Ru En

بولغار: نُوقشت قضايا حفاظ التراث الديني لمسلمي روسيا ونشره

٠٨ نوفمبر ٢٠٢١

ماهو دور الفن في انتشار الإسلام؟ ما هو الإرث الذي تركه اللاهوتيون التتار لأحفادهم؟ كيف يجب أن يكون الحوار بين ممثّلي مختلف الطوائف والقوميات في العالم المعاصر؟ كانت هذه هي القضايا التي نُوقشت في المنتدى الدولي الثالث "التراث الديني لمسلمي روسيا"، الذي انعقد في صرح الأكاديمية الإسلامية البلغارية.


نُظم المنتدى من قبل الأكاديمية بالتعاون مع صندوق دعم الثقافة والعلوم والتعليم الإسلامية. وفي هذا العام سيُعقد مؤتمرين - الأول، قراءات بولغار الدولية الخامسة "تراث علماء الدين المسلمين في روسيا: قضايا الحفاظ والدراسة" والثاني، المؤتمر العلمي - العملي الدولي الثالث للطلاب "تشكيل الهوية المدنية للشباب المسلم في روسيا وخارجها".

 


المنتدى - منصة لمناقشة قضايا الساعة


شارك في هذا المُنتدى أكثر من 200 شخص من روسيا ودول الشرقين الأدنى والأقصى. ومن بين المشاركين ممثلو الدوائر الحكومية وكبار علماء الدين الروس والأجانب والباحثين في قضايا الدين الإسلامي والأئمة والشخصيات الإجتماعية وأساتذة الجامعات والطلاب وممثلو وسائل الإعلام. يهدف المنتدى، حسب المنظمين، إلى توحيد جهود ممثلي المؤسسات العلمية والبحثية و رجال الدين ورؤساء الجامعات في حل المشكلات العاجلة وقضايا السلام والوئام بين الأعراق وتطوير المدرسة اللاهوتية الحديثة.


في خطابه أمام المشاركين في المنتدى والذي انعقد بشكلي الحضور وعبر الانترنت عن بعد ، أشار رئيس الأكاديمية الإسلامية البلغارية أينور تيميرخانوف، إلى أن المنتدى هو منصة فريدة من نوعها تقوم على أساسها تجربة نادرة من التفاعل بين ممثلي مختلف الشعوب والفئات الاجتماعية والمهنية والطائفية وكذا الاجهزة الحكومية.


وأضاف:"منذ عام 2019 ، توافد للمشاركة في هذا المنتدى أكثر من 600 شخص من 40 منطقة في روسيا الاتحادية وكذا من 20 دولة . ما يشرفنا أنه تقدم للمشاركة أكثر من 300 طلب من روسيا ودول أجنبية في هذا المنتدى. وهكذا، أصبح المنتدى بطاقة الزيارة للأكاديمية الإسلامية البلغارية، ومكان جذب للعديد من العلماء والمتخصصين". كما أعرب رئيس الجامعة عن ثقته بأن المنتدى يمكن أن يصبح منصة لمناقشة قضايا تطوير التعليم الديني وقضايا الحفاظ على التراث اللاهوتي الوطني لروسيا والذي تشكل خلال قرون وأصبح الأساس لـ النهضة الروحية لجميع شعوب البلاد.


ولخص عميد الأكاديمية مداخلته بالأتي:"تُولي الأكاديمية اهتمامًا كبيرًا لقضايا إحياء التراث الديني الوطني وتنميته - حيث يجري تنفيذ مشروع" مركز التراث الإسلامي "، الهادف لدراسة وإدخال في التداول العلمي والتعميم أعمال علماء اللاهوت الروس البارزين، الذين كان لهم تأثير كبير في تطور الفكر في جميع أنحاء العالم الإسلامي. لذلك، في تموز/ يوليو 2021 ، بالمركز تم تشغيل معمل لترميم ورقمنة المخطوطات القديمة والمطبوعات القديمة. وبذلك نكون قد قدمنا دورة كاملة من العمل بالمخطوطات، ابتدءاً من البحث عنها وإيجادها واكتسابها وترميمها ورقمنتها وانتهاءً بإدخالها في التداول العلمي من خلال إعداد رسائل الماجستير والدكتوراه والمشاريع العلمية المستقلة والدفاع عنها". 

 


في السنوات الأخيرة قيل الكثير عن صعوبة تطور اللاهوت في روسيا


كما أشار ألبرت ديرزوف رئيس قسم التواصل مع الجمعيات الدينية بمكتب رئيس جمهورية تتارستان في ترحيبه حول قضايا السياسة الداخلية، بان لاشك في ضرورة مناقشة آفاق التنمية الإسلامية. لقد قيل الكثير في السنوات الأخيرة عن صعوبة تطور اللاهوت في روسيا. في العديد من المناطق الإسلامية يلاحظ  نقص في الكوادر التعليمية الإسلامية المؤهلة. نحن نفهم اليوم أن الأفكار الدينية يجب أن تقوم ليس فقط على العقائد الدينية والكتب المقدسة، بل تشمل أيضًا إنجازات العلم بمختلف مجالاته . تكنولوجيا المعلومات ذات أهمية خاصة في هذا الاتجاه. كانت إحدى نتائج الجمع بين الدين والعلم والتكنولوجيا هي ظهور طبعة جديدة من قرآن قازان ، أعدها متخصصون في الإدارة الدينية لمسلمي تتارستان. تم تقديم الكمبيوتر الخطاط والمُصمم خصيصا لــ"طبعة قازان" قبل أيام قليلة. هذا حدث مهم، لأن قراءة القرآن هي التي توقظ لدى الناس الرغبة في معرفة جوهره، والحصول على إجابات عن الأسئلة الملحة وتكون بمثابة مصدر لتنمية الفكر الإسلامي.


في جمهورية تتارستان، حسب المتحدث، تولى أهمية كبيرة لإنسجام الهوية العرقية والثقافية والمدنية. ولخص ديرزيزوف حديثه بأهمية الجمع بين الهوية الدينية والعرقية القومية، كما يتضح من مفهوم "الإسلام وعالم التتار".


من جانبه، أكد كبير المفتشين الفيدراليين في جمهورية تتارستان فيكتور ديميدوف، أن قضايا الحفاظ على تقاليد اللاهوت الإسلامي الروسي وتطويرها لسنوات عديدة ظلت محط اهتمام المتخصصين المحليين والأجانب. وأضاف ديميدوف: "الفكر اللاهوتي اليوم مدعو ليس فقط للرد على تحديات العالم المعاصر ولكن أيضًا للمساعدة في حل مواقف حياة المؤمنين العاديين. ومنتدى اليوم يهدف إلى توحيد جهود ممثلي مجتمع الخبراء العلميين والقادة الدينيين وقادة مؤسسات المجتمع المدني وحل المشكلات العاجلة وتعزيز السلام والوئام بين الأعراق والحفاظ على المدرسة اللاهوتية الحديثة وتطويرها".


لا يمكن إنكار حقيقة أن علماء الدين والمفكرين المسلمين الروس قد قدموا مساهمة كبيرة في تطوير العلوم الإسلامية العالمية، وأعمالهم لا تزال مشهورة بين مجموعة واسعة من الباحثين والمؤمنين. وأختتم فيكتور ديميدوف حديثه للمشاركين:"اليوم، من المهم بالنسبة لنا الحفاظ على هذا التراث ومضاعفته وذلك من خلال الجهود المشتركة الهادفة الى تثقيف الشباب حول مبادئ علاقات الإحترام تجاه ممثلي مختلف الشعوب والأديان".

 


مسلمو روسيا تركوا ورائهم إرثاً بارزاً


كما ألقى عبد الحميد بولاطوف، رئيس قسم مراقبة وضع العلاقات بين الأعراق والأديان ومنع التطرف والتعامل مع الجمعيات الدينية التابعة للوكالة الفيدرالية للشؤون العرقية كلمة ترحيبية بالمشاركين في المنتدى، أشار إلى نمو المنتدى وزيادة تنوع القضايا التي يناقشها وأهمية القرارات التي يتخذها من أجل مزيد من تطوير التعليم الإسلامي وحل القضايا الأخرى المتعلقة بالأمة الروسية. وأضاف بولاطوف: "نحن نُقيم العديد من الفعاليات الجديرة بالاهتمام في إطار تطوير التربية الإسلامية. لكن هذا المنتدى يحتل مكانة خاصة والتي تحدد من خلال دور الأكاديمية الإسلامية البلغارية كرائدة للتعليم الإسلامي في روسيا وكذلك من خلال حقيقة أن الأنشطة التي تقوم بها الأكاديمية مرتبطة بحل مجموعة المهام المحددة من قبل رئيس روسيا الإتحادية والمتمثلة في - إحياء المدرسة الوطنية لعلوم الدين الإسلامي، وفي هذا الصدد، فإن نشر كتاب مدرسي مكرس لتشكيل الهوية المدنية الروسية للمسلمين أمر ذو أهمية كبيرة".


كما تحدث أليكبير أليكبيروف، مدير معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم عن أهمية دراسة التراث الديني الثري للمسلمين الروس والحفاظ عليه بشكل أكبر. ووفقًا له، فإن التراث الديني لمسلمي روسيا هو جزء من التراث الروسي والعالمي. لقد ترك مسلمو روسيا إرثاً بارزاً. بالنسبة لعملنا بشكل مباشر، أود أن أشير إلى أننا في معهدنا نعطي فرص جديدة للبحث والحفاظ على تراث الشعوب المسلمة في بلادنا. على سبيل المثال، تم افتتاح مركز الشيخ زايد للمخطوطات الإسلامية، والعمل جار الآن لرقمنة مجموعات المخطوطات.


هناك فرق بين مجموعات مخطوطات الجامعات والمتاحف الحكومية والتي تخضع للحماية والآمان وبين المجموعات ذات الملكية الخاصة، حيث تختفي المخطوطات أو تتلف مع مرور الوقت. أدعوكم للانضمام إلى هذا العمل، الذي يُنفذ ليس فقط على الأراضي الروسية والتجمعات الروسية المسلمة ولكن أيضًا في الخارج ولا سيما في آسيا الوسطى.
كما أعاد الخبير للأذهان، "مشروع - فيديو" معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية الخاص بقضية "التنوير الإسلامي في روسيا" والذي يمكن العثور عليه على موقع اليوتيوب.

 


شاء القدر أن تصبح "البولغار" أول منطقة لانتشار الإسلام في بلادنا


تلقى المشاركون في المنتدى الدولي العديد من التحيات والتمنيات للعمل المثمر . وقرأ علي حسانوف نص تحية فاريت موخاميتشين، نائب رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، والتي جاء بها: "إنه رمز وله معنى، ان يُعقد المنتدى في بولغار القديمة. وشاء القدر أن تصبح "البولغار" أول منطقة لانتشار الإسلام في بلادنا.

من المهم أن يكون عقد منتدى مخصص لمشكلة الحفاظ على التراث الديني المحلي لمسلمي روسيا وتطويره على جدول أعمال مركز أكاديمي وتعليمي كبير مثل الأكاديمية الإسلامية البلغارية. إن نظام تأهيل وإعادة تأهيل المتخصصين في مجال الإسلام الذي يواجه تحديات عصرنا هو مهمة استراتيجية. يجب أن تكون نتائج هذه الأنشطة بالإضافة إلى الحد من مستوى التطرف الديني الزائف هي تشكيل مدرسة دينية إسلامية وزيادة القدرة التنافسية للمنظمات التعليمية الإسلامية الروسية والتطوير التدريجي للعملية التعليمية. اليوم، عندما أصبحت دراسة التراث اللاهوتي الوطني أكثر أهمية من أي وقت مضى، من الضروري بذل جهود لتحديث هذه الأعمال وترجمة الكتب من العربية و لغة التتار القديمة إلى لغة التتار واللغىة الروسية الحديثة ونشر الأدب الديني مع التركيز على أعمال ممثلي المدارس اللاهوتية الإسلامية والتتارية الكلاسيكية والتي تعتبر مصادر موثوقة عن الإسلام لكل من المتخصصين والمواطنين وفي شكل مبسط يمكن فهمه مع مراعاة الاتجاهات الحديثة".


  تلعب مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي " دورًا خاصًا في هذا النشاط، حيث بدأت العمل على تجميع فهرس ببليوغرافي كامل عن اللاهوت من مصادر محفوظة في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية فرع سانت بطرسبرغ وفي جامعة قازان الفيدرالية. مثل هذه المبادرة، وفقًا لنص التحية، ستسمح بدراسة أعمق للتراث الديني التتار وستعطي زخما إضافيا لتطوير الإسلام الروسي الفريد.


كما جاء في التحية:"إن المزيج المتناغم بين العمارة الإسلامية والمسيحية، والحفاظ على المواقع التاريخية في قازان والجمهورية، وإحياء المراكز الدينية في بولغار وسفياجسك قد اكتسب شعبية واسعة في تتارستان. كجزء من الاحتفالات المخصصة للذكرى 1100 لاعتماد الإسلام من قبل بولغار الفولغا نعتقد أنه من الضروري أيضًا الاستمرار في الحفاظ على آثار العمارة الإسلامية ليس فقط في جمهورية تتارستان، ولكن أيضًا في مناطق روسيا - في موسكو وقاسيموف وشبه جزيرة القرم والقوقاز ومنطقة الفولغا وغيرها، حيث هناك المعالم التاريخية.أنا متأكد من أن أنشطتنا المشتركة لن تؤدي فقط إلى الارتقاء بالتعليم الإسلامي المحلي إلى مستوى جديد، وربطه ارتباطًا وثيقًا بالممارسة، بل ستعطي أيضًا دفعة جديدة للتطور في دراسة الإسلام، في مجالاته العلمية والثقافية والروحية".

 


دراسة التراث الديني والحفاظ عليه يلعب دورًا خاصًا


كما أشار مفتي جمهورية تتارستان كميل ساميغولين في تحيته للمشاركين في المؤتمر، الى إن دراسة التراث الديني الوطني والحفاظ عليه تلعب اليوم دورًا خاصًا، واضاف:"اليوم لدينا دار النشر "حضور" يطبع حوالي 300 من المؤلفات. نصيب الأسد من الطباعة حول تراثنا اللاهوتي، وهو أمر مهم للغاية وكذا طبع كتب لشهاب الدين المرجاني. لكن أهم شيء أود الوقوف أمامه هو الجهد المبذول في تفسير القرآن، حيث تمكنا خلال فترة سبع سنوات من إعداد التفسير بالتترية والروسية. في عام 2016 ، تم إعداد نسخة جديدة من المصحف الكريم على الكمبيوتر، تم تقديمها إلى الجانب الأوزبكي، حيث طُبع هناك مرتين. أما مصحفنا، "مصحف قازان" طُبع في كل من بيلاروسيا وتركيا. وقبل عام بالضبط، أُتخذ قرار تاريخي في هذه القاعة - إعادة إنشاء خط قازان القديم. وفي السابق تمكنا من إعادة تصوير كل حرف من النسخة القديمة من القرآن، ووضعه في إستخدام الخط، حيث بإمكاننا اليوم أن نكتب في نظام " الورد" بالحروف القديمة".


إن عقد مثل هذه المؤتمرات والمنتديات له أهمية كبرى، كما يؤكد كميل حضرة، لأن الشعوب المسلمة في روسيا تمتلك تراثًا دينيًا ضخمًا يتطلب دراسة تفصيلية ونشرًا واسعًا. وأوضح كميل ساميغولين:"لدينا تراث يمكن نشره، هناك مخزون ضخم من الكتب في القوقاز وقازان، علينا دراستها. كما أن أول مصحف أعده المسلمون نُشر في قازان عام 1803 في مجلدين".

 


يسير الإسلام في تتارستان جنبًا إلى جنب مع الأرثوذكسية


من جانبه، ذكر عميد مدرسة قازان الدينية، الأسقف فلاديمير صامويلينكو، في خطابه الترحيبي الذي ألقاه مطران قازان وتتارستان كيريل، الروابط التي كانت تربط الإسلام بالأرثوذكسية في روسيا لفترة طويلة. وكمثال من التاريخ، استشهد بنشر ترجمة القرآن الكريم من قبل أستاذ أكاديمية قازان اللاهوتية غوردي صابلوكوف. "كان يومًا ما الكتاب الوحيد الذي يمكن للقراء الناطقين بالروسية التعرف من خلاله على نصوص القرآن. بدوره ، قام العالم والكاتب والمعلم البارز لشعب التتار قيُوم نصيري بالتدريس في مدرسة قازان الدينية. التعاون بين المدارس الإسلامية والأرثوذكسية مستمر في وقتنا هذا. وأوضح صامويلنكو أن معهد قازان اللاهوتي والأكاديمية الإسلامية البلغارية في تعاون مستمر في مجال البحث العلمي والتطبيقي وتنفيذ مشاريع مشتركة".


كما تقدم بتحيات حارة  للمشاركين في المنتدى كل من كبير حاخامات قازان وجمهورية تتارستان إسحاق غوريليك، رئيس الجامعة الإسلامية الروسية التابعة للإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا أرتور سليمانوف، مدير معهد العلاقات الدولية بجامعة قازان الفيدرالية راميل خيروتدينوف، القنصل العام لجمهورية كازاخستان إرلان إسكاكوف ورئيس الجامعة الإسلامية في قيرغيزستان عبد الشكور نارماتوف وآخرون.

 


الحوار هو أن تفهم دين آخر وتحترمه


قال عميد المعهد الإسلامي الروسي رئيس مجلس التربية الإسلامية رفيق موخاميتشين : "فهم واحترام دين آخر، حتى لو لم تشارك موقفه ونزاهته وانفتاحه تجاه الآخرين - هذا هو الحوار والتسامح الديني المستدام الذي أصبح حقيقة إيجابية". وقدم تقريرًا بعنوان "حوار الأديان في روسيا: جانب تاريخي" ، أشار فيه إلى أن أساس الحوار بين الأديان لا يمكن أن يقوم على إقناع الآخرين بأحقيتهم.


بدوره، تحدث مدير مركز الإمام البخاري للبحوث الدولية، مرشح العلوم التاريخية، البروفيسور المشارك شوفوسيل زيادوف، أمام المشاركين بتقرير حول قضية مكتبة القُضاة في منطقة سيبزار - طشقند خلال فترة الاستعمار الروسي على أهمية دراسة الصناديق الأرشيفية للمحاكم القضائية وهي مصادر لدراسة التاريخ الاجتماعي.


وتحدث رئيس اتحاد علماء الشام، أستاذ كلية الشريعة بجامعة دمشق، دكتوراه في العلوم الشرعية البُطي محمد توفيق رمضان، عن رفض أفكار التطرف والراديكالية. العالم السوري مقتنع بأن "الإسلام هو طريق التعايش والاستقرار ونبذ أفكار التطرف". خلال خطابه، أشار أيضًا إلى أنه يحافظ على علاقات وثيقة مع تتارستان وعلى دراية بالوضع بين الأعراق والأديان في الجمهورية والذي هو على أعلى مستوى اليوم.


تناول دكتور علوم الشريعة الأستاذ المشارك اللحام بديع السعيد في كلمته بمزيد من التفصيل كيف انتشرت أعمال العلماء الداغستانيين في دمشق ومنطقة الشام. من المعروف أن من أوائل المستوطنين من داغستان في سوريا هو العالم محمد، الذي وصل عام 1716 إلى الشرق ليعيش في دولة ذات ثوابت إسلامية قوية. ثم حدثت عمليات إعادة توطين لاحقة، بما في ذلك مفتي شيكي الشيخ محمد الشليبي. وهكذا نرى أن العلماء الداغستانيين قد تركوا تراثًا دينيًا مكتوبًا ثريًا في سوريا والذي يدرسه حاليًا العلماء".


