دانت الكنيسة الأرثوذكسية المستقلة التركية الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس الأوكراني - فلاديمير زيلينسكي، أمام بطريرك القسطنطينية برثلماوس باعتباره جريمة ضد سلامة أراضي تركيا و"محاولة تمرد" ضد نظامها الدستوري، ودعت إلى محاسبة بطريركية القسطنطينية، التي يشار إليها عادة باسم الفنار، والقوى الخارجية التي تدعمها، وفقًا لبيان أصدرته الكنيسة، وذلك اليوم الجمعة 23 أغسطس/آب 2024.
نشأ الجدل بعد أن أشار زيلينسكي إلى البطريرك برثلماوس باعتباره "البطريرك المسكوني" خلال محادثة هاتفية في 21 أغسطس. وكتب الرئيس الأوكراني لاحقاً على حسابة في منصة "إكس" أنه ناقش القانون الذي تبناه البرلمان الأوكراني بحظر الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وأعرب عن امتنانه لدعم القسطنطينية، وأشاد بالتعاون المستمر مع الفنار.
قال المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية التركية سلجوق إيرينيرول: "في 21 أغسطس، أشار الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، مرة أخرى إلى برثلماوس، رئيس كهنة الكنيسة اليونانية في القسطنطينية، باعتباره "البطريرك المسكوني" وأبلغ المجتمع الدولي أن تعاونهما مستمر. هذا الفعل هو تمرد ضد النظام الدستوري لجمهورية تركيا، وجريمة على الساحة الدولية ضد سلامة أراضيها. يجب أن يتولى الفنار - كما تُسمّى بطريركية القسطنطينية نسبة إلى مُسمّى الحي الذي يقطنه يونانيون في اسطنبول- الذي يحاول تأكيد استقلاله على أراضينا، تقديم أنصاره الداخليين والخارجيين إلى العدالة على الفور".
تعد الكنيسة الأرثوذكسية التركية، التي تأسست عام 1921، مسجلة رسمياً ككيان ديني في تركيا ولكن لا يتم الاعتراف بها ككنيسة قانونية من قبل الكنائس الأرثوذكسية المحلية الأخرى.
وواجه البطريرك برثلماوس انتقادات متكررة في تركيا لمشاركته في الأحداث الدولية بلقب "البطريرك المسكوني"، وهو وضع لا تعترف به أنقرة. ففي يونيو، حضر مؤتمراً حول أوكرانيا في مدينة بورغنستوك بسويسرا، حيث تحدث ووقع على الإعلان الختامي بصفته بطريركاً مسكونياً. ونفت وزارة الخارجية التركية في وقت لاحق مشاركة البطريرك في الحدث بأي صفة رسمية، وطالبت منظمي الحدث بتوضيحات حول إدراج توقيعه ضمن البيان الختامي.
هذا وأكدت السلطات التركية أن موقفها بشأن وضع بطريرك القسطنطينية لم يتغير، استناداً إلى معاهدة "لوزان" للسلام لعام 1923، التي تعترف به فقط كرئيس للطائفة الأرثوذكسية اليونانية في تركيا.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Şinasi Müldür/Pixabay
المصدر: تاس