Ru En

الجذور الشرقية للإسلام الشمالي

٠٢ أبريل ٢٠١٩

رئيس المعهد الإسلامي الروسي  رافيك موخاميتشين صرح ابوابة Islam-Russia.com  عن تاريخ الإسلام في روسيا وحول إتجاهات المجتمع الإسلامي في أيامنا هذه.

 

- الإسلام في روسيا –  هل هو بالفعل جزء من الرمز الثقافي أو التقاليد، التي لم يتم بعد إضفاء الطابع المؤسساتي عليها؟

 

- الإسلام في روسيا – هو تراث روحي، وهو رمز ثقافي، وتقاليد لقرون عديدة، بما في ذلك، هو دين عالمي. وهذا كان نمط الحياة، والإيديولوجية، والتعليم الحكومي والمؤسسة السياسية وغيرها. وهذا يعني أن الاسلام يؤدي وظائف مختلفة تماما، ولذلك يمكن القول بأن الإسلام – هو عامل مهم جدا في تاريخ الشعوب الإسلامية على الأراضي الروسية، بما في ذلك، في روسيا نفسها.

 

- ما هي المراحل الأساسية لإختراق الإسلام إلى الأراضي التي تشكلت وأصبحت جزءا من روسيا؟

 

- إن الإسلام بالفعل ينتشر على أراضي روسيا بشكل تدريجي.

 

وهنا يوجد أربع إتجاهات:

 

1. هذه ديربينت، التي أصبحت في العام 644 ميلادية مدينة إسلامية، وتحديدا قلعة ومعقل إسلامي. وفي واقع الحال، كان هذا العامل الأول والأهم الذي يقول بأن الإسلام ينتشر تدريجيا على أراضي روسيا الحديثة. في الحقيقة، أصبحت قلعة عربية، عاش هناك العرب، وجيش الخلافة الصغير. كما أن إنتشار الإسلام على نطاق واسع على أراضي جنوب داغستان، وشمال القوقاز بدأ في وقت لاحق. في وقت بدأ فيه منذ القرن الـ XII الميلادية وحتى القرن الـ XIX الميلادية، إنتشر فيه الإسلام على أراضي شمال القوقاز الحديثة. المرحلة الأولى، يمكن القول بأنه التوسع العربي على أراضي روسيا.

 

2. الإتجاه الثاني يمكن ربطه بدولة كبيرة جدا، والتي لعبت دورا هاما في هذه الفترة من التاريخ – هي خزر كاغانات، التي كانت مؤسسة حكومية في جميع خططها: في المجال الإقتصادي، والعسكري، والسياسي. وبالمناسبة، ولوقت طويل، كانت تجري حروب بين الخزر والعرب. ونتيجة صراع العرب مع الخزر، فإنه إلى حد ما أعاق تغلغل العرب إلى الشمال.

 

ولكنه، ومع ذلك، فإنه على أراضي خزر كاغانات إنتشر الإسلام بفضل الأنشطة التبشيرية للعرب وتوسيع العلاقات الإقتصادية – والتجارية. وعندما وصل المسافرون العرب في القرن الـ IX الميلادية على أراضي خزر كاغانات كان يوجد بالفعل المعابد الإسلامية، جنبا إلى جنب مع المعابد المسيحية، واليهودية، وطبعا المعابد الوثنية.

 

3. في القرن الـ VI  في الروافد السفلى لنهر الفولغا يظهر كيان حكومي مثير جدا للإهتمام – بولغار العظيمة. وهذه أي قبائل بولغار التي إنفصلت عن القبائل التركية المختلفة وأسست كيان حكومي خاص بها. ووفقا لبعض المؤرخين، فإنه في منطقة فولجسك بولغار كان هناك حكام أيضا، والذين كانوا مسلمين وعاشوا مسلمين. في الحقيقة، أن هذه الدولة بقيت موجودة لفترة غير طويلة، ومن ثم إنهارت بسرعة. الجزء الأكبر منها غادر إلى منطقة دوناي، وهناك ظهرت قومية أخرى (شعب بولغار الحالي)، وقسم أخر إتجه إلى أعلى منطقة الفولغا.

 

4. وأخيرا، الإتجاه الرابع المهم جدا – بعد إنهيار بولغار العظيمة فإن جزءا من بولغار إتجه إلى أعلى منطقة الفولغا وبقي في منقطة وسط الفولغا، حيث نشأت بولغار العظيمة. وهذا الإتجاه كان مهما بالفعل  عندما نشأت على أراضي بولغار العظيمة أول دولة إسلامية ليس فقط على أراضي روسيا الإتحادية فحسب، وإنما في كامل منطقة أوراسيا. وهذا ما أعطاه أهمية. أي أن إنتشار الإسلام على أراضي روسيا إستمر لفترة طويلة منذ القرن السابع VII الميلادي وحتى القرن التاسع عشر  XIXالميلادية.

 

في واقع الحال في القرن التاسع عشر  XIX الميلادية هذه العمليات قد إنتهت بالفعل. في شمال القوقاز كانت مداخلة الإمام شامل الذي دعا إلى إقامة دولة إسلامية ثيوقراطية، ودعا الشيشانيين وغيرهم من سكان الجبال والمرتفعات إلى إعتناق الإسلام. أي أن العملية إنتهت هنا. أي أن الإسلام في منطقة وسط الفولغا مرتبط بقدوم الصحابة إلى هنا، أي أنهم من ممثلوا الدائرة المقربة من الرسول محمد صل الله عليه وسلم. هم قدموا إلى هنا، ومن حيث المبدأ، هم أول من بدأ بنشر الإسلام على أراضي منطقة وسط الفولغا...


- الإسلام في القوقاز والإسلام في الفولغا – ماهي أوجه التشابه والإختلافات؟

 

في الواقع يوجد في روسيا مركزين – في شمال القوقاز المذهب الشافعي للإسلام الروسي، كامل منطقة روسيا الوسطى – هي من المذهب الحنفي. تم تشكيلها لفترة طويلة من الزمن، وهما من حيث المساحة الجغرافية مختلفتين تماما، وهما يختلفان بعض الشئ عن بعضهما، وذو تقاليد مختلفة.

 

عندما قدم إبن فضلان إلى منطقة وسط الفولغا في العام 922 ميلادية، لقد كان في حيرة بعض الأمر، ربما كان غير سعيد بوجود الحنفيين، أي أنه سمع كيف يتم رفع الأذان (الأذان عند الحنفيين يختلف عن أذان الشافعيين)، كان يقول: لماذا أنت ترفعون الأذان هكذا؟ لا بد من الإشارة إلى أن إبن فضلان كان من أتباغ المذهب الشافعي.

 

كان المذهب الشافعي في بغداد أصبح واسع الإنتشار. من حيث المبدأ، العادات في منطقة وسط الفولغا لم تتغير. أي أنها كانت تنتشر على طول الفولغا وفي الممر المائي من خلال المبشرين، وكانوا يتمتعون بالعلاقات التجارية – والإقتصادية، ولذلك فإن تقاليد المذاهب على أراضي روسيا كانت مستقرة، وكان هذا هو ما يميزهما عن بعضهما.

 


- الإسلام في بولغار العظيمة. ههل إضطر شعب بولغار إلى الإختلاط بالإسلام قبل سفارة بغداد الشهيرة؟

 

- فيما يتعلق ببولغار العظيمة، بالطبع، كان لديهم العلاقات التجارية – والإقتصادية مع المناطق الإسلامية. ويوجد حقيقة مثيرة للإهتمام: في العام 921 ميلادية حاكم بولغار العظيمة ألموش  كتب رسالة إلى الخليفة المقتدر. تقدم بطلب إلى الخليفة. ولم يكن هذا أيضا عن طريق الصدفة. ولم يكتب هو برسالة إلى أوروبا، ولا إلى الدول الأوروبية. ناشد فيه حاكم مركز الحضارة الإسلامية.

 

وهذا يشير أيضا إلى أن العلاقات التجارية – والإقتصادية، بدون شك، والروابط الروحية تمت من خلال المبشرين ومن خلال التجار. وليس من الصعب شرح ذلك لأنه في هذه الفترة كان الممر المائي أكثر أمانا والأرخص كلفة. وحول الغابات الكثيفة وبالتالي قيادة القافلة على أراضي منطقة وسط الفولغا، وفي المناطق الأوروبية كان خطرا ومن الناحية العملية أمر غير ممكن.

 

ولذلك كان يوجد لدى فولجسكايا بولغار علاقات مع الدول الإسلامية. وفي العام 922 ميلادية، عندما جاء إلى هنا إبن فضلان ولفت إنتباهه إلى أنه يوجد هناك مدارس، وهنا لم يكن يوجد فقط مساجد فحسب، وإنما يوجد مساجد دينية، ومن حيث المبدأ، فإن فولجسكايا بولغار وقبل وصول إبن فضلان كانت من جميع النواحي مستعدة لإعتناق الإسلام وأن يصبح الإسلام دين الدولة الرسمي. وبالتالي، فإن هذه العملية هي أقل إيلاما. ألموش أعلن نفسه حاكما للدولة الإسلامية، وسمى نفسه بإسم "عبد الله" وأصبحت فولجسكايا بولغار دولة إسلامية.

 

- ما هي العواقب والأثار (المكاسب) الناجمة من إعتناق الإسلام السني والمدرسة القانونية الحنفية للحاكم ألموش؟

 

- فيما يخص إعتناق المذهب الحنفي، لا أعتقد بأنه كان يوجد أية مكاسب سياسية أو أية مكاسب أخرى. كان هذا ببساطة مرتبطا بالروابط التجارية – والإقتصادية، والروحية، في المقام الأول، مرتبط مع المراكز الحنفية. هذه أسيا الوسطى. وكانت أسيا الوسطى مركزا حنفيا مهما.

 

المسلمون في منطقة وسط الفولغا فبما بعد وفي القرن التاسع عشر XIX الميلادي كانوا يتواصلون بشكل جيد، وولم يكونون على تواصل فحسب، وإنما كانوا يسافرون، ويدرسون في بخارى، في سمرقند. وبالمناسبة، في القرن الـ XVIII الميلادية كان المسلمون كانوا يسافرون إلى شمال القوقاز، ولكنه على الأرجح كان يوجد هناك بعض المصالح الأخرى. كان القوقاز الشمالي مهما بالنسبة لهم ليس من وجهة النظر الحنفية، ولكن من وجهة نظر المذهب الصوفي والعادات والتقاليد الصوفية. وليس من قبيل الصدفة اليوم، تربطنا علاقات متينة بعادات وتقاليد القوقاز الشمالي، يوجد لدينا نفس المعلمين الروحيين. زين الله إيشان راسوليف، على سبيل المثال، والعالم الديني التتاري زاكير إيشان كامالوف، الذي عاش في مدينة تشيستابل.أي أنه كان يربطنا بالقوقاز صلات روحية خاصة.

 

وكانت عادات وتقاليد المذاهب مرتبطة بشكل أكثر إرتباطا مع أسيا الوسطى. وكما أعتقد، بأنه لا يوجد أي شخص في فترة إنتشار الإسلام كان يبحث عن اية مكاسب.

 

ولكن كان لحاكم فولجسكايا بولغار أفكارا معينة بهذا الخصوص. وإذا إنتقلنا إلى المذهب الحنفي، ربما يبدو لنا أنهم يقدمون أي مساعدات أخرى، ولم ينجحوا في مسعاهم، وذلك لأن فولجسكايا بولغار كانت بعيدة جدا عن مركز الحضارة الإسلامية ولم يكن هنا اي دخول إقليمي إلى دولة الخلافة. ولكنهم، ومن حيث المبدأ، كانوا يعترفون بالخلافة. وبالتالي، من المذهب الحنفي لم تكن هناك اية مكاسب سياسية أو غيرها.

 

- هل يمكن القول بأن مكاتب الإسلام المتسامح، واللين الذي تم تأسيسه في جمهورية تتارستان، قد بدأ رسم معالمه في العام 922 ميلادية؟

 

- وبالتأكيد، فإننا عندما نتحدث عن المذهب الحنفي، فإننا نتحدث عنه بصفته مذهبا ليبراليا، ولكن ليس من وجهة نظر إمكانية المرور بأحكام الشريعة الإسلامية، والإيمان والتسامح الديني. وهذا يعني هنا أن المذهب الحنفي تم تأسيسه في بيئة متعددة الطوائف ومتعددة القوميات والأعراق. وبالتالي، فإنه في المذهب الحنفي وضعت أدوات للتعايش مع ممثلين عن الطوائف والديانات الأخرى. ومن وجهة النظر، فإننا عندما نتحدث عن المذهل الحنفي، فهو منذ البداية يعتقد بوجود فضاء متعدد للطوائف الدينية المختلفة.

 

وأبو حنيفة، وهو مؤسس المذهب الحنفي حاول العمل مع تلاميذه وفقا لكل ظرف وحالة. المذاهب الأخرى، على سبيل المثال، الإمام مالك، وهو مؤسس المذهب المالكي، إتبع بصرامة القرأن والحديث الشريف. كان لديهم منهجية مختلفة. أبو حنيفة حاول وضع منهجيته – التحليل المقارن: كيف يمكن تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في ظروف وحالات معينة. كان ينصح طلابه بالنظر في تحليل المواقف المختلفة ومن وجهات نظر مختلفة.

 

الإمام الشافعي إستخدم منهجية أبو حنيفة، التي كانت عقلانية جدا، ومنهجية الإمام مالك. ومن وجهة نظر ترسيم العلاقات في ظروف المجتمع المتعدد الطوائف، فإن المذهب الحنفي هو مرن جدا. وفي أي حال من الأحوال، لا يمكن القول بأن هناك الكثير من الإمكانيات لتجاوز المعايير الاساسية لأحكام الشريعة الإسلامية. وهي غير موجودة في المذهب الحنفي.

 

- هل ظاهرة الإسلام الروسي موجودة؟ وما هي ميزاته، التي تسمح له بأن يكون نوع فرعي منفصل عن غيره؟

 

- من حيث المبدأ، يمكن الحديث عن ظاهرة الإسلام الروسي. بماذا يتم تلخيصه؟ إذا نظلانا إلى التاريخ وتطور الإسلام على أراضي روسيا الحديثة، زبشكل خاص بعد القرن الـ XVI الميلادية، كانت هناك دول، دول إسلامية، هي فولجسكايا بولغار، والقبيلة الذهبية، التي لم تبدأ نشأتها كدولة إسلامية أثناء حكم الخان (الحاكم) أوزبيك وأصبحت دولة إسلامية، وهي خانات التتار المتعددة، وخانات كازان، وخانات سيبيريا، وأستراخان، وخانات القرم – وجميعها كانت دولا إسلامية. وكان جميعها بعيدا عن مركز الحضارة الإسلامية.

 

وبطبيعة الحال، كانوا بحاجة إلى الكثير من العوامل. وبالتالي، كان من الضروري هنا البحث عن أشكال البقاء، أولا: أشكال ترسيم وبناء العلاقات مع ممثلين عن الديانات والطوائف الأخرى، ولذلك تطلب هذا من المسلمين الروس إمتلاك القدرات الفكرية عن الإسلام نفسه. ولذلك، فإن المسلمين الروس كانوا دائما مرنين. وكانوا قد فهموا، على سبيل المثال، أنه في القرن XVI ميلادية، قد أصبحوا جزءا من الدولة الروسية. وكانت هذه الدولة دولة مسيحية أرثوذوكسية، والتي أدخلت سياسة طائفية صعبة للبقاء على قيد الحياة. ولكن البقاء – هو الشئ الذي يمكن الحفاظ على الهوية بطريقة أو بأخرى. ولذلك، فإنه كان من غير الممكن الإعتماد على أي أحد سوى الإعتماد على النفس فقط. ولذلك بدؤوا بالبحث عن قدراتهم الإسلامية والموارد الداخلية للإسلام نفسه.

 

وهذا البحث يستمر لفترة طويلة جدا. وأول هذه النتائج بدأت تظهر فقط في منتصف القرن التاسع عشر XIX الميلادية. على سبيل المثال، الشئ الأول – هو ظهور أنواع جديدة من المدارس الإسلامية التعليمية. وإيجاد مكان في سوق العمل مع شهادة التعليم الإسلامية كان أمرا صعبا للغاية. ولذلك ظهرت فكرة إنشاء المؤسسات التعليمية الإسلامية الجديدة  لكي يتكيف المسلمين الروس مع واقع الإمبراطورية الروسية. وقد تم عمل ذلك، وتم إفتتاح وعمل مدارس جديدة، وكانت منتشرة في كل مكان وكانت هذه المؤسسات التعليمية تدرس وتخرج المثقفين المسلمين من مدارسها الدينية.

 

وقبل الثورة، كان نظام التعليم الجديد على شكل طائفي ديني، ولكن حوالي 80 % من المواد التي تدرس فيها كانت علمانية. وبالتالي، فإن المدارس الجديدة قبل الثورة لم تكن تقوم بإعداد العلماء والمفكرين المسلمين، كانوا يدرسون ويتخرج من تلك المدارس الدينية المثقفين المسلمين، وهنا يبدأ تسليط الضوء. لماذا؟ لأننه في الثورة الروسية الاولى التي حدثت بين عامي 1905 و 1907 ميلادية، عندما وجدت فرصة لتأسيس أول حزب إسلامي "لإتفاق المسلمين". وكذلك، هم بدؤوا بفتح الصحف والمجلات في جميع مدن الإمبراطورية الروسية تقريبا.

 

ولهذا كان يتطلب ليس فقط الأموال، من حيث المبدأ، كانت موجودة، المتبرعون كان يوجد منهم الكثير، وكان يتطلب الموارد البشرية، والموارد الفكرية. والصحف والمجلات كان تصدر على مستوى مهني عالي جدا.

 

عندما أتيحت الفرصة لمجلس الدوما (البرلمان) لتأسيس حزب تم تأسيس حزب إسلامي متألق ورائع، أي أنه كان يوجد لدى المسلمين الروس وجه سياسي. وظاهرة "الإسلام السياسي" – ليست للبحث عن العدو ومحاولة لتوضيح العلاقة، بل هي البحث عن الموارد الداخلية ومحاولة إستخدامها للتنمية مستقبلا.

 

وبشكل عام، فإنهم قاموا بهذا العمل بشكل رائع. وهذا يمكن تسميته بالفعل ظاهرة روسية.

 

وفي جميع أنحاء العالم، هذا النوع من الإسلام يصعب العثور عليه. في كل مكان، كانت تجري هناك توضيع للعلاقات، والمواجهات، والحروب الدينية. ولم يكن يحدث عندنا كهذا. نعم، كانت هناك سياسة طائفية صارمة إلى حد ما، ولكنه في واقع الحال، لم تحدث أي مواجهة بين التتار والروس. وهذا يدل على ظاهرة الإسلام الروسي.

 

كانت هناك مرحلة البقاء، وإستمرت على مدى قرنين من الزمن وحتى نهاية القرن الثامن عشر. وإنتهى الأمر بإعتناق الإسلام وإنشاء جمعية أورينبورغ المحمدية برعاية إيكاترينا الثانية.

 

وبعد ثورة عام 1905 ميلادية، سمح للمسلمين بأن يثبتوا أنفسهم في المجالات الأخرى. على سبيل المثال، قبل بدأ القرن العشرين ХХ الميلادية تمكن الإسلام من إثبات نفسه في مجال التعليم الإسلامي فقط. ولم تكن هناك أية مجالات أخرى من حيث المبدأ.

 

كايوم ناسيري وغيره من العلماء أصدروا بدلا عن الصحف والمجلات الدورية مفكرات التقويم التي حلت بدلا عن وسائل الإعلام إلى حد ما. ومع بداية القرن العشرين ХХ الميلادية الذي تميز بظهور الفرص للتعبير عن أنفسهم على الساحة السياسية، وتأسيس الأحزاب السياسية وإنشاء حزب إسلامي في مجلس الدوما (البرلمان الروسي)، وبالرغم من ذلك، يجب الإقرار بأنه لم يكن هناك عوائد سياسية كبيرة، وذلك لأن روسيا بقيت كإمبراطورية ومجلس الدوما (البرلمان الروسي) – لم تكن تلك الهيئة التي تقوم بإتخاذ القرارات بهذا الخصوص.

 

ولكنه، على الأقل، كانت هذه بمثابة ساحة لذلك. الوجه السياسي للمسلمين الروس يتشكل. ومن وجهة النظر هذه فإن الإسلام يوسع حدوده. ولكنه وبعد ثورة عام 1917 ميلادية نرى، بأن تغير تلك العمليات. بعد 10 سنوات، أي في العام 1927 ميلادية السلطات السوفياتية بدأت تنظر إلى الإسلام وتقرر كيف تتصرف وتتعامل مع "القضايا الإسلامية"؟ حيث أن إغلاق المساجد لم يبدأ فورا، ولكنه، على الأقل، دخل الإلحاد تدريجيا حيز التنفيذ وأخذ يتوسع بقوة في نهاية العشرينات في عام 1920 ميلادية وفقط في نهاية عام 1990 ميلادية بدأ الإسلام يعود إلى الحياة الإجتماعية - والسياسية، والروحية.

 

يتبع فيما بعد.


رافيك موخاميتشين لموقع: Islam-Russia.com