أكد النائب الأول لممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، أن اتهامات الدول الغربية لإيران بتصدير طائراتها دون طيار إلى روسيا هي "معلومات أخرى مغلوطة".
وأعلن بوليانسكي ذلك يوم أمس الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في سياق إفادة صحفية عقب المشاورات المغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن هذه المسألة. وأضاف بوليانسكي: "لقد رأينا جولة أخرى من حملة التضليل من قبل الوفود الغربية عندما أثاروا في المجلس قضية الطائرات بدون طيار التي يُزعم أن روسيا تستخدمها في أوكرانيا".
كما قال الدبلوماسي الروسي إن "هدف الزملاء الغربيين واضح، إنهم يحاولون ضرب هدفين في نفس الوقت، باستخدام ذريعة بعيدة المنال للضغط على روسيا وإيران".
وأشار بوليانسكي أيضاً إلى أن الدول الغربية تحاول ببساطة تحويل الانتباه عن مشاركتها في الصراع بهذه الخطوات، منوّهاً بالقول: "لقد شاهدتم جميعاً تقارير عن شحنات جديدة من الأسلحة، ساعدت كييف في الوصول إلى مناطق بعيدة وراء خط المواجهة وإطلاق النار على أهداف مدنية، مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين".
وبحسب قوله، لم يتلق مجلس الأمن الدولي أي دليل على تسليم طائرات مسيرة من إيران لروسيا، والغرب يحاول فقط الضغط على موسكو وطهران.
وبيّن دميتري بوليانسكي أن "هدف زملائنا الغربيين واضح، إنهم يحاولون ضرب هدفين في وقت واحد. لخلق ذريعة مصطنعة للضغط على روسيا وإيران" – "في روسيا، يحاولون صرف انتباه المجتمع الدولي عن مشاركتهم الفعلية في الصراع في أوكرانيا. لقد شاهدتم جميعاً تقارير عن نقل الغرب لأسلحة جديدة".
وأردف قائلا: "يحاول الغرب الضغط على إيران باتهامات لا أساس لها بانتهاك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231. لم يتم تقديم أي دليل على الإطلاق إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كل هذا العبث، كل هذه الاتهامات لا أساس لها".
التحقيق
كما أضاف دميتري بوليانسكي أن روسيا ستعيد تقييم العلاقات مع الأمانة العامة للأمم المتحدة والأمين العام، إذا شاركوا في التحقيق في مزاعم تسليم طائرات دون طيار من إيران إلى روسيا.
وقال إن وضع الطائرات بدون طيار لا علاقة له بقرار مجلس الأمن رقم 2231 بشأن الإجراءات التقييدية ضد إيران. وتابع: "في ما يتعلق بدور الأمانة العامة للأمم المتحدة، ليس لديها تفويض للتحقيق في أي شيء يتعلق بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231".
واستدرك قائلا: "نتمنى أن لا تنتهك الأمانة العامة والأمين العام نفسه مرة أخرى قرارات مجلس الأمن الدولي، وألا يتم تجاوز ولايتهما الفنية، وأن يتم الامتناع عن المشاركة في أي تحقيقات غير قانونية، وإلا فسنضطر إلى إعادة تقييم تعاوننا مع الجهات المذكورة، وهي ليست مسؤولة عن مصالح أي شخص".
واختتم الدبلوماسي الروسي حديثه حول هذا الشأن بالقول: "نحن لا نريد هذا، لكن لن يكون هناك خيار آخر".
ورداً على سؤال حول ما تعنيه "إعادة تقييم العلاقات مع الأمانة العامة للأمم المتحدة"، أجاب النائب الأول لممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة بأن "الأمر يعتمد (على تفاصيل الموقف - تاس)، لكنّنا نأمل أن يمتنعوا عن مثل هذه الخطوة غير المسؤولة".
"خطة العمل الشاملة المشتركة" في سياق الادعاءات
وبحسب الدبلوماسي الروسي، فإن المزاعم الغربية بأن إيران قدمت طائرات دون طيار لروسيا لن تؤدي سوى إلى تعقيد عملية التفاوض لاستعادة خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال إن الولايات المتحدة لم تُظهر حتى الآن رغبة عملية في العودة إلى تنفيذ (الاتفاق)، وإنه، وعلاوة على ذلك، تواصل فرض عقوبات أحادية غير مشروعة جديدة ضد إيران.
كما أضاف دميتري بوليانسكي: "أود أن أشير إلى أن شركائنا الغربيين يريدون تغطية نظام كييف بكل طريقة ممكنة، فهم يعانون من قصر النظر في رغبتهم بإلقاء اللوم على إيران، لافتاً إلى أن "هذه خطوات غير حكيمة واستفزازية للغاية من جانبهم، مما قد يزيد من تعقيد عملية التفاوض الهشّة في استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Zuma\TASS
المصدر: تاس