بوتين سيلقي اليوم خطاب - رسالته إلى الجمعية الفيدرالية

سيلقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء 21 فبراير/\شباط 2023، كلمة أمام الجمعية الفيدرالية، وذلك في قصر Gostiny Dvor بالعاصمة الساعة الـ 12 ظهرا بتوقيت موسكو. كما صرّح في إفادة إعلامية دميتري بيسكوف - السكرتير الصحفي للرئيس الروسي.

الإطار التقليدي

إن خطاب الرئيس أمام الجمعية الفيدرالية حول الوضع في البلاد، والاتجاهات الرئيسية للسياسة الداخلية والخارجية للدولة هو الأساس لتحديد الأهداف الاستراتيجية وأولويات التنمية الاجتماعية والاقتصادية وضمان الأمن القومي لروسيا. إطار الفعالية تقليدي وثابت في الدستور.

في المرة الماضية، خاطب الزعيم الروسي البرلمان في ابريل/نيسان 2021. وأشار النائب الأول لرئيس الإدارة الرئاسية - سيرغي كيرينكو، إلى أن هذا هو حق الرئيس الذي يمكنه ممارسته "عندما يراه مناسبا". فيما أوضح بوتين نفسه التوقف المطول بين الفعاليتين بحقيقة أنه في عام 2022 تطور الوضع بشكل ديناميكي للغاية، وكان من الصعب "تثبيت النتائج والخطط المحددة للمستقبل القريب في وقت محدد"، بدلاً من ذلك، قام مرارا وتكرارا بتسمية أهم الأطروحات في خطابات الفيديو للأمة وغيرها من الخطب.

خلفية معقدة

سيعلن بوتين خطاب - الرسالة التالية قبل وقت قصير من الذكرى السنوية لبدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا. وكان قرار البدء بالذات هو الذي أصبح حافزاً لتغيير كبير في علاقات روسيا مع الدول الغربية في اتجاه التدهور. إذ يستعد الاتحاد الأوروبي في 24 فبراير للكشف عن الحزمة العاشرة من العقوبات ضد روسيا. كما تخطط الولايات المتحدة هذا الأسبوع للإعلان عن فرض مجموعة أخرى من القيود الموجهة ضد روسيا.

في الوقت نفسه، دون التخلي عن محاولات إضعاف الاقتصاد الروسي، يواصل الغرب الجماعي ضخ أوكرانيا بالأسلحة. علاوة على ذلك، اعتبر الرئيس الأمريكي - جو بايدن أنه من الضروري عشية إعلان بوتين عن الرسالة إلى الجمعية الفيدرالية أن يزور كييف شخصياً، وبعد محادثات مع الزعيم الأوكراني - فلاديمير زيلينسكي، أعلن عن تخصيص حزمة أخرى من المساعدات العسكرية للبلاد بحجم 500 مليون دولار.

اعتُبرت في مجتمع الخبراء هذه الخطوة للزعيم الأمريكي مؤشراً على نية زيادة تفاقم العلاقات مع روسيا. وفي مقابلة مع "تاس"، وصف فلاديمير جاريخين، نائب مدير معهد بلدان رابطة الدول المستقلة، هذا القرار بأنه "استفزازي وينطوي على رد غير مباشر من روسيا. لقد تحدى بوتين بهذا"، اعتبر جاريخين، مستطرداً: "أعتقد أنه سيحصل على الإجابة [في خطاب - رسالة الرئيس]".

تحضير شامل

على هذه الخلفية، استعد فلاديمير بوتين بعناية فائقة للخطاب المقبل. وبدأ العمل على النص منذ وقت طويل. وفقا لبيسكوف، تمت العملية بشكل أساسي خلف الأبواب المغلقة. وقال المتحدث باسم الكريملِن إن "الكثير من وحدات الإدارة الرئاسية والحكومية شاركت في التحضير". وخلال التحضيرات، اتصل بوتين مراراً بنواب رئيس الوزراء والوزراء ورؤساء الإدارات المعنية من أجل توضيح بعض النقاط.

قبل أسبوع من خطاب - الرسالة، عُقِدت سلسلة اجتماعات تقليدية للرئيس مع قادة الفصائل البرلمانية، باستثناء وحيد هو عدم حضور زعيم فصيل "روسيا الموحدة" فلاديمير فاسيلييف، التي تم تأجيلها إلى تاريخ لاحق بسبب الحالة الصحية للبرلماني. ومع ذلك، كما أشاردميتري بيسكوف في هذا الصدد، فإن الحوار مع الحزب الحاكم بين قيادة البلاد له طبيعة خاصة، وجدول أعمال "روسيا الموحدة" بأكمله معروف جيدا للرئيس.

