يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء 19 يناير/كانون الثاني 2022، محادثات في العاصمة موسكو مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، وهي زيارته الأولى إلى روسيا بعد توليه هذا المنصب، علماً بأن الرئيسين تحدّثا عبر الهاتف عدة مرات خلال الأشهر الماضية.
الجدير بالذكر أن الرئيس الإيراني رئيسي تولى منصبه رسمياً في 5 أغسطس/آب من العام الماضي - 2021، بعد أن حصل على تأييد بنسبة تجاوزت 60 بالمائة من الأصوات في الانتخابات.
جدول المباحثات
وفي وقت سابق، ذكر المكتب الصحفي للكريملِن أن الرئيسين يخططان لبحث مجموعة كاملة من ملفات التعاون الثنائي، بما في ذلك تنفيذ المشاريع المشتركة في المجالين التجاري والاقتصادي، فضلا عن الموضوعات الدولية والإقليمية الحالية، على أن يتم إيلاء اهتمام خاص لتنفيذ "خطة العمل الشاملة المشتركة" بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وبحسب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وخلال أحد الاجتماعات، أعلن أن بوتين ورئيسي سيجريان بشكل عام "مراجعة" لجدول الأعمال الثنائي. ومن بين الموضوعات الأخرى، يناقشان الوضع في منطقة الخليج العربي والعمل المشترك في إطار الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن زيارة رئيسي المرتقبة لروسيا هي "استمرار لسياسة طهران الخارجية المتوازنة"، كما ذكر نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية الروسية المشتركة "قمبيز ميركريمي" أنه خلال الزيارة "ستجرى محادثات على أعلى مستوى لإبرام اتفاقيات في مجال التجارة والتمويل".
وأفادت الأنباء الواردة من طهران بأن رئيس الجمهورية الإيرانية تباحث، قبل التوجه إلى موسكو، مع علي أكبر ولايتي، وهو مستشار المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، للشؤون الدولية.
في اليوم التالي للاجتماع مع بوتين، يوم 20 يناير/كانون الثاني 2022، سيلقي رئيسي كلمة في اجتماع لمجلس النواب، ألـ "دوما" الروسي.
وبالإضافة إلى ذلك، وبحسب ما ذكره مصدر لوكالة أنباء "تاس" في الإدارة الدينية للمسلمين في روسيا الاتحادية، سيزور إبراهيم رئيسي مسجد موسكو الجامع ويلتقي فيه برجال دين من مناطق مختلفة من روسيا.
حل مسألة البرنامج النووي الإيراني
يوم 3 يناير/كانون الثاني، وبعد عطلة العام الجديد، استؤنفت الجولة الثامنة من المفاوضات في العاصمة النمساوية فيينا، والغرض منها استعادة العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة في صيغتها الأصلية وإعادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الالتزام بهذه الاتفاقية المتعددة الأطراف.
وعقب اجتماع اللجنة الإيرانية المشتركة والوسطاء الدوليين "الخماسية" (روسيا وبريطانيا وألمانيا والصين وفرنسا)، اتفقت الأطراف على تسريع عملية العمل بشأن مسودة الاتفاقية واستكمالها في أوائل فبراير/شباط المقبل - 2022. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في هذا الصدد، في 14 يناير، إنه تم إحراز تقدّم حقيقي في المحادثات.
وتم التوصل إلى اتفاق حول تسوية المشكلة المتعلقة ببرنامج إيران النووي من قبل الجمهورية والوسطاء "الستة" آنذاك (ومن بينهم الولايات المتحدة) في 14 يوليو/تموز 2015، وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام، تم تطوير خطة العمل الشاملة المشتركة من قبل دخولها حيز التنفيذ.
وتنص الخطة على الرفع التدريجي للعقوبات مقابل التزام طهران بالحد من الأنشطة النووية ووضعها تحت الرقابة الدولية.
ومع ذلك، في العام 2018، أعلنت واشنطن انسحابها من الاتفاقية وقامت بتجديد فرض العقوبات ضد إيران. وبسبب أن "الثلاثية الأوربية" لم تتّخذ خطوات ملموسة لدعم الاقتصاد الإيراني،، بدأت طهران، في 8 مايو/أيار 2019، بتعليقها التدريجي للوفاء بالتزاماتها، لتعلن في 5 يناير/ كانون الثاني 2020 الخطوة الخامسة والأخيرة للانسحاب من الاتفاقات.
وفي الوقت نفسه، أعلنت السلطات الإيرانية إمكانية العودة إلى تنفيذ الاتفاق، بشرط وفاء جميع المشاركين فيه بالتزاماتهم، واقترح دونالد ترامب، الذي كان آنذاك رئيسا للولايات المتحدة، أن يتخلى المشاركون في خطة العمل الشاملة المشتركة عن هذه الوثيقة وأن يعملوا على صياغة معاهدة جديدة.
عن إبراهيم رئيسي
ولد رئيسي في 14 ديسمبر/ كانون الأول 1960 في مدينة مشهد، ودرس القانون الدولي الخاص في جامعة "الشهيد مطهري" في العاصمة طهران، حيث حصل لاحقاً على درجة الدكتوراه في القانون والشريعة الإسلامية.
في 2014-2016، شغل رئيسي منصب المدعي العام لإيران، وفي عام 2019 ترأّس المحكمة العُليا في البلاد. وبصفته رئيساً للسلطة القضائية، أطلق حملة واسعة ضد الفساد وشرع في تطوير مشاريع قوانين لحماية المرأة من العنف المنزلي.
كما ترشّح رئيسي للرئاسة لأول مرة في عام 2017، لكنه خسر أمام حسن روحاني، الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية (38 بالمائة مقابل 57 بالمائة لروحاني).
وفي انتخابات 18 يونيو/حزيران من العام الماضي 2021، فاز إبراهيم رئيسي في الانتخابات بحصوله على أكثر من 60 بالمائة من الأصوات (المركز الثاني محسن رضائي - بنسبة 11.5 بالمائة)، علماً بأن نسبة المشاركة بلغت 48.8 بالمائة - وهو يعتبر رقم قياسي منخفض في تاريخ إيران الحديث.
إلى ذلك يُذكر أن إبراهي رئيسي ينتمي إلى الجناح السياسي المحافظ المتشدد، إذ يعتبر متزمتاً في العلاقات مع الغرب، علماً أنه لا يعارض عودة الاتفاق النووي الإيراني. وقد ركز رئيسي في برنامجه الانتخابي على قضايا مثل الحد من الفقر ومحاربة الفساد، ووعد ببناء 4 ملايين منزل جديد للمحتاجين في غضون 4 سنوات.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: مجلس الاتحاد الروسي
المصدر: تاس