أجرى فلاديمير بوتين محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، شدّد بوتين خلالها على أن الاتهامات ضد روسيا الاتحادية فيما يتعلق بإدخال أليكسي نافالني إلى المستشفى "غير مناسبة ولا أساس لها".
وذلك بحسب ما أفاد به المكتب الصحفي للكرملين اليوم الاثنين 14 أيلول/ سبتمبر، مشيرا إلى أن المكالمة بين الرئيسين جرت بمبادرة من الجانب الفرنسي.
وجاء في البيان أنه "تمت مناقشة الوضع الحالي بشأن قضية نافالني بشكل موسع، وشدّد فلاديمير بوتين على عدم ملاءمة الاتهامات التي لا أساس لها ضد الجانب الروسي في هذا السياق".
وأضاف المكتب الصحفي للزعيم الروسي "تم التأكيد على أنه من أجل معرفة الظروف الحقيقية للحادثة، من الضروري نقل العينات الحيوية من قبل المتخصصين الألمان إلى روسيا، وهو استنتاج رسمي يعتمد على نتائج التحليلات المأخوذة من نافالني، وكذلك لإقامة عمل مشترك مع الأطباء الروس".
ولخص الكرملين: "تم الاتفاق على المساعدة في تحديد معايير التفاعل المحتمل مع الشركاء الأوروبيين في هذا الصدد".
الوضع في بيلاروسيا
أعرب بوتين وماكرون عن اهتمامهما بتطبيع الوضع في بيلاروسيا بأسرع وقت ممكن.
"أثناء تبادل وجهات النظر حول بيلاروسيا، تم تأكيد الموقف الروسي المبدئي بشأن عدم جواز أي محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدولة ذات السيادة والضغط الخارجي على السلطات الشرعية". كما عبّر الجانبان عن اهتمامهما بأن يتم تطبيع الوضع في الجمهورية في أقرب وقت، وحل الأزمة بالوسائل السلمية من خلال الحوار البناء".
يشار إلى أن المحادثة بين الكرملين والإليزيه جرت قبل وقت قصير من المحادثات بين بوتين وألكسندر لوكاشينكو، والتي تجري حاليا في مدينة سوتشي.
القضية الليبية
كما ناقش فلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون التسوية في ليبيا.
وقال المكتب الصحفي للكرملين أنه "تم التطرق أيضا للقضايا الليبية وإلى الحاجة للمزيد من الجهود المشتركة لتنفيذ قرارات مؤتمر برلين (في كانون الثاني/ يناير 2020)، والمنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2510".
ودعا المشاركون في مؤتمر التسوية الليبية المذكور، الذي عقد في أوائل عام 2020 في برلين، في الوثيقة النهائية الصادرة عنه إلى وقف إطلاق النار، وتعهدوا بالامتناع عن التدخل، واقترحوا تشكيل حكومة موحدة والبدء في إصلاحات لاستعادة الدولة المفقودة بعد تدخل الناتو في 2011.
اتفاقيات مينسك
قال فلاديمير بوتين في المحادثة الهاتفية إن كييف تحاول تفسير اتفاقيات مينسك بطريقتها الخاصة وتقترب بشكل انتقائي من الامتثال للالتزامات التي تعهدت بها أوكرانيا في إطار الاتفاقات بصيغة نورماندي.
وقال الكرملين: "أثناء النظر في الصراع بين الأطراف الأوكرانية، تم الإعراب عن القلق بشأن عدم إحراز تقدم في تنفيذ اتفاقيات مينسك لعام 2015، والتي تظل الأساس الذي لا جدال فيه بخصوص التسوية".
وأشار الكرملين إلى أن "بوتين أولى اهتماما خاصا لمحاولات كييف تفسير هذه الاتفاقيات بطريقتها الخاصة والتعامل بشكل انتقائي مع احترام الالتزامات المتعهد بها، بما في ذلك في إطار صيغة نورماندي".
إن ما يسمى بصيغة نورماندي للمفاوضات بشأن أوكرانيا موجودة منذ حزيران/ يونيو 2014. ثم، خلال الاحتفال بالذكرى الـ 70 لإنزال قوات الحلفاء في نورماندي، ناقش قادة روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا لأول مرة تسوية النزاع في دونباس.
وفي الوقت الحاضر، تستند عملية السلام إلى اتفاقيات مينسك التي تم التوصل إليها في نهاية القمة الرباعية في شباط/ فبراير 2015. وهي لا تعني وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة والعفو وتجديد العلاقات الاقتصادية فحسب، بل تعني أيضا إصلاحا دستوريا عميقا في أوكرانيا. وفي الآونة الأخيرة، صرح ممثلو كييف أن اتفاقيات مينسك بحاجة إلى تحديث.
وعقدت القمة الأخيرة لمجموعة نورماندي "الأربعة" في باريس في 9 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس