أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الاجتماع المقبل للّجنة الروسية الإيرانية الدائمة للتعاون التجاري والاقتصادي تنعقد في روسيا قبل نهاية العام الجاري.
وأعلن لافروف ذلك يوم أمس الخميس 24 أيلول/ سبتمبر، بعد محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
وقال لافروف: "نحن نخصص دورا هاما للجنة الروسية الإيرانية الدائمة للتعاون التجاري والاقتصادي. واتفقنا على أن الاجتماع القادم لهذه الآلية المهمة سيعقد بحلول نهاية العام في روسيا وسيتم تحديد الشروط مع مراعاة الوضع الوبائي المحدد".
وأضاف الوزير لافروف "إن روسيا وإيران ستواصلان تنفيذ المشاريع المشتركة الكبرى في مجال الطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية".
التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
أكد سيرغي لافروف بعد الاجتماع إن طهران مستمرة في التعاون البنّاء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار التزاماتها.
وأشار في حديثه إلى أن إيران "تواصل التعامل بشكل بنّاء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكدنا اليوم مجددا أن الطريقة الوحيدة للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني هي من خلال التنفيذ المتسق والكامل (للاتفاقات) من قبل جميع الأطراف المعنية، مع مراعاة الالتزامات التي تم التعهد بها والامتثال الصارم لتلك الاتفاقات. وشروط البرنامج والإطار الزمني الذي تم تحديده في عام 2015 ودعمه قرار مجلس الأمن رقم 2231".
العقوبات الأمريكية
وبحسب الوزير الروسي، فإن روسيا لن تأخذ في الحسبان المتطلبات غير القانونية للولايات المتحدة ضد إيران.
ولفت في هذا الجانب "سمعنا ما تم الإعلان عنه في واشنطن: كل من لا يتبع تفسير واشنطن للوضع الحالي، والذي يعيدنا جميعا إلى الحاجة إلى إعادة العقوبات ضد إيران، سيعاقب بإجراءات أمريكية إضافية، واقتصادية وغيرها".
واستدرك لافروف: "أستطيع التحدث عن روسيا، إن روسيا لن تبني سياستها بأي شكل من الأشكال على أساس مراعاة هذه المطالب العدوانية غير القانونية، والتي ليس لها قوة قانونية".
وأضاف لافروف "آمل أن تتخذ بقية الدول التي تتعاون مع إيران موقفا مبدئيا وأن تسترشد بمصالحها الوطنية وليس بضرورة الانصياع للإملاءات من الخارج".
في الوقت نفسه، كما أشار الوزير، يستمر الحوار مع الولايات المتحدة.
وقال في هذا الجانب: "نحاول التفكير مع زملائنا الأمريكيين للإشارة إلى العبث المطلق لمثل هذا الموقف تجاه القانون الدولي. ولم يُعرف بعد ما ستكون النتائج، ونحن نرى كيف تتعامل واشنطن بغطرسة مع مثل هذه النداءات".
وكما أكد لافروف، فإن موسكو وطهران متحدتان في حقيقة أن الإجراءات غير المشروعة للولايات المتحدة لا يمكن أن يكون لها عواقب قانونية دولية على دول أخرى.
وبحسبه، أكد الطرفان أنه في 18 أكتوبر/ تشرين الأول، سيتوقف مفعول القيود الأخيرة التي فرضها مجلس الأمن الدولي على التعاون مع إيران في المجال العسكري الفني.
ظريف: روسيا تلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على الاتفاق النووي
قال وزير الخارجية الإيراني إن روسيا تلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال محمد جواد ظريف: "ناقشنا القضايا المتعلقة بخطة العمل الشاملة المشتركة. لاحظنا الدور المهم والرئيسي لروسيا في الحفاظ على هذه الخطة".
ولفت الوزير الإيراني الانتباه إلى "الجهود غير الشرعية تقوم بها الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن واشنطن "تسيء إلى آليات مجلس الأمن الدولي". وذكّر ظريف بالمطالبة الأمريكية بإعادة فرض العقوبات المعادية لإيران، والتي لم تتم تلبيتها، لعدم وجود توافق في مجلس الأمن حول هذه القضية، وأشار إلى أن "الأمريكيين هُزموا". منوها بالدور المهم لروسيا والصين في مجلس الأمن الدولي.
وأضاف ظريف "نشكر روسيا الاتحادية على هذا الدور. ستترأس روسيا الشهر المقبل مجلس الأمن. ونأمل أن نستمر في مراقبة الدور الإيجابي لروسيا في الحفاظ على سلطة مجلس الأمن ومقاومة الأعمال غير القانونية من قبل الولايات المتحدة".
في أوائل شهر آب/ أغسطس، أعلنت الولايات المتحدة، التي اتهمت إيران مرة أخرى بانتهاك الاتفاق النووي، عزمها على إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة ضد طهران في إطار الإجراء المنصوص عليه في خطة العمل الشاملة المشتركة.
وفي 20 أغسطس، نقل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو شخصيا طلب واشنطن إلى رئيس مجلس الأمن الدولي.
وبحسب بنود خطة العمل الشاملة المشتركة، يمكن لأي طرف في الاتفاق بدء إجراءات إعادة العقوبات ضد إيران في حالة انتهاك شروط الصفقة، لكن في عام 2018 انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقية.
أبلغ مندوب إندونيسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، ديان تريانشاه جاني، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن في أغسطس، أن طلب الولايات المتحدة لا يمكن تلبيته، وعارضته 13 دولة من دول مجلس الأمن الـ 15.
تحديث اتفاقية التعاون
كما قال ظريف إن موسكو وطهران تعتزمان مناقشة إمكانيات تحديثها قبل التمديد المقبل لمعاهدة أساسيات العلاقات ومبادئ التعاون بين روسيا وإيران.
وقال وزير الخارجية الإيرانية: "تم التوقيع على الاتفاقية في مارس 2001، ويتم تمديد سريانها بشكل تلقائي كل خمس سنوات. قبل التمديد التالي، نعتزم النظر في إمكانية تحديث الوثيقة مع مراعاة الحقائق الحالية. وقد بدأ هذا العمل بالفعل، وقريبا ستقدم الأطراف بعضهم البعض مقترحاتهم للمناقشة المشتركة ".
إيران تتطلع للعمل مع روسيا لتطوير لقاح ضد فيروس كورونا
تأمل طهران في تعاون جيد مع موسكو في إطار مكافحة عدوى فيروس كورونا، بما في ذلك في مسألة إنتاج لقاح.
وصرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بذلك يوم الخميس بعد محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وأشار ظريف إلى أن موسكو وطهران حققا "تعاونا جيدا للغاية" في جميع المجالات، وأعرب عن أمله في إجراء نفس الحوار حول مكافحة فيروس كورونا.
وقال ظريف: "سنبذل جهودا، وسنساعد بعضنا البعض، ونستخدم خبرتنا من أجل إنشاء لقاح ضد فيروس كورونا، وكذلك للمضي قدما في مكافحة هذه العدوى".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
المصدر: تاس