Ru En

الخبراء الدوليون يناقشون السياسة الخارجية للمنطقة في الواقع الجديد

١١ مارس ٢٠٢٢

ما هي الاستراتيجيات الأكثر نجاحا في الواقع الدولي الجديد؟ كيف نتغلب على الأزمة الأمنية التي نواجهها اليوم؟ ما هي العواقب التي تواجهها القوى العالمية من توسع الناتو والتوتر في دول فضاء الاتحاد السوفيتي السابق؟ تحدث المتخصصون عن هذا والعديد من المواضيع الأخرى في إطار لجنة الخبراء السابقة التي نظمها معهد دراسات آسيا الوسطى.


كانت القضية المحورية للمناقشة هي تحديد استراتيجيات السياسة الخارجية لكل من روسيا وآسيا الوسطى في الظروف الرهنة. تضمن جدول الأعمال بشكل خاص قضية العواقب السياسية والاقتصادية للأزمتين الكازاخستانية والأوكرانية على المنطقة بأسرها. كان من بين الخبراء الرئيسيين: الباحثة في معهد تاريخ العالم التابع لأكاديمية العلوم الروسية تاتيانا كوتيوكوفا، الأستاذ المشارك في قسم العلاقات الدولية والسياسة العالمية والدبلوماسية في جامعة قازان الفيدرالية رومان بينكوفتسيف، أستاذ العلوم السياسية الكازاخستاني زامير كاراجانوف والأستاذ المشارك في فرع جامعة بيلخانوف الروسية للاقتصاد في طشقند روشان نازاروف.


يجب الإشارة إلى أن الأحداث التي تجري في دول الفضاء السوفيتي السابق تثير الكثير من القلق ليس فقط في روسيا، ولكن أيضاً في العالم ككل. النظام الأمني الذي تم إنشاؤه في القرن العشرين في سياق الحرب الباردة يمر حالياً بأزمة. إذا كان الشرق الأوسط في وقت سابق هو منطقة التوتر الرئيسية، فإن بؤر التوتر الآن تتجه نحو الحدود الأوروبية. في الوضع الحالي، أدى توسع حلف شمال الأطلسي، الناتو، إلى خلق توترات جديدة لا يمكن تجاهلها دون مراجعة وإعادة تقييم المعايير الأمنية الحالية.


وفقاً لتاتيانا كوتيوكوفا، فإن دول الفضاء السوفيتي السابق منذ لحظة استقلالها وبناء دولها الخاصة قد وصلت إلى مفترق تاريخي معين وأمامها طريقين لاغير للتطور اللاحق.
وأوضحت الخبيرة ان"أحد الخيارات التي يمكن تتطور الأحداث هو استمرار فرض الرهاب التاريخي المرتبط بالتاريخ قبل عام 1917، بالفترة السوفيتية، بالنزاعات في رابطة الدول المستقلة وفي العالم بأسره، حيث شاركت روسيا كقوة لحفظ السلام. ان الذين ولدوا بعد عام 1985 يواجهون فرض "ذاكرة تاريخية معينة"، وغالباً ما تكون معادية للسوفييت".


وبحسب لكوتيوكوفا، فإن الطريق الثاني هو الانتقال إلى مستوى جديد من العلاقات بين روسيا ودول آسيا الوسطى، الذي من خلاله سيتم التغلب على عدد من حالات الرهاب المفروضة والتي حدثت على مر القرون.


ولخصت المتحدثة حديثها:"فرص النجاح في اتباع هذا المسار هي 50 إلى 50. وفي الوقت نفسه، هناك ظرف واحد ينطبق على جميع الناس في كل من روسيا وجمهوريات آسيا الوسطى: هناك عدد معين من المثقفين، المفكرين الذين قرروا واختاروا طريقهم وخيارهم من حيث من المبادئ التوجيهية السياسية والأخلاقية ليس لصالح الوطن الأم".


من جانبه لفت روشان نازاروف انتباه الجمهور من خلال حديثه للمشاركين في المناقشة عبر الإنترنت إلى استراتيجيات السياسة الخارجية المعمول بها رسميا في بلدان آسيا الوسطى. كما أوضح نازاروف، "على سبيل المثال، إذا أخذنا طاجيكستان، كدولة في آسيا الوسطى منذ عام 2015، يلاحظ أن الدول المجاورة لها تحتل الاولية في سياستها الخارجية ونظام علاقاتها الخارجية وبالتالي، فإن طاجيكستان من أنصار التوسع المفيد والإبداعي للتجربة التي تمتد لقرون من زمن التعايش الودي بين شعوب آسيا الوسطى".


والخبير على ثقة ان كازاخستان، من بين جميع جمهوريات آسيا الوسطى لديها أحدث مفهوم للعلاقات للفترة 2020- 2030، الذي تم اعتماده في مارس 2020. ومن بين الأولويات مواصلة تطوير علاقات التحالف مع روسيا الإتحادية وشراكة استراتيجية شاملة مع جمهورية الصين الشعبية وشراكة استراتيجية موسعة مع الولايات المتحدة الأمريكية، و قامة علاقات استراتيجية مع دول آسيا الوسطى وشراكة موسعة وتعاون مع الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه.


وأوضح روشان نازاروف: "بالإضافة إلى ذلك، من بين المجالات المهمة لنشاط السياسة الخارجية، تم تحديد دورة لتوسيع التعاون مع منظمات في مجال السياسة والأمن في أوروبا وأوراسيا - وهي منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وحلف شمال الأطلسي ومؤسسات أخرى".


كما أن مسألة الوضع في أفغانستان لم تمر دون الإشارة اليه من قبل الخبراء الدوليين. وفي هذا الموضوع تحدث رومان بينكوفتسيف عن الأمن الإقليمي لآسيا الوسطى بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستانن وقال ان 20 عاماً من مهمة تواجد القوات الولايات المتحدة انتهت بالفشل التام، مضيفاً: "من بين المشاكل الأكثر وضوحاً والتي ستكون لها صلة بالمنطقة لفترة طويلة هي مشاكل أمن الحدود وخطر نمو التطرف الديني ومشكلة اللاجئين والنازحين داخلياً، ومشاكل تهريب المخدرات وتهريب الأسلحة وأنواع التهريب الأخرى".


وأختتم الخبراء اللقاء باستنتاج أن دول آسيا الوسطى قد تخطت معلم تاريخي هام - ثلاثين سنة من استقلالها وهذا أنعكس على الاختلافات المتفاوته في السياسة الداخلية والخارجية للجمهوريات.


بشكل عام، دول آسيا الوسطى تنشئ قنوات جديدة للتعاون مع جيرانها وتولي اهتماماً خاصاً للعمليات الاقتصادية التي تحدث داخل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. وتعمل منظمة معاهدة الأمن الجماعي كآلية تنظيمية لحل الأزمات والمشاكل الداخلية لدول آسيا الوسطى. يساهم النشاط الدبلوماسي النشط للدول المستقلة في آسيا الوسطى في تحقيق مهام السياسة الخارجية الجديدة، التي تعزز الأنظمة السياسية وتوفر فرصاً لتحديث الاقتصاد مواكبة للعصر.

 


إلميرا جافياتولينا