Ru En

"نعمة الله للمفكرين" في مشروع "نور من الشرق" 150 عملاً عن الإسلام في بولغار الفولغا

٢٦ أكتوبر ٢٠٢٢

أُقيم في الـ 5 من أكتوبر/تشرين الاول 2022، حفل افتتاح معرض "نور من الشرق" في قاعات العروض بمتحف محمية كرملين - قازان والذي يتألف من 150 عملاً فنياً لفنانين بارزين ونحاتين وأساتذة في الحرف الفنية.


ويُقام المعرض الفني في اطار الفن التشكيلي على الطبيعة الروسية والمخصصة للاحتفال بالذكرى 1100 لاعتناق بولغار الفولغا دين الإسلام وسيستمر حتى 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. بعد ذلك سيتمكن سكان موسكو وسانت بطرسبورغ ومدن أخرى من رؤية المشروع.


منظمو المعرض هم: الأكاديمية الروسية للفنون، وزارة الثقافة في جمهورية تتارستان، محمية متحف كرملين قازان، الهيئة الدينيية لمسلمي روسيا ومعهد اللغات والتواصل بين الثقافات  في جامعة قازان الفدرالية.


وشارك في افتتاح هذا الحدث الثقافي كل من: مستشار الدولة للجمهورية - منتيمير شايمييف، رئيس الهيئة الدينية لمسلمي روسيا، مفتي موسكو، عضو الغرفة الشعبية - ألبير كرغانوف، العضو المراسل في أكاديمية العلوم في جمهورية تتارستان - البروفيسور فاياز خوزين، فنان الشعب في جمهورية تتارستان - فريد فاليولين، ورئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر العالمي للتتار - دانيس شاكيروف.

 

 

 

وقدمت حفل الافتتاح عميد معهد قازان للتاريخ والتصميم، الأستاذ المساعد بجامعة قازان الفيدرالية - إلميرا أحمدتشينا، التي أشارت إلى أن المشروع حضره ممثلون لامعون للفنون الجميلة، بمن فيهم أكاديميون وأعضاء مراسلين في الأكاديمية الروسية للفنون وفنانين شعبيين ومكرمين من موسكو، مقاطعة موسكو وسانت بطرسبرغ وجمهورية تتارستان، جمهورية تشوفاش، إقليم كراسنودار، إقليم ستافروبول، جمهورية القرم، جمهورية داغستان، مقاطعات سفيردلوفسك، بينزا، ياروسلافل، كوستروما وكيروف.


وفي أعمالهم الفنية الراقية يمكن تتبع موضوع تبني الإسلام وظهور ونشوء الحضارة البولغارية.


كما أشارت إلميرا أحمدتشينا إلى أنه قبل قازان، تم تقديم المعرض في تشوفاشيا وشبه جزيرة القرم والبولغار، حيث زار مينتيمر شايمييف المشاركين على الطبيعة وتحدث مع كل فنان مشارك في هذا المعرض.


أعطى الإسلام زخماً قوياً لتطور العلم واللاهوت والأدب الديني والفن. الإسلام الآن جزء لا يتجزأ من الدولة والثقافة الروسية إلى جانب الديانات التقليدية الأخرى، فإنه يقدم مساهمة لا تقدر بثمن في دعم السلام بين الأعراق والتنمية المستدامة للدولة. هذا هو السبب في أنه في عام الألفية التي تم فيها تبني الإسلام من قبل بولغار الفولغا في روسيا تم وضع خطة عمل وافق عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تضمنت ذا العمل الفنى اشكال الطبيعة الروسية.


يشمل مشروع كتابة لوحات الفنانين، لوحات الفن التشكيلي على الطبيعة اقامة الفعاليات التالية: يوم واحد لكل من يريد رسم وكتابة لوحته في الهواء الطلق في قازان، تدريس المهارة، سلسلة من المعارض والاعداد لنشر كتالوج.


وقالت إلميرا أحمدتشينا إنه "بالنسبة لكتابة اللوحات الفنية في الهواء الطلق، كان المعرض الذي أقيم في الساحة امام المسجد الأبيض في بولغار من أهم الفعاليات الفنية الذي زاره مينتيمر شايمييف".


علاوة على ذلك، ألقى منتيمر شايمييف كلمة، شَكَرَ فيها منظمي وممثلي الفنون الجميلة على المعرض، واصفاً إياه وجميع الفعاليات على شرف الذكرى 1100 لدخول شعب بولغار الفولغا دين الاسلام بأنها هدية من الله سبحانه وتعالى.

 

"المفكرون يدركون كيف أُقيمت فعاليات رائعة لا تصدق وفي فترة زمنية قصيرة في جمهوريتنا، وأيضاً إحياء مسجد كول الشريف التاريخي وترميم كاتدرائية البشارة على أراضي الكرملين في قازان، إحياء بولغار القديمة وجزر - أرض سفياجسك التي تم إدراجها في قائمة التراث العالمي لليونسكو، إنشاء الأكاديمية الإسلامية البولغارية وإعادة بناء الجامع الكبير. بغض النظر عن مقدار شكرنا لله سبحانه وتعالى، إلا ان ذلك سيكون منا قليلا .


وفي كلمته خاطب مينتيمر شايمييف الجمهور قائلاً:" مدى عمق الآثار التي يمكن أن نتركها في تاريخ البشرية يعتمد على اجتهادنا وحكمتنا. لقد تم بالفعل اتخاذ الخطوة الأولى نحو ذلك، لكنها ليست كافية. إذا أردنا، فاننا سنستطيع".


كما أشار شايمييف إلى أنه يخطط لنشر وتقديم موسوعة من 7 مجلدات عن تاريخ شعب التتار في إحدى الجامعات والتي كُتبت على مدار سنوات عديدة. وفي ختام كلمته دعا الجمهور الى تعاون مثمر لما فيه خير التنمية والازدهار للوطن والجمهورية بشكل عام.


"عندما جئنا إلى مدير معهد اللغات والتواصل حاملين فكرة اقامة فعالية الرسم وكتابة اللوحات الفنية على الطبيعة، قال إننا بحاجة للذهاب إلى ألبير ريفكاتوفيتش كرجانوف، لأنه، في رأيه، هذا هو الشخص الذي سيدعم ويفعل كل شيء حتى يتحقق المشروع، واتصلنا على الفور عبر الهاتف، ورد ألبير ريفكاتوفيتش دون تفكير: " جيد، نعمل". عُقد الاجتماع الأول في يناير/من العام الماضي، واليوم أتينا بالفعل إلى هذا المعرض بدعم كامل من التجمع الروحي للمسلمين في روسيا". هكذا تذكرت منظمة المعرض قصة إنشاء المعرض.

 

"بالنسبة لأولئك الذين لديهم عقل ورؤية رصينة للأشياء، هذا حدث مذهل في تاريخ شعب التتار"-  التقط ألبير كرجانوف أفكار مينتيمر شايمييف عن هؤلاء الذين يفكرون.


كما أضاف رجل الدين عن ذكرياته: "اسمحوا لي أن أطلعكم على شي لم أتحدث عنه من قبل. بالعودة إلى عام 1989 ، كان ممنوعاً زيارة بولغار، وكان الناس يخافون من وصولهم الى هذه الأرض، إرث أسلافهم، من أجل دراسة تاريخهم. كنت لا أزال تلميذاً في ذلك الوقت عندما كان شيوخ مسجدي في قرية تشوفاش الصغيرة يذهبون إلى بولغار، وطلبت الذهاب معهم. وبالقرب من بولغار توجد بحيرة رابيجا كول. وهناك العديد من الأساطير عنها. حيث عندما يروها الأجداد، يركضوا إليها بكل قوتهم، ويبدأوا في شرب مائها، على الرغم من حقيقة أن البط كان يسبح في البحيرة والناس يسبحون أيضًا. وكل هذا لم يزعجهم على الإطلاق - لقد فقدوا ذاكرتهم التاريخية كثيرًا. في تلك اللحظة، تمنيت من كل قلبي أن تأتي مثل هذه السنوات، عندما يعود النظام هنا ويعود المجد السابق للبولغار. حينها لم يكن من الممكن أن أتخيل أنا ولا أحد أنه سيتم بناء المساجد والمدارس الدينية والأكاديمية والبنية التحتية الفاخرة هنا، وذلك بفضل العمل العظيم والحكمة التي قام بها مينتيمر شاريبوفيتش. كان هناك 36 خانًا في بولغار، لكنهم كانوا قادرين على فعل الكثير من أجل شعبهم في 1100 عام، كما فعل مينتيمر شاريبوفيتش في حوالي ثلاثين عامًا. لقد تمكن من اتخاذ القرار الصحيح، حيث يتم الحفاظ على توازن الثقافات والمعتقدات، والتشكيل المتسق للاستقرار الاجتماعي والثقافي".

 

 

وقال المؤرخ- عالم الآثار فايز خوزين: "يمكن دراسة تاريخ التتار ليس فقط من خلال الموسوعات، ولكن من خلال التفكير في لوحات باقي أورمانش، وهاريس يعقوبوف، ولطف الله فتاحوف وفرديناند خاليقوف، يمكنك العثور على الكثير من المعلومات المفيدة حول تاريخنا".


كما نوّه بان "لوحات المعرض تعكس بشكل أساسي موضوع عصور ما قبل المغول وعصر القبيلة الذهبية وخانات قازان. لكن تاريخنا لم يتوقف عند هذا الحد. لا تزال هناك فترة مظلمة للغاية، وقت عصيب لتاريخنا  خاصة بالنسبة للدين الإسلامي - القرن السابع عشر". وأشار العالم إلى الحاجة للمزيد من العمل الوثيق للعلماء مع الفنانين المعاصرين في إحياء التراث التاريخي.


وفي الختام، قدم منظمو المعرض كلمة شكر لمدير متحف محمية " كرملين - قازان" - إيلنور راخيموف على المعرض المُنظّم بشكل رائع.

 


مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لمستشار الدولة لجمهورية تتارستان