تستعد "منظمة شنغهاي للتعاون" لقبول دول جديدة في عضويتها - وبالتالي، تم بالفعل تشكيل إجماع بشأن انضمام بيلاروسيا في عضويتها الكاملة، بحسب ما ذكره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحفيين، اليوم الجمعة 29 يوليو/تموز 2022، عقب اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في "المنظمة".
وأكد الوزير الروسي إنه مستعد للاستماع إلى مقترحات وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، الذي طلب إجراء محادثة هاتفية معه، كما وصف الخارجية الروسي تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن توسيع التعاون الروسي مع الدول الافريقية بأنها "مسيئة"، مشيراً أيضاً إلى أنّه لا توقعات بحصول أي استفزازات حول تايوان.
بدورها، جمعت وكالة أنباء "تاس" تصريحات لافروف الرئيسية.
توسيع "منظمة شنغهاي للتعاون"
كان هناك إجماع في "منظمة شنغهاي للتعاون" فيما يتعلق بقبول بيلاروسيا كعضو كامل في المنظمة، التي قدمت طلباً مماثلاً في منتصف يوليو الجاري.
إن عملية انضمام إيران، والتي حصلت على الوضع الرسمي لمرشح العام الماضي، جارية بالفعل، "سيتم اعتماد الوثائق ذات الصلة بشكل إضافي (في قمة منظمة شنغهاي للتعاون) التي ستنعقد في سمرقند (بأوزبكستان)".
وقال سيرغي لافروف: "لا يزال هناك عدد من المتقدمين للعضوية بصفة مراقب، وعلى صفة شركاء الحوار". التي تتمتع بها دول: أذربيجان وأرمينيا وعدد من البلدان الآسيوية والعربية.
التسويات بالعملات الوطنية
اتفق المشاركون في اجتماع طشقند - عاصمة جمهورية أوزبكستان على خارطة طريق للانتقال إلى استخدام العملات الوطنية في التسويات المالية المتبادلة، كما سينظر رؤساء الدول الأعضاء في "منظمة شنغهاي للتعاون" في التوصل إلى اتفاق مناسب في القمة التي ستعقد في سبتمبر/أيلول المقبل.
"كل دولة من دول المنظمة يجب أن تقرر بنفسها مدى الراحة التي تشعر بها في الاعتماد على الدولار، بالنظر إلى عدم موثوقية هذه العملة المطلقة من وجهة نظر إمكانية إساءة استخدامها. ومع ذلك، فإن الاتفاق على خارطة طريق كفيلة بالإشارة، وببلاغة، إلى الاتجاه الذي تسير فيه العملية".
كما استعرض الوزراء مسودة إعلان سمرقند الذي هو "في مرحلة استعداد عالية"، ومسودات وثائق أخرى تتعلق بالتكامل. ومن الأهمية بمكان مفهوم الربط البيني لممرات النقل، وهذا "اتفاق مُهم للغاية من الناحية العملية".
روسيا وافريقيا
الجدير بالذكر أن موسكو اعتبرت موسكو تصريحات الرئيس ماكرون "مسيئة"، بما في ذلك حديثه حول "الدعم الروسي للأنظمة والطغمات العسكرية الفاشلة بشكل كلّي وغير الشرعية" في افريقيا، وبشكل أساسي لبلدان هذه القارة: "بشكل عام، يمكن للمرء أن يتوقع المزيد من البيانات الأخلاقية من جانب الفرنسيين"، بحسب سيرغي لافروف.
كما تدرك الدول الافريقية، مثل دول "منظمة شنغهاي للتعاون"، أن أي عضو في المجتمع الدولي يُمكن أن يخضع لعقوبات أمريكية. وفي افريقيا، هناك تجربة للعملات المشتركة في بعض الهياكل الإقليمية الفرعية، وفقاً لتصريح وزير الخارجية الروسي.
إلى ذلك أضاف سيرغي لافروف أه "حتى الآن، هم (في افريقيا) مرتبطون بالغرب، لكن كل شيء قد يتغير في المستقبل.. اعتبارا من العام المقبل، سيكون لديهم بالفعل منطقة تجارة حرة قارية تعمل بكامل طاقتها. وربما ستكون خطوة منطقية لتعزيز منطقة التجارة الحرة هذه بطريقة ما عبر اتفاقيات نقدية تتعلق بالعملات".
الاتصالات مع واشنطن
ستتفق موسكو وواشنطن على موعد لمحادثة هاتفية بين سيرغي لافروف وأنطوني بلينكين، ولكن من غير المرجح أن تتم يوم الجمعة.
وقد علم الجانب الروسي بالطلب من خطاب وزير الخارجية الأمريكية على شاشة التلفزيون: "لقد مر نحو يوم قبل أن نتلقى طلباً رسميا".
هذا وتخطّط الولايات المتحدة لمناقشة مصير الأمريكيين بول ويلان وبريتني غرينير، وتقترح استبدالهما بالروسي فيكتور بوت، بالإضافة إلى طرح مقترحات لمخطط لتصدير الحبوب الأوكرانية. والجانب الروسي مستعد للاستماع إليهم.
الوضع حول تايوان
لم يبحث الوزير لافروف في الاجتماع مع نظيره الصيني وانغ يي، الوضع حول تايوان، والذي عُقِد في طشقند يوم أمس الخميس، علماً أن روسيا لا تزال متمسّكة بموقف الصين الموحّدة: "بالنسبة لنا، هذه القضية واضحة تماما".
وتنطلق موسكو من أنه "لن يتم القيام بأي استفزازات من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع (حول تايوان)".
الجدير بالذكر أن بكين لوّحت، في وقت سابق، برد صارم في حال قامت رئيسة مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي نانسي بيلوسي بزيارة الجزيرة، وذلك على خلفية ما أفاد به العديد من وسائل الإعلام الأمريكية حول مخطط كهذا.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس