أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا الاتحادية ستحتفظ بالذاكرة والحقيقة بشأن الحرب الوطنية العظمى.
وصرّح الرئيس بوتين بذلك، اليوم الثلاثاء 22 يونيو/ حزيران 2021، خلال مراسم وضع إكليل من الزهور بمناسبة يوم "الذكرى والحداد" على الشعلة الخالدة في ضريح الجندي المجهول في حديقة إسكندر وسط العاصمة الروسية.
وقال الرئيس الروسي: "أنا متأكد من أننا سنحافظ على هذه الذكرى، هذه الحقيقة حول الحرب. نحن نفعل وسنفعل كل شيء حتى تكون بلادنا ووطننا دائماً قوة عظيمة وجبارة، وسنكون دائما مُمتنين للمنتصرين الذين سجلوا وجودهم في الخلود، لأولئك الذين وهبونا، ولأجيال المستقبل، الحياة والسلام".
وأضاف فلاديمير بوتين: "هنا، عند الشعلة الخالدة، نحني رؤوسنا لكل أولئك الذين لم يعودوا من الحرب، للمحاربين القدامى الذين تركونا. اليوم، في يوم الذكرى والحداد، كل أفكارنا ومشاعرنا تتجه إليهم".
كما وصف بوتين تاريخ اليوم بأنه صعب ومأساوي. "لقد كبروا بالفعل أحفاد أحفاد أولئك الذين سقطوا في العام 1941 منذ الدقائق الأولى للهجوم الغادر للنازيين، من أجل الدفاع عن الوطن الأم بجدارة، ولكن في هذا اليوم - 22 يونيو - لا يزال يتردّد صدى السخط والحزن في قلوب جميع الأجيال، ويُغطي بالألم المصائر المشوّهة لملايين البشر، لأن محاكماتهم، تلك السنوات الرهيبة مطبوعة حرفياً في ذاكرتنا".
إبادة جماعية لم يعرفها التاريخ
وقال الرئيس الروسي إن هدف النازيين خلال الحرب العالمية الثانية لم يكن مجرد السيطرة على الاتحاد السوفيتي، وإنما أيضاً إبادة واستعباد سكانه، ولم يعرف التاريخ مثل هذه الإبادة الجماعية الوحشية.
وأضاف فلاديمير بوتين: "لم يكن كافياً للعدو أن يستولي على أرض أجنبية. لقد جاء ليبيد شعبنا، ويحوّل من بقوا إلى عبيد، ويحرمهم من لغتهم الأم، وتقاليد الأجداد، وثقافتنا"، مبيناً أن "التاريخ لم يعرف قط مثل هذه الإبادة الجماعية الوحشية".
"واليوم تتجمد الدماء من الطريقة التي جسد بها النازيون والمتواطئون معهم خططهم القاتلة، ويالها من فظائع ارتكبوها ضد السكان المدنيين، وكبار السن، والنساء، والأطفال".
كما شدّد بوتين على أن الرد على مثل هذا الشر العنيف تمثل بالوحدة الروحية والتضامن وبالبطولة الجماهيرية للشعب السوفيتي، وأن إيمان الشعب بانتصار العدالة والنصر "كان بقوة يصعب إدراكها".
ومن أجل تحرير الوطن، قال الرئيس الروسي إن الشعب السوفيتي "تحمّل كل شيء، ومرّ بالحزن والمعاناة والموت في العمق وفي الجبهة، ووصل إلى ذروة الشجاعة والتضحية بالنفس في خضمّ المعارك، في أصعب الساعات في المصانع وحقق نصراً عظيماً حقاً".
وشدّد فلاديمير بوتين على أنه من المستحيل نسيان كل هذا، وقال إنه ليس من قبيل الصدفة أن الشعلة الأبدية أصبحت الرمز المقدس لهذه الذكرى.
وأضاف: "تمر العقود، ولكن في أيام الأسبوع وفي الأعياد يتدفق الناس من جميع الأجيال، ومن جميع الأعمار، حاملين الزهور إلى النصب التذكارية العسكرية، وبالطبع هنا، إلى حديقة إسكندر، إلى ضريح الجندي المجهول".
وبيّن رئيس روسيا أنه "بالنسبة لكثير من الناس، هو (هذا) العزيز، نفس الجد المفقود، الجد الأكبر، رفيق السلاح، الشخص المحبوب، الأشخاص الذين ماتوا في ساحة المعركة، ماتوا من الجوع والبرد والجروح".
الجدير بالذكر أن قدامى المحاربين في الحرب الوطنية العظمى وضباط بالوكالة والطلاب العسكريين ومشاركين في مسابقة عموم روسيا لأطفال المدارس "بالشايا بيريمينا"، شاركوا مع رئيس روسيا الاتحادية في حفل وضع إكليل الزهور، وبذلك، وضع بوتين الزهور على مسلات "المدن البطلة" والنصب التذكارية تكريما لمدن المجد العسكري.
وفي ختام الحفل قامت سرية من حرس الشرف بأداء المسيرة أمام النصب التذكاري.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية