باشر الجنود الروس في المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، بتوزيع أكثر من 60 طنا من المواد الغذائية في حوالي 30 بلدة في مختلف محافظات البلاد بمناسبة عيد الأضحى (ويُعرف هذا العيد عند الأتراك باسم "قربان بيرم)، وذلك بحسب ما أعلنه للصحفيين ممثل مركز المصالحة الروسي في سوريا، أليكسي باتسونكو.
وقال باتسونكو: "يُغطي توزيع السلل الغذائية هذه المرة عددا كبيرا من المحافظات والبلدات السورية، ويبلغ إجمالي عددها أكثر من 30 بلدة، ومن حيث الحمولة، فإنها تزيد عن 60 طنا (من المواد الغذائية) التي سيتم توزيعها على الشعب السوري".
ويحتفل المسلمون بعيد الأضحى أو "قربان بيرم" لعدة أيام وخلال هذه الأيام يقوم الجيش الروسي بتوزيع المواد الغذائية. وتم بالفعل نشر نقاط التسليم الأولى في البلدات السورية.
وهذه المرة، كما أشار باتسونكو، ازداد عدد المنتجات الغذائية أيضا. (خلال التحضير لمثل هذه الفعاليات)، تؤخذ في الاعتبار العقلية المحلية والدين والثقافة. كما أن كل من قيادة (القوات الروسية في سوريا) وإدارة مركز القيادة المركزية تفعلان كل شيء كي تتزامن بعض الإجراءات مع مناسبات الأعياد.
علاوة على ذلك، القيادة، رؤية الحاجة والطلبات، ومناشدات الشعب السوري من خلال هيئات المراقبة، فقد اتخذت بشكل مستقل قرارات بزيادة حجم الحزم الإنسانية، بحسب ما ذكره ممثل مركز المصالحة الروسي في سوريا.
وتحتوي السلل الغذائية على بعض المواد الغذائية كالحبوب والشاي والدقيق، حيث تمت مضاعفة الكمية لكل شخص هذه المرة. وقال باتسونكو: "تمت مضاعفة كمية الدقيق مرتين. وكان وزنها 2 كيلوغرام والآن أصبح 4 كغ. علينا أن نقدم سلتين، وفي السلة الثانية توجد الحبوب والشاي".
هناك الكثير من الناس المحتاجين
إحدى نقاط تسليم المنتجات تقع في بلدة الرستن. وتتوقف القافلة الروسية عند تقاطع شارعين رئيسيين وعند وصول الأخبار عن وصول الجيش الروسي إلى القرية تجمع بسرعة عدد كبير من المواطنين. وتشير السلطات المحلية إلى أن المساعدة ضرورية للغاية في الوقت الحالي للسكان المحليين.
وقال ممثل إدارة القرية، علي عبد الرحيم: "لقد مسّت الحرب الجميع هنا على الإطلاق، فقد تعرضنا للقتل والإصابة، قصفوا الشوارع بالعبوات المتفجرة والقذائف، وكان هناك 10 - 15 إصابة في اليوم الواحد. للأسف، لا يزال لدينا الكثير من العائلات الفقيرة. الوضع صعب الآن ليس لدينا زراعة وهي لك تستعيد عافيتها بالكامل".
وأضاف: "لم يكن هناك مسلحون في هذه القرية خلال الحرب، لكنهم اقتربوا من القرية، حيث اضطر المزارعون المحليون للتوقف عن العمل في الحقول. وبسبب الحرب فقد العديد من السكان المحليين أيضا أقاربهم وأصدقائهم، والآن هم يحتاجون حقا إلى المساعدة."
بدورها قالت سلمى ديو، من السكان المحليين في البلدة: "عسى الله أن يحفظ روسيا، شكرا لكم على كل شيء. الوضع الآن ليس سهلا بالنسبة لنا، لم يتبق لي أحد، فقدت زوجي وعائلتي. أعيش مع أختي، ليس لدي عمل وحياتي صعبة بالفعل. الآن سوف أعود إلى المنزل وأبدأ الطبخ. إن هناك الكثير من الطحين في السلة الغذائية، أريد خبز فطيرة بالزعتر، وسوف أقوم بإطعام أقاربي في هذا المساء".
مساعدات في حلب وإدلب والحسكة
وكانت نقطة التوزيع الثانية في بلدة كفر نايا بمحافظة حلب، والتي كانت خلال الحرب محتلة من قبل مسلحي جماعة تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابية المحظورة في روسيا الاتحادية.
وهناك، قام الجيش الروسي بتوزيع أكثر من 250 سلة غذائية على المحتاجين. وقال المتحدث باسم مركز المصالحة الروسي: "نحن اليوم في محافظة حلب، بلدة كفر نايا. هناك إجراء لمساعدة العائلات ذات الدخل المنخفض. ويتم توزيع أكثر من 250 عبوة غذائية. لقد خططنا لمثل هذه الإجراءات في البلدات التي تم تحريرها مؤخرا من الجماعات المسلحة غير الشرعية".
ويحتاج السكان المحليون، تماما مثل اللاذقية، إلى المساعدة وهم يتذكرون بمرارة الوقت عندما كانت منازلهم في مواقع تواجد الإرهابيين.
وقال وليد تشوباك، أحد السكان المحليين: "أود أن أقول شكرا لكم سواء للحكومة الروسية، التي تساعد الحكومة السورية، وللشعب الروسي، الذي يساعد الشعب السوري الشقيق. بالطبع، كان هناك دمار هنا، كان هناك خوف، واستولت عصابات متوحشة للغاية على قريتنا، كان من الخطر جدا على السكان أن يتواجدوا هنا. وبفضل الجيش السوري ودعم روسيا، يمكننا الآن أن نعيش في سلام ورخاء".
كما نظم الجيش الروسي حملات مساعدة مماثلة لتوزيع الغذاء في محافظتي إدلب والحسكة.
المساعدة الروسية إلى سوريا
وبحسب المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة والسيطرة على حركة اللاجئين في سوريا، فقد تم تنفيذ أكثر من 2.4 ألف إجراء حتى نهاية شهر يوليو/ تموز، وتم خلالها توزيع أكثر من 4 آلاف طن من الأغذية والمياه المعبأة والضروريات الأساسية على سكان البلاد.
كما قدم المتخصصون الطبيون في وزارة الدفاع الروسية المساعدة الطبية لأكثر من 132 ألف من سكان سوريا.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الدفاع في روسيا الاتحادية
المصدر: تاس