قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء 19 يوليوتموز 2022، إن موسكو ترى كييف غير مستعدة للوفاء بالاتفاقات، على الرغم من توصل الأطراف بالفعل إلى اتفاق في المحادثات في نهاية مارس/آذار الماضي.
وردا على أسئلة الصحفيين في طهران، أشار بوتين إلى استعداد موسكو لتسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية، رهنا برفع القيود على الصادرات الغذائية من روسيا، وتحدث عن مشاكل في إمدادات الغاز عبر "السيل الشمالي 2"، حتى لو تم إطلاقه الآن، كما سماها بالأفكار "كاذبة" تلك التي تتحدث عن سعر النفط الروسي.
بدورها جمعت وكالة أنباء "تاس" ردود بوتين على أسئلة الصحافة.
حول نتائج قمة أستانا "الثلاثية"
قال الرئيس الروسي: "كلنا نؤمن بضرورة ضمان سلامة أراضي الجمهورية العربية السورية والتخلص من الإرهابيين وكافة أنواع الإرهابيين، ولن أذكر هذه الدعاوى الآن. هذا هو أهم وأهم شيء، وكان قد أكد مرة أخرى هذا الأمر في البيان المشترك (في نهاية أعمال القمة)".
وأشار فلاديمير بوتين إلى أن هناك بعض الخلافات في "الثلاثية" حول ما يحدث في شرقي الفرات"، لكن هناك أيضاً موقف مشترك، مفاده أن" القوات الأمريكية يجب أن تغادر هذه الأرض". وقال: "يجب أن يتوقفوا عن نهب الدولة السورية والشعب السوري، من هناك يتم تصدير النفط بشكل غير قانوني".
وبشكل عام، يعود الفضل لروسيا وإيران وتركيا إلى سيطرة السلطات الشرعية على أكثر من 90 بالمائة من الأراضي السورية، وفي البلاد "تحطم العمود الفقري للإرهاب الدولي".
وفي الشأن الأوكراني، قال بوتين إن نتيجة أي مفاوضات تتوقف على رغبة الطرفين في الوفاء بالاتفاقات التي تم التوصل إليها: "نرى اليوم أن سلطات كييف ليس لديها مثل هذه الرغبة".
وأضاف أنه في المحادثات التي جرت في اسطنبول في نهاية شهر مارس/آذار الماضي، "توصلت موسكو وكييف بالفعل إلى اتفاق، كل ما تبقى هو المباشرة فيه"، ولكن بعد انسحاب القوات الروسية من المناطق الوسطى في أوكرانيا، رفضت سلطات كييف تنفيذ الاتفاقات".
كما ولا يقتصر تقديم خدمات الوساطة على الجانب التركي فحسب إذ تقدمه كذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الأمر الذي تعرب عنه روسيا بالامتنان لهما: "حتى الرغبة في تقديم بعض المساهمة في هذه القضية النبيلة تستحق الكثير بالفعل".
حول الحبوب الأوكرانية
أكد فلاديمير بوتين أن موسكو تصر على اتفاق شامل بشأن تصدير الحبوب من أوكرانيا: "في البداية، أثرنا القضية بطريقة سنسهل تصدير الحبوب الأوكرانية، لكننا ننطلق من حقيقة أن جميع القيود المتعلقة بالمعروض المحتمل من الحبوب الروسية للتصدير".
كما تمت مناقشة الاتفاقية المقابلة مع المنظمات الدولية، وحتى الآن لم يعترض أحد على ذلك، بما في ذلك الولايات المتحدة. في الوقت نفسه، رفع الأمريكيون بالفعل القيود المفروضة على تصدير الأسمدة الروسية: "إذا كانوا يريدون بصدق تحسين الوضع في أسواق الغذاء الدولية، آمل أن يحدث نفس الشيء مع تصدير الحبوب الروسية".
وفي وقت سابق من يوم أمس الثلاثاء، خلال اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قال فلاديمير بوتين إنه في إطار محادثات الحبوب، "لم يتم حل جميع القضايا بعد، لكن حقيقة وجود تحرك يعتبر أمرا جيدا بالفعل".
من جهته، وصف الرئيس التركي الموقف الروسي في هذه المفاوضات بأنه "إيجابي وبنّاء للغاية".
إمدادات الغاز إلى أوروبا
أكد الرئيس الروسي أن الغرب يحاول بلا أساس تحويل المسؤولية عن عواقب أخطائه في قطاع الطاقة إلى روسيا، منوّهاً بالقول: "لا أعرف ما إذا كان الأمر يستحق الخوض في تفاصيل حول سياسة الطاقة في الدول الأوروبية التي أهملت أهمية الأنواع التقليدية من الطاقة واعتمدوا على غير التقليدية. إنهم خبراء رائعون في مجال العلاقات غير التقليدية، في مجال الطاقة أيضًا، قرروا الاعتماد على أنواع غير تقليدية من الطاقة".
لقد أوفت "غازبروم" دائما بالتزاماتها ووفت بها وهي تنوي الوفاء بها"، لكنها تواجه عقبات - على سبيل المثال، أغلقت أوكرانيا" دون سبب "أحد طرق إمداد الغاز التي تمر عبر أراضيها.
وبالإضافة إلى ذلك، لم تتسلم شركة "غازبروم" حتى الآن مستندات التوربينات الخاصة بشركة "السيل الشمالي- 1"، التي سينخفض حجم الإمدادات عبر خط أنابيب الغاز هذا بمقدار النصف دونها. إن موسكو مستعدة لإطلاق "السيل الشمالي- 2 "، ولكن هناك الآن مشاكل في هذا المسار أيضا - فقد تم سحب نصف حجم الغاز المخصص لها "للاستهلاك المحلي والمعالجة".
حول تحديد تكلفة النفط الروسي
وأضاف الرئيس: "نسمع حاليا كل أنواع الأفكار الخاطئة حول الحد من أحجام النفط الروسي، والحد من سعر النفط الروسي. هذا هو نفس الشيء الذي يحدث مع الغاز. النتيجة ستكون هي نفسها - ارتفاع في الأسعار. أسعار النفط سترتفع بشدة".
حول العقوبات المفروضة على سوريا
أكد الرئيس الروسي أن العقوبات التي فرضها الغرب على سوريا أدت إلى نتائج كارثية: "هناك ما يقرب من 90 بالمائة (من المواطنين) يعيشون الآن تحت خط الفقر. الوضع خطير للغاية وهو آخذ في التدهور".
كما بيّن فلاديمير بوتين أنه في الوقت نفسه، لا ينبغي تسييس قضية المساعدات الإنسانية، إذ سيكون من الظلم "تمييز شخص ما، بعض الجماعات".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس