ما هو الإسلام؟ الإسلام، ليس فقط طقوساً دينية ، على سبيل المثال ، اقامة الصلاة خمس مرات في اليوم و صوم رمضان واداء مناسك الحج . لكنه أيضًا علم فن الجمال و ثقافة متعددة الأوجه فريدة من نوعها في جميع أنحاء العالم. واليوم سوف نتحدث قليلا عن ما هي العمارة الإسلامية؟
العمارة الإسلامية هي واحدة من تقاليد البناء الأكثر شهرة في العالم. اشتهر البناء بالألوانه الزاهية و النابضة بالحياة ، والأنماط الغنية ، والصور الظلية المتناظرة ، وقد أصبح ذلك شائعًا في العالم الإسلامي منذ القرن السابع الميلادي . العمارة الإسلامية غطت مجموعة واسعة من الأشكال المعمارية العلمانية والدينية على حد سواء منذ ظهور الإسلام إلى يومنا هذا ، مما أثر على تصميم وبناء المباني والهياكل في مجال الثقافة الإسلامية.
تحتوي الهندسة المعمارية الإسلامية في طياتها على العديد من الأشكال في مختلف البلدان والقارات، إلا أن هناك بعض الخصائص التي لا تزال قائمة وثابتة لن تتغير . إن إدراك هذه العناصر الأساسية ، وكذلك فهم توزيعها الجغرافي ، هو المفتاح لفهم الأسلوب المثير للإعجاب بصريًا ومهم تاريخيًا.
ما هي العمارة الإسلامية؟
يوجد هذا التقليد المعماري بشكل أساسي في البلدان ذات الأغلبية المسلمة وفي تلك الأراضي التي فتحها المسلمون في العصور الوسطى. بالإضافة إلى الدول العربية مثل الجزائر ومصر والعراق . والعمارة الإسلامية شائعة أيضًا في المناطق الأوروبية ذات الجذور المغاربية ، بما في ذلك أجزاء من إسبانيا والبرتغال وإيطاليا ومالطا.
على الرغم من أن هذا النهج يرتبط غالبًا ببناء المواقع الدينية الإسلامية ، إلا أنه يظهر أيضًا في المباني الأخرى، من قصور وحصون ومباني عامة وحتى إلى المقابر والقلاع. ومع ذلك لا يمكن وصف نمط هذا الجمال كانت العمارة دينية أو علمانية والذي له عدة خصائص مشتركة.
المآذن
المئذنة عبارة عن هيكل متدرج أو برج به نوافذ صغيرة ودرج مغلق. إنه أحد أقدم عناصر العمارة الإسلامية. إن الوظيفة الرئيسية للمئذنة هي فرصة المؤذن لدعوة المؤمنين إلى الصلاة من نقطة مرتفعة خمس مرات في اليوم: عند الفجر ، الظهر ، في منتصف النهار ، عند غروب الشمس وفي الليل.منذ القرن الحادي عشر ، تم تجهيز بعض المساجد بأكثر من مئذنة ، مما يشير هذا الى التقليد الذي اسسه السلطان الحاكم.
فن عمارة القباب مثله مثل العديد من الفنون في حركة النهوض المعماري الرائدة ، بما في ذلك تقاليد البناء في العصور البيزنطية و النهضة الإيطالية ، أضافه المهندسون المعماريون الإسلاميون أيضًا في تصاميمهم.
تعتبر قبة الصخرة ، وهي مكان للعبادة في القدس يعود للقرن السابع ، ويعتبر أول مبنى إسلامي يحتوي على هذا العنصر المعماري. مستوحى من الهياكل البيزنطية ، يتوج المبنى ذو الشكل المثمن بقبة خشبية مغطاة بالذهب خلال القرن السادس عشر. على عكس معظم القباب الإسلامية ، التي تعتمد على البندولات ، تقف القبة على أسطوانة تدعمها 16 عمودًا وقاعدة. في العمارة الإسلامية ، غالبًا ما تزين المعلقات بالبلاط أو القرنيات ، وهو نوع من الزخارف النحتية.
العقود الخلوية
نظرًا لتكوينها النحتي وجمالياتها المزخرفة، غالبًا ما تتم مقارنتها بالمقرنصات أو خلايا النحل.
Фрагмент сотового свода в Альгамбре, Испания/Creative Commons
الأقواس
هناك سمة أخرى للعمارة الإسلامية هي القوس. تنقسم الأقواس الإسلامية ، سواء في االمداخل أو داخل المباني كانت دينية او ثقافية ، إلى أربعة أنماط رئيسية: الحدوية والمفصصة والمدببة وحدوة الفرس
القوس المدبب لديه تصميم مدور مع رأس مخروطي. أصبح هذا النوع من الأقواس عنصرًا مهمًا في العمارة القوطية.
القوس أوجي يشبه القوس المدبب. ومع ذلك ، فإن طرفه يتكون من خطين على شكل حرف " اس ".
قوس ثقب المفتاح ارتبط بالهندسة المعمارية المغاربية- الموريتانية، نظرًا لأنه يمكن تدويره كالتاج ، وهذا النوع من الهياكل مصمم لتوسيع وتضييق جوانبها وكذا قوس حدوة الحصان مثله مثل قوس متعدد السبطانات يتصفان بسمات الهندسة المعمارية المغاربية
التفاصيل الزخرفية
العنصر الأخير في العمارة الإسلامية هو الاهتمام بالتفاصيل الزخرفية. غالبًا ما يكون هذا النهج السخي الخاص بالديكورات الداخلية مخصصًا للبلاط النفيس في الفسيفساء الهندسية والبناء المزخرف والأحجار المشكالية (الاحجار العجيبة )المتلألئة ، وكذلك الزخارف الخطية الرائعة.
جنبا إلى جنب مع القباب التذكارية الضخمة، والأقبية الساحرة من الأقواس المميزة ، تُظهر هذه الزخارف الجذابة الطبيعة المتسقة لتطبيق البناء الإسلامي.
خط اليد
هناك نوعان رئيسيان من خط اليد في الخط الإسلامي التقليدي - الكوفي الزاوي والنسخي المائل الذي كان غالبا يستخدم في نسخ الكتب.
الكتابة ( الرسائل ) الكوفية هي أقدم شكل للكتابة يُعتقد أنه تم اختراعها في الكوفة جنوب بغداد. هذا النمط من الخط كان يستخدم على نطاق واسع خلال القرون الخمسة الأولى من انتشار الديانة الإسلامية ، بما في ذلك في كتابة نسخ من القرآن الكريم وكذا على المنسوجات والسيراميك. هناك ثمانية أنواع مختلفة من الكتابة الكوفية.
ابتداءً من القرن الحادي عشر ، حل الخط النسخي محل الخط الكوفي تدريجياً. على الرغم من أن نوع الكتابة المخطوطة كان معروفًا بالفعل في القرن السابع قبل الميلاد ، إلا أن اختراع الخط النسخي يُنسب إلى ابن مقلة. عاش ابن مقلة في بغداد خلال القرن العاشر وكان مسؤولًا أيضًا عن تطوير نوع آخر من الكتابة المنقطة و هذا أسلوب قريب من النسخي ، لكنه يختلف في أداء العناصر الفردية.
في إيران ، تم اختراع وتطوير العديد من الأنماط الخطية ، ومن بينها أصبح " التعليق " أحد أكثر الأساليب شعبية. تم تطوير أسلوب كتابة زخرفي آخر منه " النستعليق" ، وهو شكل أكثر جمالا وأنيقًا ومخطية من الكتابة. كان مخترع هذا النمط علي التبريزي. بفضل جهوده ، كان النستعليق هو النمط السائد للخط الفارسي خلال القرنين السادس عشر والسادس عشر.
الأرابيسك
هو عنصر من عناصر الفن الإسلامي ، وهو شائع في تزيين جدران المساجد والمنازل والمباني الإسلامية ، والأرابيسك هو تطبيق معقد من الأشكال الهندسية المتكررة التي غالبا ما تتبع أشكال النباتات والأشكال ، وأحيانا الحيوانات (وخاصة الطيور)
يعتمد اختيار الأشكال الهندسية التي يجب استخدامها وكيفية تنسيقها على النظرة الإسلامية للعالم. بالنسبة للمسلمين ، تشكل هذه الأشكال مجتمعة نمطًا لا نهاية له يمتد إلى ما بعد العالم المادي المرئي. بالنسبة للكثيرين في العالم الإسلامي ، يرمزون في الواقع إلى الطبيعة اللانهائية وبالتالي غير المركزية للوجود. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأرابيسك الإسلامي ينقل روحانية معينة دون رمز الفن المسيحي.
يستخدم الأرابيسك في المساجد والبناء في جميع أنحاء العالم الإسلامي ، وأصبحت هذه الطريقة في الزخرفة باستخدام الفن الإسلامي الجميل والديكور والمتكرر بديلًا لاستخدام صور الأشخاص والحيوانات ، وهو أمر الذي لا يشجعه الإسلام.
في المقال التالي ، سنتعرف على الأمثلة الأوروبية للعمارة التي استوعبت النمط الإسلامي ، ولماذا تحظى الهندسة الإسلامية بشعبية كبيرة وهل تنتظر انتعاشها اليوم ام لا؟
الميرا جافياتولينا
Photo: Public Domain, Creative Commons