صرّح السفير الروسي لدى القاهرة غيورغي بوريسينكو بأن موسكو عازمة على استئناف رحلات الطيران العارض مع المنتجعات المصرية، مشيراً إلى أن "المسائل الأمنية بالنسبة للروس لا تزال في المقام الأول"، وذلك في لقاء مع الصحفيين اليوم الثلاثاء 2 فبراير/شباط 2021.
وتحدث السفير الروسي عن رحلة تفقدية يقوم بها وفد روسي حالياً، مكوّن من خبراء من وزارة النقل وخبراء في المجال الأمني، وقال إنه "منذ إغلاق المطارات بسبب انتشار الوباء (كورونا) في الربيع الماضي، كان من المهم التأكد من أن كل شيء يعمل بسلاسة. وفي حال كان التقييم العام إيجابياً، فإن ذلك سيسمح بالنظر في استعادة رحلات الطيران العارض المباشرة بين البلدين".
كما شدّد السفير بوريسينكو على أن أمن المواطنين يظل أولوية بالنسبة للجانب الروسي. موضحاً أن "الوضع العام في الشرق الأوسط لا يزال صعباً، والجماعات المتطرفة تعمل في المنطقة وفي مصر، ولا يسعنا إلا أن نأخذ هذه العوامل في عين الاعتبار".
وأضاف: "نتوقع أن تتخذ مصر النهج الأكثر صرامة لضمان سلامة الروس ليس فقط في المطارات، بل وفي المنتجعات نفسها كذلك. ويجب الحيلولة دون تكرار الهجوم الإرهابي الذي حصل في سيناء عام 2015، لذلك نواصل العمل مع وكالات إنفاذ القانون هنا".
وقال الدبلوماسي الروسي إن "الأمر الرئيس هو أن الخطط الأمنية يتم الحفاظ عليها على مستوى عالٍ، وهنا لا يُسمح بالفشل"، موهاً بأنه وعلى الرغم من عدم وجود رحلات طيران مستأجرة بين روسيا ومصر، إلا أنه قد زار مصر حوالي 4 ملايين روسي، إذ وصل 30 ألف روسي إلى منتجعات البحر الأحمر عام 2020، و150 ألفا عام 2019، وفي عام 2010، العام الأكثر فاعلية للبلاد من حيث السياحة".
الخبراء الروس في المنتجعات المصرية
يُذكر أن مجموعة مكونة من 17 خبيراً روسياً وصلت إلى مصر بتاريخ 27 يناير/كانون الثاني 2021، لتفقد أمن المطارات الدولية في المنتجعات السياحية في مصر، ومن المقرر أن يستمر عملهم، في الغردقة وشرم الشيخ، حتى 4 فبراير الجاري.
ويشتمل عمل المتخصصين الروس على فحص الأنظمة الأمنية لمطارات منتجعات البحر الأحمر، وإجراءات ضمان سلامة الركاب، ابتداءً من دخول مبنى المطار وحتى صعود الطائرة، وكذلك نظام فحص الأمتعة، وتزويد الطائرات بالوقود والطعام قبل الإقلاع، بالإضافة إلى تتبّع عملية دخول وخروج العمال وفعّالية عمل كاميرات المراقبة.
ومن مآخذ الجانب الروسي في الفحص الأخير أن مدة تخزين التسجيلات على كاميرات الفيديو لا تتجاوز 48 ساعة، إذ لفت الخبراء الروس الانتباه إلى ضرورة الاحتفاظ بجميع التسجيلات لمدة 72 ساعة على الأقل، كما تشمل مهمة الخبراء أيضاً الوقوف على سبل تأمين السلامة للسياح في المنتجعات.
وفي يناير 2020، أجرى الخبراء تفتيشاً على مطارات الغردقة وشرم الشيخ، ثم أعربوا في القاهرة عن أملهم في أن تكون هذه الجولة التفقدية الاختتامية التي تسبق إعداد التقرير النهائي حول سلامة المطارات المصرية وإمكانية فتح رحلات الطيران العارض.
الجدير بالذكر أن الحركة الجوية بين روسيا ومصر توقفت بشكل كامل في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، على إثر تحطم طائرة تابعة لشركة "كوجاليمافيا" الروسية في شبه جزيرة سيناء في رحلة من شرم الشيخ إلى مدينة سان بطرسبورغ.
وكان على متن الطائرة 217 راكباً و7 من أفراد الطاقم لقوا حتفهم جميعاً. ووصفت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية هذا الحادث بأنه "هجوم إرهابي".
وفي يناير 2018، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يقضي باستئناف الرحلات الجوية المجدولة إلى القاهرة. وتمت الرحلة الأولى من موسكو في ابريل/نيسان من نفس العام. وحتى الآن، لا تزال رحلات الطيران العارض مع الغردقة وشرم الشيخ مغلقة.
وخلال السنوات السابقة، قام الجانب المصري بتحسين نظام الفحص والرقابة والتفتيش على الركاب والأمتعة، بالإضافة إلى تحديث البنية التحتية للمطارات بشكل كبير.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس