أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في ألا تتكرر في المستقبل الحوادث مثل اشتباك شهر يوليو على الحدود الأرمنية الأذربيجانية.
وقال لافروف عقب محادثات مع وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف: "فيما يتعلق بقضية مرتفعات قره باغ يجب أن يسترشد المرء بالقرارات التي اتخذها المجتمع الدولي. لقد تم تطوير قاعدة تفاوضية جادة داخل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا". أولا وقبل كل شيء، من أجل تنفيذ هذه الخطط من الضروري تطبيع الوضع العام، بما في ذلك وقف أي حوادث ونأمل بشدة ألا يتكرر ما حدث في تموز".
وأشار لافروف إلى أن خطط الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هي زيارة باكو ويريفان وكذلك تنظيم اتصالات بين وزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا.
وتصاعد الموقف على الحدود بين الدولتين في 12 تموز/ يوليو. وأعلنت باكو عن محاولة القوات المسلحة الأرمنية مهاجمة مواقع جيش الجمهورية بسلاح المدفعية، فيما وصفت يريفان سبب تفاقم بسبب محاولة الاختراق من الجانب الأذربيجاني.
وفي كلتا الحالتين كان الأمر يتعلق بالجنود القتلى.
ومنذ 17 يوليو، كان الوضع وفقا للتقديرات المتبادلة، هادئ نسبيا، لكن المعلومات حول القصف في المنطقة الحدودية وبالقرب من خط التماس في قره باغ يتم تلقيها بشكل يومي تقريبا.
الخارجية الأذربيجانية تعبر عن أملها في جهود روسيا لتسوية نزاع قره باغ
حتى الآن لم يُلاحظ أي تقدم في تسوية نزاع قره باغ، وتعلق باكو آمالا خاصة على جهود موسكو في هذا الشأن. وصرح بذلك وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيرموف يوم الأربعاء خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب محادثاته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وأشار إلى أنه "نعلق آمالا خاصة على الدور النشط لروسيا في تسوية النزاع الأرمني الأذربيجاني في قره باغ. مع الأسف، يجب أن أصرح أنه لم يتم إحراز تقدم في تسوية النزاع. لا تزال أرمينيا تحتل 20% من الأراضي المعترف بها دوليا لبلدنا تحت الاحتلال".
ولفت وزير الخارجية الأذربيجانية الانتباه إلى حقيقة أنه من الأراضي الخاضعة لسيطرة أرمينيا "تم طرد السكان الأذربيجنيين الأصليين الذين يسكنون منازلهم وهم من أصل أرميني من الخارج، بما في ذلك بلدان الشرق الأوسط". وعلى حد قوله فإن هذا "انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف".
وشدّد بيراموف على أن "موقف أذربيجان من تسوية النزاع يستند إلى قواعد ومبادئ القانون الدولي، وكذلك الوثائق المعتمدة من قبل المنظمات الدولية وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن الدولي". ونعتقد أن التسوية السلمية للنزاع يمكن أن تقوم على أساس تحرير الأراضي الأذربيجانية من الاحتلال. وعودة اللاجئين والمهجرين داخليا إلى ديارهم. وينبغي للمجتمع الدولي والدول المشاركة في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التأثير والتأثير على أرمينيا لاتخاذ موقف بناء أكثر لمواصلة المفاوضات بشكل موضوعي".
الاستفزازات تقوض عملية السلام
عبّر الوزير الأذربيجاني عن اعتقاده أن أرمينيا تواصل تقويض عملية السلام. وقال إن "الموقف المدمر لأرمينيا أدى إلى تصعيد الوضع في الفترة من 12 إلى 16 يوليو من هذا العام"، مضيفا أن القوات المسلحة الأرمينية قصفت كلا من المواقع العسكرية لأذربيجان والقرى الآمنة. وجرت محاولة للاستيلاء على الأراضي الأذربيجانية، وكان من بين ضحايا هذا العدوان بما في ذلك رجل يبلغ من العمر 76 عاما من قرية أذربيجانية توفي في فناء منزله".
ولفت وزير الخارجية الأذربيجاني الانتباه إلى أن هذا الاستفزاز قد تم على جزء من الحدود الأرمنية الأذربيجانية، والذي يقع على مسافة كبيرة من منطقة قره باغ وأضاف أن "أنابيب النفط والغاز تمر عبر هذه المنطقة وتصدر موارد الطاقة من حوض بحر قزوين إلى السوق العالمية".
وتابع بيرموف أن "الاستفزازات العسكرية للجانب الأرميني بهدف زعزعة استقرار الوضع لا تزال مستمرة".
وفقا للجانب الأذربيجاني، من خلال الاستفزازات "تحاول قيادة أرمينيا من بين أمور أخرى تحويل الانتباه عن المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية الداخلية التي تفاقمت بسبب سياسة الحكومة الفاشلة في مكافحة الوباء".
محادثة موضوعية
كما أشارت وزارة الخارجية الأذربيجانية إلى أن التسوية يجب أن تكون مصحوبة بمحادثات موضوعية بين جميع الأطراف، وألا تتحول إلى تقليد للمفاوضات.
"نعتقد أن هناك إطارا قانونيا وتنظيميا جادا إلى حد ما، وأن عملية التفاوض يجب أن تستمر فيما يتعلق بالوثائق المعتمدة من قبل المنظمات الدولية، أولا وقبل كل شيء، هناك أربعة قرارات لمجلس الأمن الدولي وعدد من الوثائق الأخرى التي اعتمدتها المنظمات الدولية في السنوات اللاحقة. من وجهة نظرنا كما أشرنا بالفعل، نحن مؤيدون لمواصلة عملية المفاوضات لكننا نعتقد أن عملية التفاوض يجب أن تدور حول قضايا محددة للغاية، يجب أن تكون جوهرية وليست تقليدا".
بالإضافة إلى ذلك، أشار بيرموف إلى أن جميع الإجراءات والبيانات التي تعمل على تقويض عملية التفاوض يجب إدانتها "من قبل المجتمع الدولي وقبل كل شيء، من قبل الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
وأضاف وزير الخارجية الأذربيجاني: "أود أن أشير إلى أن الموقف البناء لأذربيجان في عملية التفاوض يعززه أفعال حقيقية: على الرغم من استمرار احتلال 20% من الأراضي، فإن أذربيجان لا تزال على طاولة المفاوضات منذ حوالي 30 عاما. نحن ملتزمون بتسوية سياسية للنزاع".
وزيرا خارجية أرمينيا وروسيا يناقشان الوضع حول قره باغ
ناقش وزيرا خارجية أرمينيا وروسيا زوهراب مناتساكانيان وسيرغي لافروف اليوم الأربعاء عبر الهاتف القضايا المتعلقة بالوضع حول تسوية مشكلة قره باغ. وذلك بحسب ما ذكره المكتب الصحفي في وزارة خارجية الجمهورية.
وقالت وزارة الخارجية إن "زهراب مناتساكانيان وسيرغي لافروف بحثا الأحداث الإقليمية بعد معارك يوليو وفي هذا السياق الوضع حول عملية السلام في قره باغ. وشدّد الوزير مناتساكانيان على أهمية التعاون الأرميني الروسي الهادف إلى الحفاظ على السلام والاستقرار والأمن في المنطقة".
وأضافت الدائرة الدبلوماسية أن وزيري الخارجية تبادلا وجهات النظر حول أجندة علاقات الحلفاء الأرمينية الروسية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس