Ru En

شجرة الحياة في البحرين تلهم البابا لإلقاء خطاب رائع حول حوار الأديان

٠٨ نوفمبر ٢٠٢٢

استضافت مملكة البحرين مؤتمر "أهمية الحوار بين الأديان" بمشاركة 200 شخصية دينية وعامة عالمية. وتجدر الإشارة إلى أن رستم مينيخانوف، رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا -العالم الإسلامي"، قد شارك فيه من روسيا الإتحادية.


كما حضر المؤتمر البابا فرنسيس الذي زار هذا البلد لأول مرة وألقى كلمة مستوحاة مما يسمى "شجرة الحياة" التي تنمو في البحرين والتي ذكرها ست مرات، ما هي "شجرة الحياة" هذه؟


على بعد حوالي 40 كيلومترًا جنوب العاصمة المنامة، توجد شجرة يحير وجودها العلماء. والحقيقة أن هذا النبات قادر على البقاء على قيد الحياة لأكثر من 400 عام في منطقة قاحلة ، حيث لا يتجاوز متوسط هطول الأمطار 150 ملم في السنة.


الشجرة التي ظهرت في وسط صحراء البحرين الحارة والجافة، أطلق عليها اسم "شجرة الحياة" وإحدى عجائب البحرين الطبيعية .


قال البابا في خطابه: "وفقًا للكثيرين، يكمن السر في جذورها الطويلة التي تمتد لعشرات الأمتار تحت الأرض وترويها طبقات المياه الجوفية.


أصبحت هذه الشجرة المعمرة واحدة من مناطق الجذب السياحي في البحرين، الدولة الخليجية التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة. يزور شجرة الحياة ما يقرب من 50000 شخص كل عام. وبحسب موقع " الكوكب الوحيد"، تم غرسها حوالي عام 1583.


تم إجراء بحث مستفيض على هذه الشجرة الرائعة دون تفسير قاطع لسبب بقائها على قيد الحياة منذ عدة قرون دون مصادر الري.


في تقرير لرويترز عن "شجرة الحياة" في عام 2008، قال غازي الكركي، الأستاذ المتخصص في علم النبات والزراعة المائية، إن هناك تفسيرًا علميًا للشجرة التي بقيت على قيد الحياة لفترة طويلة. إنه تكافل. تعمل الفطريات الموجودة في جذور الشجرة مثل الإسفنج الذي يمتص الماء من أعماق الأرض، مما يسمح للأشجار بالبقاء في البيئات القاسية.


وأضاف الكركي: “أخذنا عينات من التربة من الجذور، كانت جافة تمامًا. تشكل الفطريات الجذرية الموجودة في تربة هذه الشجرة شبكة كبيرة جدًا من الخيوط التي تمتد عميقاً وواسعًا ،أفقيًا وعموديًا. تساعد هذه الخيوط على امتصاص الماء والمواد المغذية من جذور العميقة جدا".


في أكتوبر/تشرين الأول 2010، عثر علماء الآثار على فخار وقطع أثرية أخرى بجوار الشجرة، وبعضها قد يكون من حضارة دلمون القديمة في البحرين، كما أفاد موقع كاريزماتيك بلانيت.

 

فماذا قال البابا عن "شجرة الحياة"؟


قال البابا فرنسيس في خطابه إلى أن "شجرة الحياة" التي تعيش في الصحاري القاحلة، بفضل تكافلها مع الفطريات، تشير إلى إمكانية "التعايش البشري" على الرغم من أي اختلافات. وحث الباب بالقول: "دعونا لا ندع فرصة لقاء الحضارات والأديان والثقافات تتبخر، ولا ندع جذور الإنسانية تذبل، فلنعمل معًا ونعمل من أجل الجميع".


كما نوّه الباب بأن البحرين هي الدولة التي تضم أكبر عدد من الوافدين: “أدى تعدد فروع الشجرة ذات الأحجام المختلفة بمرور الوقت إلى ظهور نسج كثيف من الأوراق، مما زاد من ارتفاعها وعرضها. استثمر العديد من الأشخاص من مختلف الدول في تنمية هذا البلد، مما جعل من الممكن تحقيق نمو اقتصادي كبير. وتفتخر البحرين بأن حوالي نصف السكان المقيمين هم من الأجانب.


إلى ذلك تجدر الإشارة إلى أنه سبق لـ بابا روما أن ذكر هذه الشجرة، وذلك عندما تحدث عن قضايا المناخ في قمة الأمم المتحدة للمناخ التي أنطلقت في مصر.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
  
Photo: Omar Chatriwala/Creative Commons 2.0