Ru En

روسيا ولبنان تحتفلان بالذكرى الـ 80 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما

٠٥ أغسطس

تحتفل روسيا ولبنان بالذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الدبلوماسية، حيث كان اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال لبنان في عام 1943، وفي 5 أغسطس 1944، أقامت الدولتان علاقات دبلوماسية، والذي يصادف اليوم الإثنين 5 أغسطس/آب 2024.

 

يُشار إلى أن التعاون الثنائي بين روسيا ولبنان، الذي يعود تاريخه إلى الماضي البعيد، يتطور باستمرار، حيث تتعزز العلاقات في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والإنسانية.

 

ولكن في ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من توتر واضطرابات في الآونة الأخيرة، فقد أوصت عدة دول مواطنيها بمغادرة لبنان على الفور وسط تصعيد الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، بما في ذلك روسيا، علماً أن وزارة الخارجية الروسية نوّهت مراراً بأن موسكو دعت باستمرار إلى الحفاظ على وحدة أراضي لبنان وسيادته، بينما تدعم بيروت مشاركة موسكو النشطة في شؤون الشرق الأوسط.

 

 

التصعيد في المنطقة

 

تحتفل الدولتان بالذكرى السنوية الـ 80 في وقت تتزايد فيه التوترات والتهديد بحرب واسعة النطاق في منطقة الشرق الأوسط، وإثر تصعيد الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وعمليات إسرائيل العسكرية في قطاع غزة، أصبحت التوقعات بفتح "جبهة ثانية" على الأراضي اللبنانية مسموعة بشكل متزايد في الأونة الأخيرة.

 

بدوره يتحدث الجانب الإسرائيلي مباشرة عن استعداده للقيام بعملية عسكرية على الأراضي اللبنانية ضد "حزب الله"، وحتى الآن، يتم توجيه ضربات على موقع مختلفة للحزب في لبنان، لكن العديد من الدول، بما في ذلك كندا وبولندا والولايات المتحدة وفرنسا، دعت مواطنيها إلى مغادرة الأراضي اللبنانية على الفور. كما قامت وزارة الخارجية الروسية بتحديث التوصيات المتعلقة برحلات إلى لبنان، وكذلك إلى إسرائيل وإيران، وحثت رعاياها على الامتناع عن زيارة هذه الدول.

 

وبدأت جولة جديدة من التصعيد في الأيام الأخيرة عقب مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" - إسماعيل هنية في طهران، وتصفية أحد قادة الجناح العسكري لـ "حزب الله" - فؤاد شكر في بيروت، وقد ألقت "حماس" و"حزب الله" باللوم على إسرائيل في الحادثتين، إذ أكدت الحركتان إنهما لن يتركاه دون رد، كما حذرت وزارة الخارجية الإيرانية من أن طهران لن تظهر أي تسامح تجاه إسرائيل بعد اغتيال هنية.

 

وفقاً لموقع "أكسيوس"، لا يعرف الجانبان الأمريكي والإسرائيلي ما إذا كانت إيران و"حزب الله" ستقرران تنفيذ العملية معاً، لكن مصادر الموقع ذكرت أن هجوماً قد يحدث اليوم الاثنين.

 

وفي 1 أغسطس الجاري دان وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، في محادثة هاتفية مع القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني - علي باقري كني، اغتيال هنية ودعا جميع الأطراف المؤثرة على الوضع في غزة والشرق الأوسط بشكل عام إلى منع اتخاذ إجراءات لزيادة زعزعة استقرار الوضع.

 

وتتمسك روسيا باستمرار بموقف التسوية السلمية للوضع في الشرق الأوسط، وتؤيد وحدة لبنان واستقلاله، وتلتزم بضرورة إقامة دولة فلسطين تتعايش سلمياً مع إسرائيل.

 

كما أشار لافروف، خلال رئاسته لجلسات مجلس الأمن الدولي حول قضايا الشرق الأوسط، إلى أن جيران إسرائيل اليوم معرضون لخطر الانجرار إلى مواجهة واسعة النطاق معها، ودعا مرة أخرى إلى محادثة صريحة لوقف إراقة الدماء.

 

وفي مقر الأمم المتحدة، أجرى الوزير أيضاً محادثات مع وزير الخارجية اللبناني - عبد الله بو حبيب، مشيراً إلى عدم جواز تصعيد الصراع في الشرق الأوسط.

 

 

العلاقات متعددة الأبعاد

 

خلال الاجتماع الأخير على هامش جلسات مجلس الأمن الدولي في نيويورك، ناقش وزيرا خارجية روسيا ولبنان القضايا الرئيسية للعلاقات الروسية - اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ الأحداث المخصصة للذكرى الـ80 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وبيروت.

 

وبمناسبة الذكرى السنوية ، شددت وزارة الخارجية الروسية على التطور المستمر للعلاقات الودية متعددة الأوجه بين روسيا ولبنان. وكما أشار نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية - أندريه ناستاسين، إلى أن الشراكة مع بيروت كانت قائمة منذ البداية على الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح المشروعة لبعضها البعض. ووفقاً له، يتم الحفاظ على حوار سياسي موثوق بين البلدين.

 

كما أنشأت البلدان لجنة حكومية دولية معنية بالتعاون التجاري والاقتصادي، وتجري اتصالات منتظمة في المجال الثقافي والإنساني وتعاون مثمر في مجال التعليم، كما يتلقى آلاف اللبنانيين تعليمهم في المؤسسات التعليمية في الاتحاد السوفياتي وروسيا.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

المصدر: تاس