، لقد قاتل هو نفسه حتى النهاية من أجل حياة مركبته القتالية. وفقط عندما أدرك أنه لن يكون من الممكن إنقاذها، اتخذوا قرار الخروج منها".

 

ويذكر الوزير الروسي في مقالته أن قطاع الطرق تعقبوا مظلته، وأخذوا موقع الهبوط لكن الطيار الروسي لم يفكر في الاستسلام. وعندما رأى المسلحين يقتربون فتح النار عليهم من سلاحه "ثم أمطر الارهابيون بوابل رصاص على الطيار المحاصر". كتب شويغو: "بعد تعرضه لإصابات خطيرة، وترك اللصوص يقتربون، ضغط على قنبلة يدوية وأخرج الحلقة. وكانت الكلمات الأخيرة للضابط "هذا لكم يا رفاق!".

 

وبموجب مرسوم رئاسي، مُنح الرائد رامان فيليبوف بعد وفاته لقب "بطل روسيا".

 

وشدّد الوزير على أنه "لقد مات بعيدا عن موطنه، لكنه، أثناء أداء واجبه، ظل مخلصا إلى الأبد للقسم العسكري الذي أداه".

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: Creative Commons

المصدر: تاس