أعدت موسكو مشروع قرار جديد بشأن تمديد العمل في إحدى نقاط العبور على الحدود التركية السورية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
وكتب النائب الأول للمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، على مدونته في موقع "تويتر": الآن، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، يتم استخدام معبرين حدوديين على الحدود مع تركيا – "باب الهوى" وباب السلام". لذلك تنتهي مهلة عملهم في 10 تموز/ يوليو، ومن أجل استمرار عملهم، يجب على مجلس الأمن اتخاذ قرار. ومع ذلك، نشأ خلاف في هذا الصدد."
وخلال هذا الأسبوع، عارضت روسيا والصين مشروع قرار اتخذته ألمانيا وبلجيكا، اقترحت فيه تمديد صلاحية عمل في نقطتي التفتيش المذكورتين لمدة عام إضافي.
بعد ذلك، قدمت موسكو وثيقة حول تمديد عمل معبر "باب الهوى" فقط، ولمدة ستة أشهر، وليس لمدة عام. ومع ذلك، لم يحصل على الأصوات التسعة المطلوبة من أصل 15 صوتا – حيث صوتت لصالح القرار أربع دول فقط.
بعد ذلك قامت بلجيكا وألمانيا باقتراح مشروع قانون جديد حول معبرين حدوديين، ولكن لمدة ستة أشهر، ولكن ليس لمدة عام، على عكس الخيار الأول.
وعلى النحو التالي - في تعليق دميتري بوليانسكي – قامت روسيا أيضا بإعداد قرارا جديدا حول عمل نقطة معبر حدودي واحد فقط، ولكن لمدة عام، ووفقا له فإن أكثر من 85% من كافة العمليات الإنسانية تمر من هذا المعبر.
وبحسب الدبلوماسي الروسي، فإنه يمكن إعادة توجيه الجزء المتبقي من العمليات الإنسانية من خلال نقطة التفتيش هذه وخط الجبهة، بالنظر إلى التغييرات "على الأرض"، وفي هذا الخصوص، انخفض بنسبة 30% في منطقة خفض التصعيد.
وكتب بوليانسكي: "نرفض ما قاله بعض زملائنا في مجلس الأمن للأمم المتحدة باتهام روسيا بحرمان ملايين الأشخاص في شمال غربي سوريا من المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة. إذا تم تبني مشروع قرارنا، فلن يتوقف تدفق المساعدات الإنسانية".
وتحث روسيا المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية على إعطاء الأولوية لاستخدام آلية التوصيل في الخطوط الأمامية مع الاستمرار في استخدام معبر "باب الهوى" لمساعدة المحتاجين في إدلب.
وأضاف: "إدراكا للحاجة إلى آلية عبر الحدود، نؤكد على ضرورة أن تبذل جميع الأطراف، سواء الأمم المتحدة أو الحكومة السورية، جهودا لزيادة استخدام شحنات المساعدات الإنسانية عبر الخط الأمامي في جميع أنحاء سوريا وفقا للقرار 46/182".
ودعا نائب الممثل الروسي الدائم، شركاء الأمن الغربيين إلى دعم مشروع القرار الروسي. وخلص بوليانسكي إلى أنه "إذا عرقلوا عرضنا التوفيقي، فسوف يكونون مسؤولين عن العواقب".
إيصال المساعدات الإنسانية
يعمل نظام التسليم المبسط للإمدادات الإنسانية والطبية إلى سوريا من الدول المجاورة (بشكل أساسي عبر الحدود مع تركيا) وعبر الخطوط الأمامية والمعابر الحدودية منذ تموز/ يوليو 2014 ويتم تمديده سنويا.
وفي إطار ذلك، كان يحق لوكالات الأمم المتحدة الإنسانية وشركائها استخدام الطرق عبر خطوط المواجهة وأربع نقاط تفتيش حدودية هي: "باب السلام" و"باب الهوى" وهما على الحدود بين سوريا وتركيا، و"اليعربية" على الحدود مع العراق، و"الرمثا" على الحدود مع الأردن.
وعندما بدأ الجيش السوري في فرض سيطرته على مساحة أكبر من الأراضي في البلاد، بدأت دمشق وموسكو بالدعوة إلى الحد التدريجي من عمل المعابر الحدودية. كما ذكر الجانبان الروسي والسوري، أنه يجب الآن تسليم المساعدات الإنسانية إلى مناطق عبر أراضي سوريا وليس من الدول المجاورة.
وفي يناير/ كانون الثاني، مدّد مجلس الأمن الدولي تفويض العمل لنقطتين تفتيش فقط على الحدود مع تركيا، ولكن هذا لم يناسب الشركاء الغربيين.
وصرح الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا بأن آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود قد تم اعتبارها كتدبير مؤقت طارئ.
وأضاف: الآن حان الوقت لاستبدالها بالإمدادات الإنسانية، والتي سيتم تنفيذها وفقا للمبادئ المحددة في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 46/182 بشأن سيادة الدولة.
وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن أسفها لعدم إحراز أي تقدم في إرسال قافلة إنسانية إلى إدلب، حيث يصر الغرب على تسليم المساعدات عبر الإمدادات عبر الحدود من تركيا.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Li Muzi/Xinhua via ZUMA Wire/ТАСС
المصدر: ريا نوفوستي