تناول دكتور علوم الشريعة الأستاذ المشارك اللحام بديع السعيد في كلمته بمزيد من التفصيل كيف انتشرت أعمال العلماء الداغستانيين في دمشق ومنطقة الشام. من المعروف أن من أوائل المستوطنين من داغستان في سوريا هو العالم محمد ، الذي ذهب عام 1716 إلى الشرق ليعيش في دولة ذات ثوابت إسلامية قوية. ثم حدثت عمليات إعادة توطين لاحقة ، بما في ذلك المفتي  الشيخ محمد الشليبي. وهكذا نرى أن العلماء الداغستانيين قد تركوا تراثًا دينيًا ثريًا مكتوبًا في سوريا والذي يدرسونه حاليًا العلماء.


أثارت كلمة فياتشيسلاف أحمدولين كبير الباحثين في الأكاديمية الإسلامية البلغارية، الدكتور في العلوم التاريخية، اهتمامًا خاصًا بين المشاركين في المنتدى. تحدث الخبير عن الدور الذي يعبر عنه التراث المكتوب في وحدة التاريخ الماضي لشعوب دول الفضاء السوفيتي. وشارك احمد الدين نتائج أبحاثه بقوله:"كمصدر للبحث، اخترت وثائق فيديو وصور فوتوغرافية، رسائل المقاتلين خلال الحرب الوطنية العظمى. وأثناء دراستي لها، تمكنت من معرفة أن المسلمين العرقيين في الاتحاد السوفيتي، على الرغم من الحرب والإلحاد في البلاد، استمروا في الحفاظ على قيمهم الإسلامية والوطنية التقليدية". كما طلب من المشاركين البحث في أرشيفاتهم عن رسائل من الجبهة أو إلى الجبهة والتي يوجد فيها العامل الإسلامي. حتى لو تم العثور على رسالة واحدة على الأقل عن كل 10000 نسمة، فسيكون بالفعل حدثًا ضخمًا قادرًا على تعزيز العمل في مجال تقييم دور المسلمين في الحرب الوطنية العظمى.


تحدث الأستاذ في كلية اللاهوت والإدارة والفلسفة والتعاليم الدينية بجامعة أنقرة والمتخصص في تاريخ الإسلام والدين الإسلامي في روسيا إبراهيم مرعش عن المربي والعالم التتار عبد الرحمن عميروف الذي كان من آخر الطلاب المتفوقين الدارسين على يد العالم والمؤرخ شهاب الدين المرجاني. درس فقه اللغة العربية والفلسفة والفقه والمنطق والتاريخ معه لمدة 8 سنوات. كتب عبد الرحمن عميروف وطور قانون الأحوال الشخصية والأسرة بالتفصيل.


وإضافة الى ذلك، أتاح خطاب آخر التعرف على أنشطة الشاعر التتار الشهير صوفي اللهيار ، الذي عاش في القرن الثامن عشر على أراضي آسيا الوسطى. تحدث نياز صابيروف عن ذلك. "إن عمله (" نصرة المنكوبين ") يطلعنا على قواعد الأدب فيما يتعلق بالمعلم والمسلم وما هي القواعد التي يجب مراعاتها لنيل رحمة الله ورضاه. المواضيع المتعلقة بالمبادئ الأخلاقية ذات قيمة حتى في هذا الوقت".

 


عرض دراسة عن الاجتهاد في التراث الإسلامي


"الاجتهاد في التقاليد الشرعية الإسلامية وتراث علماء الدين التتار في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن العشرين." - أطلق هذا الاسم على دراسة علمية نشرها عبد الله أديغاموف رئيس قسم العلوم الإنسانية واللغة العربية في جامعة قازان الإسلامية والمدرس في الأكاديمية الإسلامية البلغارية. تم عرض الدراسة في إطار المنتدى الدولي الثالث "التراث الديني لمسلمي روسيا"، الذي يُقام هذه الأيام في صرح الأكاديمية الإسلامية البلغارية.