المواضيع الرئيسية

هذا ولم يتم الكشف عن الأطروحات الرئيسية لخطاب بوتين القادم. ومع ذلك، كما ذكر بيسكوف، سيتم تركيز الرئيس "على الوضع الحالي" - بشأن القضايا المتعلقة بسير العملية العسكرية الخاصة والاقتصاد والمشاكل الاجتماعية. وقال إن "حياتنا كلها تدور الآن حول موضوع العملية العسكرية الخاصة، إذ تؤثر العملية العسكرية الخاصة بطريقة أو بأخرى على حياتنا، وعلى الحياة في القارة. لذلك، بالطبع، يجب أن نتوقع أن يولي الرئيس الكثير من الاهتمام لها". وأضاف أن "الجميع ينتظر الرسالة على أمل سماع تقييم لما يحدث، تقييم خاص للعملية العسكرية وتقييم للوضع الدولي ورؤية الرئيس لكيفية تعاملنا معها وكيف سيرنا قُدُما".

إلى ذلك، اعتبر نواب الفصائل الخمسة في مجلس الـ "دوما" أن موضوع العملية العسكرية الخاصة سيصبح محوريا في خطاب - رسالة بوتين. وتوقع البرلمانيون أن يسمعوا من أطروحات رئيس الدولة حول الاتجاهات الرئيسية في تنمية اقتصاد البلاد، وضمان قدرتها الدفاعية وأمنها، وكذلك، تقليدياً، بشأن تدابير الدعم الاجتماعي لمواطني الاتحاد الروسي. كما توقعوا التطرق إلى مسألة دمج الكيانات الجديدة للاتحاد الروسي في المجال القانوني لروسيا، وكذلك موضوع ضمان المصالح الوطنية للبلاد في السياق الدولي.

ساعة على الأقل

كما لفت المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية الانتباه إلى أن الخطاب الرئاسي هو أحد أهم الأحداث من جانب رئيس الدولة خلال العام. وقد خصصت القنوات التلفزيونية الفيدرالية في شبكة البث الخاصة بها ساعة لبث الحدث القادم، بدءا من الساعة 12:00 بتوقيت موسكو. ومع ذلك، وفقاً للمتحدث باسم الكريملِن، "هذا إجراء شكلي"، ويمكن لبوتين التحدث لفترة أطول.

على سبيل المثال، آخر مرة - في ابريل 2021 - استمر خطاب الرئيس 1 ساعة و19 دقيقة. وكان أطول خطاب - رسالة 1 ساعة و55 دقيقة - ألقاها بوتين في عام 2018. وأقصر خطاب - 48 دقيقة - ألقاه مرتين - في عامي 2004 و2005، وفي المتوسط، يستغرق خطاب بوتين في مثل هذه الفعاليات 1 ساعة و7 دقائق.

الضيوف ووسائل الإعلام

هذا ولا يشمل إطار خطاب - الرسالة دعوة الضيوف الأجانب فهو مخصص للجمهور المحلي. كقاعدة عامة، تتم دعوة حوالي 1000 ضيف لحضور الفعالية: نواب مجلس الدوما وأعضاء مجلس الشيوخ، وأعضاء الحكومة، والموظفون رفيعو المستوى في الإدارة الرئاسية، ورؤساء مكتب المدعي العام والمحاكم الدستورية العُليا، وحكام المناطق، ورؤساء لجنة الانتخابات المركزية، والحسابات والغرف العامة، وزعماء الأديان الأساسية. لكن هذا العام، ستظهر فئة جديدة بين المدعوين - المشاركين في العملية العسكرية الخاصة.

أما بالنسبة لاعتماد وسائل الإعلام، فقد قرر الكريملِن دعوة الصحفيين الروس والمراسلين من الدول الصديقة فقط. كما بين دميتري بيسكوف، لم يتم اعتماد الصحفيين الأجانب الذين يمثلون وسائل الإعلام في البلدان غير الودية، علماً أنه "ستُتاح لهم الفرصة للعمل، ومشاهدة البث المباشر على أي قناة".

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس