شارك رئيسا روسيا وبيلاروسيا، فلاديمير بوتين وألكسندر لوكاشينكو، في حفل افتتاح النصب التذكاري للجندي السوفيتي في مدينة رجيف.
وقد وصل رؤساء الدول إلى ساحة النصب التذكاري، حيث كانت تنتظرهم هناك مجموعة من المحاربين القدامى. وبعد التحية الحارة لكل منهما، قاد بوتين ولوكاشينكو موكب وضع الزهور أمام النصب التذكاري.
وبعد استعراض حرس الشرف، الذي حمل تشكيلة من الزهور الحمراء مزينة بشريط "القديس جاورجيوس" إلى قاعدة النصب التذكاري، توجه الرئيسان مع باقات من الورود الحمراء في أيديهما إلى النصب التذكاري، وتبادلا ملاحظات موجزة.
وخلال الموكب، قامت الأوركسترا العسكرية بأداء أغنية "اللقالق" التي لحنها الموسيقي، يان فرينكيل والتي تعود إلى مؤلفات الشاعر الداغستاني رسول حمزتوف، مكملة صورة اللوحة المركزية لنصب رجيف، صورة جندي سوفيتي، وفي قاعدته سرب من طيور اللقلق.
وبعد وضع إكليل من الزهور والورود، كرّم بوتين ولوكاشينكو ذكرى الجنود الذين سقطوا بالوقوف دقيقة صمت. ثم تم عزف النشيدين الروسي والبيلاروسي، وتحرك الرؤساء بعيدا عن مكان النصب، ما سمح للمحاربين القدامى بالتقدم ووضع الزهور.
وبعد المراسم، شارك رئيسا روسيا وبيلاروسيا في حملة "حديقة الذكرى"، التي تجري في جميع أنحاء البلاد. وغرس بوتين ولوكاشينكو أشجار "صنوبر التنوب" في ذكرى الجنود الذين قتلوا في الحرب.
وزار قادة روسيا وبيلاروسيا أيضا "متحف النصر". وقدم مدير المتحف ألكسندر شكولنيك ورئيس حملة البحث في المركز العسكري التاريخي للمنطقة الفيدرالية الشمالية الغربية، سيرغي ماتشينيسكي، جولة خاصة للرئيسين بوتين ولوكاشينكو في المعرض المخصص لمعركة رجيف.
ويتضمن المعرض العديد من الاكتشافات الهائلة التي تمت في هذه الأماكن بواسطة حملات البحث.
وخلال حديثه في حفل افتتاح النصب التذكاري، ذهب بوتين ولوكاشينكو إلى إجراء محادثات ثنائية.
النصب التذكاري في رجيف
كان المبادرون لبناء نصب تذكاري بالقرب من رجيف، حيث خاض الجنود السوفيت معارك ضارية مع الغزاة، هم قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية الذين خاطبوا لجنة ولاية الاتحاد والباحثين في الجمعية التاريخية العسكرية الروسية، بطلب استدامة ذكرى رفاقهم العسكريين بمناسبة الذكرى الـ75 للانتصار.
وبحسب نتائج مسابقة دولية مفتوحة لأفضل تصميم معماري وفني، فاز مشروع النحات، أندريه كوروبتسوف والمهندس المعماري قسطنطين فومين، بالنصب التذكاري الذي يبلغ طوله 25 مترا، للجندي السوفيتي وأقيم على تل ضخم يبلغ طوله 10 أمتار.
بوتين: روسيا لن تسمح بتلطيخ إنجاز الشعب السوفيتي خلال الحرب بالأكاذيب
أعلن الرئيس فلاديمير بوتين ضرورة أن نتذكر دائما إنجاز الجنود السوفيت الذين أنقذوا العالم من النازية. إن رئيس الدولة على يقين من أن هذا الإنجاز لا يمكن طمسه بالأكاذيب والتزوير.
وقال بوتين في افتتاح نصب رجيف التذكاري للجندي السوفيتي: "سوف نتذكر دائما الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب السوفيتي من أجل النصر، ومقدار الضربة التي وجهها الجيش الأحمر وصدها عن نفسه".
وأشار بوتين إلى أنه في الجيش الأحمر "ممثلون عن جميع الجمهوريات، وقاتلت جميع جنسيات الاتحاد السوفيتي في تشكيل واحد، ولم يعودوا إلى ديارهم، وتوفي أكثر من 8.5 مليون جندي في الجيش الأحمر خلال المعارك، وفي الأسر، وفي المستشفيات". وأضاف: "وما زالت هذه البيانات غير نهائية."
وشدّد الرئيس على أن "نصب رجيف التذكاري هو رمز آخر لذاكرتنا المشتركة، ورمز للإعجاب بالأفعال الكبيرة وغير الأنانية لجندي بطل، و جندي حرّر ، وجندي أنقذ أوروبا والعالم كله من النازية".
وهو على يقين من أن "الزمن ليس له سلطة على هذا الإنجاز ولا ينبغي أبدا أن تكون ولا يمكن نسيانه، بل وأكثر من ذلك، لا يمكن تلطيخه بالأكاذيب والتزوير". وأكد بوتين: "لن نسمح بذلك!".
ووفقا له، "المصائر الذي انتهت بهم في الحرب سوف تنادي فينا دائما جرح لا يندمل".
"إن شجاعة وصمود آبائنا وأجدادنا، وحبهم الذي لا حدود له للوطن الأم، وتفانيهم للوطن الأم"، كما يقول الرئيس، ستكون بمثابة النقطة المرجعية الأخلاقية الأكثر أهمية، كما هو الحال الآن.
وختم بالقول: "يجب أن نكون جديرين بهذا المستوى الأخلاقي الرفيع في أفعالنا وأعمالنا الحالية، ونحافظ على الحقيقة التاريخية ونحافظ عليها باعتبارها خيطا حيا يجمع الأجيال في بلادنا وفي الخارج".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: وكالة "تاس"