صرّح وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف، أن فكرة إعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة في مصر تتناقض مع مصالحهم وقضايا السلام في المنطقة ككل، وذلك اليوم الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع وزير الخارجية الكويتي سالم عبد الله الجابر الصباح، رداً على طلب من وكالة "تاس" للتعليق على الخطة الإسرائيلية لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، وكذلك كندا، التي تجري مناقشتها علناً: "لقد قال المصريون بالفعل علناً إنهم يختلفون بشكل قاطع مع حل المشكلة الفلسطينية من خلال إعادة توطين الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء. هذا يتعارض تماماً مع مصالح الفلسطينيين ومصالح المصريين، والأهم من ذلك أنه يتناقض مع مصالح السلام في المنطقة".
في الوقت نفسه، شدد لافروف على أنه ليس هناك علم لدى الجانب الروسي بخطة إعادة توطين الفلسطينيين من غزة بمشاركة كندا، منوّهاً بأنه "لم نسمع عن كندا على الإطلاق، على الرغم من أنني لست مندهشاً مؤخراً من أي شيء يتم الإبلاغ عنه حول موقف كندا وأفعالها. لم أسمع عن مثل هذه الخطة بالضبط. هناك العديد من الطروحات المتداولة، كل منها يهدف إلى تأخير، إن لم يكن دفن، قرار مجلس الأمن الدولي بشأن إقامة دولة فلسطينية".
كما أوضح الوزير الروسي، أنه قبل الذهاب في "مغامرات"، من الضروري الاتفاق على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي. وأضاف "نحن قلقون جداً من خطط تدمير آفاق إقامة دولة فلسطينية، وهذا بالطبع لن يضمن السلام أو الأمن في المنطقة، بل سيؤدي فقط إلى تعميق الصراع. علاوة على ذلك، لن يكون من الممكن قيادتها بعمق شديد، سيتم زرع "عناقيد الغضب" التالية، التي بالتأكيد ستنبت براعم جديدة بسرعة كبيرة. لذلك، قبل التخطيط لأي مغامرات أخرى، من الأفضل أن نجتمع معاً ونتفق على كيفية تنفيذ قرار مجلس الأمن. وهذه هي الطريقة الوحيدة لضمان السلام والأمن في هذه المنطقة شديدة التعقيد والانفجار".
حول خطة التوطين
إلى ذلك يُذكر أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كات قد أفادت، في وقت سابق، بأن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعترف بوجود وثيقة من وزارة الاستخبارات في البلاد، اقترحت فكرة إعادة التوطين. ووصف مكتب رئيس الوزراء الوثيقة بأنها "ورقة مفاهيمية" تحدد واحداً فقط من البدائل الممكنة افتراضياً، والوثيقة، التي ظهرت في سائل الإعلام أخيراً، مؤرخة في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
هذا وكما كتبت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أنه تم تحديد الفكرة لنقل سكان قطاع غزة إلى مخيمات في شمال شبه جزيرة سيناء، وبناء مدن دائمة هناك وإنشاء ممر إنساني. في الوقت نفسه، اقترحت وزارة الاستخبارات إنشاء منطقة أمنية خاصة داخل إسرائيل، على أن تتم الحيلولة دون تغلغل اللاجئين الفلسطينيين في البلاد. ولم تذكر الوثيقة أي شيء عما سيحدث في أراضي قطاع غزة بعد إعادة توطين سكانها. في الوقت نفسه، وصف القائمون على هذا المقترح السيناريو المُشار إليه بأنه "الأكثر استحسانا لأمن إسرائيل"، علمأً أنه لم تتم مناقشة هذا المقترح على نحو جدّي في الحكومة الإسرائيلية، وذلك ووفقاً لمصدر الصحيفة.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس