أعلن نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية، إيفان نيتشايف، أن موسكو تلاحظ تركيز جميع الدول المشاركة في "خطة العمل الشاملة المشتركة" حول البرنامج النووي الإيراني، وكذلك الولايات المتحدة، على العودة إلى تنفيذ هذه الاتفاقية في أسرع وقت ممكن.
وقال نيتشايف في مؤتمر صحفي، اليوم الخميس 11 أغسطس/آب 2022: "يواصل الجانب الروسي القيام بدور نشط في الجهود المتعددة الأطراف لاستعادة التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة. إن موقفنا في هذا الصدد ثابت تماماً، إعادة تفعيل هذه الاتفاقيات المهمّة هي الطريقة الوحيدة المعقولة والفعّالة".
وأشار المسؤول الروسي إلى أن ذلك "سيعيد التوازن ويمنع تصعيد التوتر حول البرنامج النووي الايراني، مع ما يترتب على ذلك من عواقب سلبية حتمية على منطقة الشرق الأوسط بأكملها وأمنها".
وأضاف: "دعونا نتذكر أن خطة العمل الشاملة المشتركة قد عزّزها قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231، الذي لا يزال ساري المفعول، والالتزامات القانونية المنصوص عليها فيه مصونة، وأي انحراف أو ما يسمى بالخطة "ب" التي يود البعض التكهن بها، تتعارض مع قرارات مجلس الأمن المتفق عليها. ونلاحظ تركيز جميع الدول المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة، وكذلك الولايات المتحدة لصالح التنقيح السريع لمجموعة قرارات اللجنة المشتركة، المُصمّمة لإعادة تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة إلى الإطار المتفق عليه في البداية".
"صيغة فيينا" وعدم جواز استخدام القوة
وأشار إيفان نيتشايف إلى أنه لهذا الغرض، منذ ابريل/نيسان الماضي، من هذا العام، تجري المفاوضات في إطار ما يسمى بـ "صيغة فيينا". موضحاً أن "أحد الأدوار الرئيسية فيها مُعطى لممثلي الولايات المتحدة. وتأكيدا لأطروحتنا أنه لا يوجد بديل معقول عن عودة جميع الأطراف المعنية، وفي مقدمتها الأمريكيون، إلى التزاماتهم، فقط قبل أيام، عُقِدت جولة أخرى من الحوار غير المباشر بين الوفدين الأمريكي والإيراني في فيينا - النمسا من خلال وساطة الخارجية الأوروبية، وكانت النتيجة نسخة محدّثة من حزمة قرارات اللجنة المشتركة، التي تمّت صياغتها بشكل استباقي من قبل منسق الاتحاد الأوروبي. وانعكس هذا التقدم الذي تم إحرازه على العديد من القضايا التي لم يتم إغلاقها من قبل"، وأضاف: "تتم الآن دراسة الوثيقة بعناية في العواصم".
كما لفت الدبلوماسي الروسي الانتباه إلى حقيقة أن البيانات التي تتدفق الآن من الغرب مفادها أن الوقت قد حان لإنهاء عملية التفاوض، وأن كل ما يستحق المناقشة قد تم تحديده بالفعل في النص.
واستطرد في هذا الجانب: "حتى أن المتحدث الرسمي باسم السلك الدبلوماسي الأوروبي، بيتر ستانو، سمح لنفسه أن يتخيل أن المشاركين في محادثات (فيينا) واجهوا خياراً جذرياً، يتمثل بقبول مسوّدة اتفاقية واسعة النطاق أو الإمضاء على فشل المفاوضات".
وفي الوقت نفسه، أشار إيفان نيتشايف إلى أنّ اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة لم تتخذ أي قرارات في هذا الشأن، ولم تفوّض المنسق أو ممثليه بإصدار أحكام، وقال: "لذا من الواضح أن الخارجية الأوروبية قد سارعت إلى الاستنتاجات. حسنا، لقد حدث هذا من قبل".
وفي السياق ذاته، شدّد الدبلوماسي على أن الجانب الروسي أكد مراراً أن لغة الإنذارات النهائية في مثل هذه المسألة الحساسة والمسؤولة مثل إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، لن تنجح.
وقال: "لقد سمعنا مراراً وتكراراً من زملائنا الأوروبيين، خلال المفاوضات أن الضغط السياسي الغاشم هو أسلوب شرعي، يعتبرون أنفسهم مؤهلين لاستخدامه في ما يتعلق بإيران. هذه ليست طريقتنا. يجب ألا ننسى أن خطة العمل الشاملة المشتركة كانت نتيجة لاتفاقات قائمة على على مصالح متوازنة بعناية. مثل هذه القضايا لا يمكن حلها بالعنف والأساليب القوية".
لا خلافات عصيّة على الحل
في الوقت نفسه، شدّد نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية، على أن النتيجة الإيجابية في المفاوضات حول استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة مُمكنة تماما، ولا توجد قضايا غير قابلة للحل بين الطرفين.
وأضاف إيفان نيتشاييف أن "العمل سينتهي في مسوّدة حزمة الاسترداد عندما تؤخذ مصالح جميع الأطراف المعنية في الاعتبار على النحو الواجب. ونأمل أن يتم فهم ذلك في واشنطن وبروكسل - العاصمة البلجيكية حيث مقر حلف شمال الأطلسي (الـ ناتو) وعواصم أوروبية أخرى. في رأينا، يُمكن تحقيق نتيجة إيجابية للمفاوضات. ولا توجد تناقضات لا يمكن حلّها بين اللاعبين الرئيسيين. إن تقارب المواقف، كما ثبت على الدوام، يعتمد كلياً على وجود إرادة سياسية كافية من جانب الأطراف المعنية.
وأضاف الدبلوماسي الروسي أن موسكو تأمل في أن تتوقف الولايات المتحدة أخيراً عن الهوس بتفردها، وأن تضمن الامتثال الصارم لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، "مما يخلق ظروفاً لإيران لإلغاء تجميد التزاماتها الطوعية المعلقة رداً على الانتهاك الصارخ من قبل واشنطن".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية"روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Pavel Karásek/Pixabay
المصدر: تاس