ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن انخفاض المعروض من الأسمدة القادمة من روسيا الاتحادية، بسبب العقوبات الغربية، قد يتسبب بأزمة غذائية واسعة النطاق في البلدان الافريقية.
وقالت الصحيفة البريطانية في مقال لها اليوم الإثنين 22 أغسطس/آب 2022: "أدت العقوبات المناهضة لروسيا التي فرضتها الدول الغربية إلى فرض قيود على الصادرات إلى أسواق الأسمدة العالمية من روسيا الاتحادية، والتي كانت تمثل في السابق حوالي 15 بالمائة من الإمدادات العالمية".
وأضافت أنه على وجه الخصوص، يؤدي فصل البنوك الروسية عن نظام التحويلات المالية "سويفت" إلى تعقيد خطير في عملية شراء الأسمدة الروسية لصالح الدول الافريقية. وتوضح الصحيفة أن لهذا الأمر تأثير حاد بشكل خاص على الأمن الغذائي لدول القارة، التي "تعتمد على الإمدادات من روسيا الاتحادية".
وفي الوقت نفسه، وبحسب تقديرات الشركة التحليلية (Gro Intelligence)، التي تستشهد بها الصحيفة، فإن خصوصية افريقيا هي أنّه "حتى الانخفاض الطفيف في توافر الأسمدة يؤدي إلى انخفاض غير متناسب في الغلات"، وهو ما يؤدي - إلى جانب الجفاف - "لخلق تهديدا بنقص الغذاء".
هذا وبحسب المحللين من منظمة IDH الهولندية غير الحكومية، فإن افريقيا جنوب الصحراء تعاني بالفعل من "أزمة أمن غذائي".
بدورهم، ذكر خبراء من شركة الاستشارات (McKinsey)، الذين تشير تقييماتهم المنشورة إلى أن "عواقب الأزمة الوشيكة قد تكون أكثر خطورة مما كانت عليه في 2007-2008".
كما أنّهم يحذّرون من خطر "الاضطرابات الشعبية" ويقارنون التأثير المحتمل لمثل هذه الأزمة بـ"الربيع العربي" الناجم، كما يقولون، عن ارتفاع أسعار الغذاء في 2010-2011.
كما أنه في وقت سابق، أشار نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر بانكين إلى أنّه لن يكون من الممكن استعادة الأداء الطبيعي لسلاسل التوريد وحل المهام الأخرى المتعلقة بضمان الأمن الغذائي العالمي، حتى يتم التخلص من تلك "العقبات غير المشروعة المصطنعة" للغرب، والتي يواجهها المشغلون الاقتصاديون الروس في القيام بأنشطة التجارة الخارجية - بما في ذلك حظر الاتصالات إلى الموانئ والقيود على التأمين على شحن البضائع والمدفوعات.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Peggy und Marco Lachmann-Anke/Pixabay
المصدر: تاس