عُقد في يوم أمس الإثنين 21 من نيسان/ابريل 2025، الإجتماع التقليدي مع سفراء الدول لأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في وزارة خارجية روسيا ، والتي خُصصت لاستعراض نتائج عمل مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" والمنتدى الاقتصادي الدولي السادس عشر " منتدى قازان" المزمع عقده في الفترة من 13 إلى 18 أيار/مايو القادم. وحضر الاجتماع ممثلون عن السلطات الفيدرالية والإقليمية، والجمعيات الدينية الروسية، بالإضافة إلى الأوساط العلمية والتجارية.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي مارات حُسنولين، الذي يرأس اللجنة المنظمة لمنتدى قازان، :"إن النمو المطرد للتعاون بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي. وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، ارتفع حجم التجارة بنسبة 44% ليصل إلى 163 مليار دولار. وتم إيلاء اهتمام خاص لتطوير ممرات النقل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، والتي قادرة على إعادة توزيع تدفقات الخدمات اللوجستية العالمية".
وأشار السيد حُسنولين إلى أن "الدول الإسلامية تُبدي تضامنها مع روسيا على الساحة الدولية. وقال :"نحن نُقدّر انفتاحها على التفاعل البنّاء والتقييم الموضوعي".
وفي رأيه، فإن هذا الاتجاه الإيجابي هو نتيجة إلى حد كبير لأنشطة المجموعة، التي تعمل منذ أكثر من عقد ونصف بشكل هادف على تعزيز التفاهم المتبادل بين روسيا ودول العالم الإسلامي.
وأكد على أن منتدى "قازان" 2025 الجدير بالملاحظة يقام خلال عام "حماة الوطن" والذي سيقام مباشرة بعد الاحتفال بالذكرى الثمانين للنصر العظيم.
ومن جهته أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن روسيا والعالم الإسلامي متحدان في التزامهما بنظام متعدد الأقطاب للعلاقات الدولية يقوم على احترام السيادة والقيم التقليدية. كما أن عام 2025 سيصادف ذكرى 20 عامًا على حصول روسيا على صفة مراقب في منظمة التعاون الإسلامي، وخلال هذا الوقت وصل التفاعل إلى مستوى جديد نوعيا.
كما أشار لافروف الى أن المجموعة تُعدّ أداةً لتعزيز الصداقة والتفاهم والثقة المتبادلة بين روسيا والعالم الإسلامي. وفي الجوهر تعتبر منصة فريدة للحوار بين الحضارات". كما ذكر الوزير بأن تطوير العلاقات مع منظمة التعاون الإسلامي يحظى بدعم واسع روسيا الاتحادية ، حيث تشارك في هذه العملية الحكومات والبرلمانيون ودوائر الأعمال والجمعيات الدينية ومنظمات الشباب وشخصيات بارزة في مجالي العلوم والثقافة.
وتحدث رستم مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان ورئيس المجموعة، بالتفصيل عن خطط المجموعة والمنتدى الاقتصادي القادم، والذي سيقام هذا العام للمرة الثالثة على المستوى الفيدرالي وسيجمع ممثلين من أكثر من 80 دولة. وسيكون الموضوع الرئيسي للجلسة العامة للمجموعة هذا العام هو "التحول الرقمي: واقع جديد وفرص لتوسيع التعاون".
وقال:" إن نموذج تتارستان، إحدى أبرز المناطق في روسيا، يُظهر كيف تُوسّع روسيا آفاق تفاعلها مع العالم الإسلامي. فإلى جانب بناء علاقات تجارية واقتصادية واستثمارية، نُطوّر بنجاح روابط ثقافية وإنسانية".
تعد تتارستان إحدى المناطق الرائدة في تطبيق مبادئ الخدمات المصرفية والتمويل الإسلامي في روسيا. ويجري العمل بنشاط على تطوير صناعة الحلال. ويولى اهتمام كبير للتعليم الإسلامي. علاوة على ذلك، في عام 2022، حصلت قازان، عاصمة تتارستان، على صفة عاصمة شباب منظمة التعاون الإسلامي. وفي فبراير/شباط 2025، قرر وزراء الثقافة في دول منظمة التعاون الإسلامي بالإجماع إعلان "قازان" عاصمة ثقافية للعالم الإسلامي في 2026.
وأشار السيد مينيخانوف أيضاً إلى أن المجموعة ستولي اهتمامًا خاصًا لسياسة الشباب - في إطار "منتدى قازان 2025"، من المقرر عقد اجتماع مخصص لتبادل الخبرات بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي في هذا المجال. كما سيقام في روسيا المؤتمر الدولي الأول حول التمويل الإسلامي، والذي يتم تنظيمه بالاشتراك مع مملكة البحرين.
وأعطى نائب رئيس المجموعة مارات جاتين، الذي تولى إدارة الاجتماع المتحدث التالي في الإجتماع والذي قال : "في شكل يومي، شاق، روتيني في بعض الأحيان، ولكن في النهاية يؤدي إلى النتائج المرجوة، يجري العمل على إعداد والتحضير لمنتدى "قازان" هذا الحدث الأكثر أهمية.
وأعلنت تاليا مينولينا، رئيسة وكالة تنمية الاستثمار في تتارستان، عن برنامج أعمال غني لمنتدى "قازان" 2025، بما في ذلك المعارض والطاولات المستديرة وحوارات الأعمال. وتشمل هذه المعارض معرض "روسيا حلال" الذي سيعرض المنتجات والخدمات التي تتوافق مع المعايير الإسلامية، فضلاً عن معرض العقارات الذي يهدف إلى جذب الاستثمارات في قطاع البناء.
وبحسب السيدة مينولينا، ينبغي للدول الإسلامية أن تتخذ موقفا أكثر نشاطا في منتدى "قازان"، من خلال استغلال هذه الفرصة الفريدة لعقد جلساتها الخاصة، وتقديم الثقافة والأعمال، والحديث عن الفرص التجارية والاقتصادية في مدينة قازان المضيافة والجميلة.
وتحدث مستشار المجموعة، السفير فوق العادة والمفوّض ، فاريت موخاميتشين، عن الاجتماعات التي عقدت في قازان وكوالالمبور في عام 2024، حيث تمت مناقشة قضايا تشكيل عالم متعدد الأقطاب. وفي ماليزيا، أقيم الحدث بدعم من رئيس الوزراء أنور إبراهيم، الذي أشاد بشدة بدور روسيا في تعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية.
وأضاف: "تم تنظيم أنشطة المجموعة في العام الماضي مع الأخذ بعين الاعتبار المفهوم المحدث للسياسة الخارجية الروسية، الذي تضمن لأول مرة قسم "العالم الإسلامي". وأكد أن "الدول ذات الحضارة الإسلامية الصديقة أصبحت بشكل متزايد شركاء موثوقين وشعبيين لروسيا في مسائل ضمان الأمن، وكذلك حل المشاكل الاقتصادية، على المستويين العالمي والإقليمي".
وقد تم التأكيد بالاجتماع على أن الشراكة بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي تتعزز باستمرار، وتغطي مجالات جديدة، من التقنيات الرقمية إلى دبلوماسية الشباب.
وفي ختام الاجتماع، أعرب المشاركون عن ثقتهم بأن منتدى "قازان" 2025 سيكون خطوة مهمة في تطوير التعاون الاقتصادي والإنساني بين روسيا والعالم الإسلامي. وبعد الجزء الرسمي، تمت دعوة الضيوف إلى بوفيه للتواصل وجهاً لوجه في أحواء غير رسمية.
مجموعة الرؤية الإستراتجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس تتارستان