Ru En

المفتي عين الدين: أنا على يقين من أنه لا يمكن رد الاعتبار شرف النبي مُحَمّد عبر قتل الناس

٣٠ أكتوبر ٢٠٢٠

أكد رئيس مجلس شورى المفتين الروس، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، الشيخ راوي عين الدين، أن "قتل الناس لا يمكن أن يكون سبيلا للدفاع عن شرف وسمعة الإسلام والنبي مُحَمّد، ويبقى الانتقام من صلاحيات الله وحده، على الرغم من أي إساءة".

 

وتم نشر خطاب المفتي عين الدين، اليوم الجمعة 30 تشرين الأول/ أكتوبر، على الموقع الإلكتروني للإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية.

 

وفي صباح يوم أمس الخميس، طعن مهاجم مجهول الناس في كنيسة "نوتردام" بمدينة نيس الفرنسية. وقُتل جراء الهجوم 3 أشخاص وأصيب آخرون بجروح.

 

وأشارت العديد من وسائل الإعلام إلى أن المهاجم أقدم على قطع رأس شخصين. وسرعان ما تم اعتقاله المهاجم وإصابته بجروح.

 

وقال رئيس بلدية نيس، كريستيان إستروزي، إن المهاجم لم يتوقف عن ترديد عبارة "الله أكبر". وأكد رئيس بلدية المدينة أن كل شيء يشير إلى أن ما حدث كان عملية إرهابية.

 

ويجرى التحقيق فى الهجوم من قبل ادارة مكافحة الإرهاب بمكتب النائب العام الفرنسي. كما يعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعا لمجلس الدفاع اليوم الجمعة.

 

وقارن رئيس مجلس شورى المفتين الروس راوي عين الدين الرسوم الكاريكاتورية بحق النبي مُحَمّد بإهانة للعلم الوطني للوطنيين، مع فارق وحيد "أن الاستهزاء بالنبي، هو استهزاء بمقدسات للعقل وللقلب ... وتُحدث جروحا عميقة لا تلتئم في أرواح المؤمنين، بغض النظر عن الدين".

 

وشدّد على أن "نشر الرسوم الكاريكاتورية الهجومية وتكرارها، وهو ما ندينه بأشد العبارات الممكنة، يعد استفزازا صارخا". وفي الوقت نفسه، حثّ المسلمين على "ألا يصبحوا مثل الجاهلين"، بل أن يحافظوا على كرامتهم وأن يؤكدوا "على عظمة الإسلام من خلال الأعمال النبيلة والحكيمة".

 

وأضاف عين الدين: "لا يمكن اعتبار جرائم القتل التي ارتكبت بأي حال من الأحوال عملا من باب استعادة شرف الإسلام ونبي ديننا صلى الله عليه وسلم، وقد واجه النبي صلى الله عليه وسلم في حياته أخطر الإهانات والاعتداءات والفظائع، والتي كان يرد عليها دائما بالتسامح والكرم".

 

وقال: "إن القصاص من حق رب العالمين وحده، وأما مخلوقاته واجبهم الدعوة للتآخي"  

 

 

 

وقال عين الدين "إن ديننا النقي في الأساس هو دين حسن النية والرحمة ودين التعايش لا العداء. ولا يمكن أن تهتز عظمة الإسلام وقداسته بالصور والشتائم والأفلام. وقداسة الرسول (صلى الله عليه وسلم) منيعة أمام غرائب الجهلة".

 

كما قدم المفتي التعازي "نيابة عن 25 مليون مسلم من روسيا وعن نفسه" لشعب الجمهورية الفرنسية "فيما يتعلق بالقتل اللاإنساني لثلاثة أشخاص عزل بالقرب من كنيسة نوتردام في نيس".

 

وقال: "نحن ندين بشكل قاطع عمليات القتل خارج نطاق القانون والاعتداء على الأبرياء انتقاما من أفعال معينة، ونشارك المواطنين الفرنسيين في الألم والغضب والرفض، ونتعاطف مع العائلات التي حل عليها حزن كبير اليوم. ونحزن مع الأمة الفرنسية والجميع ممن هو متأثر بمآسي الآخرين".

 

وفي وقت سابق، حثّت الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية المسلمين في فرنسا على مقاضاة مؤلفي الرسوم الكاريكاتورية للنبي مُحَمّد، والتصويت في الانتخابات للمرشحين الذين يمكنهم تمرير قوانين لصالح حماية حقوق المسلمين، وعدم ارتكاب جرائم تشوه سمعة الإسلام.

 

وطُلب من الأئمة الروس في المنظمة حث رعاياهم على التحلي بالصبر في مواجهة الفتنة: "تحققوا من كل كلمة تقولونها في الأماكن العامة، في المساجد وقاعات الصلاة وفي وسائل الإعلام وفي المنازل الخاصة".

 

ويعتبر ما حدث الهجوم الثاني في فرنسا خلال الأسبوعين الماضيين. وفي 16 أكتوبر، تم قطع رأس مدرس لمادة التاريخ يدعى صموئيل باتي في كونفلان سان أونوريه بالقرب من العاصمة باريس.

 

وقد حدثت عملية القتل قرب المدرسة التي كان المعلم يُدرس طلابه فيها.

 

وفي وقت سابق من الدرس، نوقش موضوع حرية التعبير، وعرض المعلم الرسوم الكاريكاتورية للنبي مُحَمّد من صحيفة "شارلي إيبدو".

 

وخلال حفل وداع وطني للمعلم، قال إيمانويل ماكرون إن فرنسا ستواصل الدفاع عن حرية التعبير ولن تتخلى عن الرسوم الكاريكاتورية "باسم حرية التعبير".

 

بعد ذلك، ظهرت لقطات مصورة لرسوم كاريكاتورية للنبي مُحَمّد على جدران بعض المباني الإدارية في فرنسا. وفي أوائل أيلول/ سبتمبر، أعلن ماكرون أن بلاده تتمتع بحرية "التجديف" (الكفر)، الأمر الذي تسبب في رد فعل سلبي وحاد في العالم الإسلامي.

 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

المصدر: نوفوستي