تتكون الدراسة العلمية من ثلاثة أقسام، كل منها مخصص لموضوع معين. لذلك، في الجزء الأول من العمل، يعطي المؤلف آراء حول فترة تشكيل وتطوير الشريعة الإسلامية، مصحوبًا كل مرحلة بتحليل علمي. فيما يلي مقال موجز ولكنه غني بالمعلومات حول البنية الاجتماعية والسياسية لشبه الجزيرة العربية، والذي يساهم في فهم ظهور النظام القانوني الإسلامي. يحتوي القسم الثاني من الدراسة على تحليل مفصل لمفهوم "الاجتهاد" في التقاليد اللاهوتية والإسلامية. يعطي المؤلف المعنى اللغوي والمصطلحي لمفهوم الاجتهاد ويحكي قصة ظهوره وتحول مفهوم الاجتهاد. بشكل منفصل، يثير أديغاموف في عمله مسألة افتراض إغلاق أبواب الاجتهاد.


خصص أديغاموف بابا خاصًا في الدراسة لتحليل قضايا الاجتهاد في تراث علماء الدين التتار ، مع الأخذ في الاعتبار باستمرار رأي المرجاني وكورسافي وبارودي وفخر الدين وغيرهم من التتار الأئمة البارزين. أما القسم الثالث والأخير فهو مخصص للنظر في أفكار الاجتهاد الجماعي مع الكشف عن مجالات تطبيقه الثلاثة.


ما مكان الاجتهاد في النظام الشرعي الاسلامي؟ كيف تعامل مفكرو التتار تجاه مثل هذه الأداة لتشريع القوانين؟ ما هو الاجتهاد؟ على هذه الأسئلة يجيب عبد الله أديغاموف في دراسته.وقال: "تتم مناقشة الاجتهاد بنشاط كبير في بيئتنا حيث أن الاجتهاد شكل الحقوق الإسلامية بالشكل الذي نعرفه به. وحتى الآن، هي أداة تتيح فرصة حل بعض الأحداث الجديدة والظواهر التي تظهر في العالم. على وجه الخصوص، يتعلق الخطاب بجائحة كوفيد-19، عندما تم إلغاء صلاة الجمعة لفترة من الوقت، تغيرت أساليب أدائها (على سبيل المثال، إذا حاول المسلمون في وقت سابق أن يقفوا لإداء الصلاة بالقرب من بعضهم البعض، فإنهم الآن ملزمون بالحفاظ على مسافه بينهم ). لقد شهدنا ظهور فتاوى جديدة".


في بعض الأبحاث وفقًا لأديغاموف، يمكن للمرء أن يرى أن الاجتهاد يتم تقديمه على أنه حكم مستقل أو نهج عقلاني لتقييم الظواهر الاجتماعية أو المواقف اللاهوتية. كما اضاف ان "مثل هذه التعريفات تخلق مشاكل، لأن الاجتهاد التقليدي لا يتم إجراؤه فيما يتعلق بتلك القضايا التي قد حُسمت في القرآن والسنة، بل تختص فقط بالأحداث والظواهر الجديدة. في الوقت نفسه، يجب أن نعرف أن المتخصصين هم فقط من يسمح لهم من الاجتهاد. على ما يبدو لهذا السبب في العصور الوسطى بعد سقوط بغداد عندما بدأ الركود في التشريع الإسلامي، يمكن للمرء في أحد الأدبيات أن يقرأ فكرة أن علماء الدين تحدثوا عن إغلاق أبواب الاجتهاد".


ثم بدأوا في تحديد معايير من هو المجتهد؟ ، عددهم سبعة. وفقًا للإمام الغزالي، المجتهد يجب أن يعرف 500 آية في الشريعة الإسلامية، معرفته تسلسل نقل الحديث، معرفته بقضايا الإجماع، فهمه لمنهجية الحجج اللاهوتية المميزة للفقه، يجيد اللغة العربية جيداً، يعرف حالات إلغاء آيات معينة ويكون قادر على التحقق من صحة الأحاديث.


تابع أديغاموف في دراسته مراحل تطور الاجتهاد من فترة النبي والخلفاء الراشدين خلال السنوات التكوينية للمذاهب في فترة الأمويين والعباسيين وحتى الوقت الحاضر. ويخلص مؤلف العمل إلى أنه "بدون فهم تاريخ تكوين الاجتهاد لن نتمكن من التوصل إلى استنتاجات موثوقة فيما يتعلق بجوهره".

 


إلميرا جافياتولينا