لا تظهر أوكرانيا أي رغبة في بدء محادثة جادة حول تسوية سلمية، بل إنها منعت الاتفاق الذي تم التوصل إليه تقريباً بشأن منطقة الأمان حول محطة زابورجيه للطاقة النووية". صرح بذلك وزير الخارجية - الروسي سيرغي لافروف بعد محادثات مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان آل سعود في موسكو، اليوم الخميس 9 مارس/آذار 2023.
ووصف لافروف فرضية تورط «مجموعة موالية لأوكرانيا» في تفجير "السيل الشمالي" بـ «المخزية»، مشدداً على أن جزء من صفقة الحبوب المتعلق بإزالة العقبات أمام الصادرات الروسية لم يتم الوفاء به، مشيراً أيضا إلى التعاون بين موسكو والرياض من أجل الاستقرار في سوق الطاقة العالمية.
هذا وجمعت وكالة "تاس" الموضوعات الرئيسية للاجتماع والمؤتمر الصحفي اللاحق للوزيرين.
التعاون بين روسيا والمملكة العربية السعودية
اتفقت موسكو والرياض على مواصلة تنسيق الإجراءات في إطار أوبك + "لضمان التوازن والاستقرار المناسبين في سوق الطاقة العالمية"، وكذلك على توسيع التجارة. فالتعاون بين البلدين "لا يخضع لتقلبات انتهازية، وبعض الاعتبارات التي ليس لها صلة".
وقال لافروف إن روسيا ترحب باهتمام المملكة العربية السعودية بالمشاركة بنشاط ليس في المشاكل الإقليمية فحسب، بل وأيضاً في المشاكل العالمية. فيما أكد نظيره أن الرياض تقدر عالياً مستوى التنسيق مع موسكو، منوّهاً بأن "موقف المملكة الحازم لمواصلة التعاون مع روسيا وتعزيز العلاقات في جميع المجالات".
الوضع في أوكرانيا
وقال لافروف إن موسكو ممتنة للجانب السعودي على "موقفه المتوازن واهتمامه الصادق بتعزيز التقدم نحو تسوية سياسية" للوضع في أوكرانيا. وأكد وزير خارجية المملكة العربية السعودية أن بلاده على استعداد لبذل كل جهد ممكن من أجل هذه التسوية وحل المشاكل الإنسانية.
كما أشار إلى المشاركة النشطة للمملكة في تبادل السجناء بين موسكو وكييف - أحدها حدث "تحت الإشراف الشخصي لولي العهد". ووافق الوزير الروسي على أن اتفاقيات التبادل "إلى حد كبير تحققت بمساعدة المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية الأخرى"، التي يعرب الاتحاد الروسي عن امتنانه لها.
وأضاف لافروف أن روسيا ما تزال لا ترى "أي رغبة من جانب أوكرانيا لبدء محادثة جادة، بينما يعلن سادة [الرئيس الأوكراني فلاديمير] زيلينسكي الغربيون باستمرار أن روسيا يجب أن تهزم أولا في ساحة المعركة".
في وقت سابق، ناقش الوزير السعودي الوضع في أوكرانيا مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال فعاليات مجموعة الـ 20 في دلهي (1-2 مارس/آذار)، وقبل ذلك - في 26 فبراير (شباط) - زار كييف.
انفجارات "السيل الشمالي"
ووصف وزير الخارجية الروسي فرضية وسائل الإعلام الغربية حول تورط «مجموعة موالية لأوكرانيا» في الانفجارات على "السيل الشمالي" بأنها «مخزية» ولا علاقة لها بكييف الرسمية وتصرفت دون علمها. وشدد على ضرورة "إجراء تحقيق نزيه وموضوعي حتى لا يتهرب منظمو هذا العمل الإرهابي من المسؤولية".
الاتفاقات المتعلقة بمحطة زابوروجيه للطاقة النووية
وأعلن سيرغي لافروف أنه تم التوصل، تقريباً، إلى اتفاق بشأن منطقة أمان حول محطة زابوروجيه للطاقة النووية، وكانت موسكو "مستعدة لدعمها".
ووفقا له، فإن الاتفاق "تم حظره من قِبَل كييف".
وشدد على أن المحادثات لم تناقش «نزع السلاح» من محطة الطاقة النووية، التي تحدث عنها الأمين العام للأمم المتحدة - أنطونيو غوتيريس: "لم يتحدث أحد من قبل عن أي نزع للسلاح، باستثناء [نزع السلاح] من أوكرانيا نفسها".
واشتكى لافروف من أن غوتيريش «فشل مرة أخرى» في اتخاذ الموقف المحايد المطلوب منه كأمين عام للأمم المتحدة وأنه، "في الواقع، دعم المطالب الأوكرانية الأحادية".
تنفيذ صفقة الحبوب
كما أشار الوزير الروسي إلى أن اتفاقيات اسطنبول تتضمن "عنصرين مرتبطين بشكل لا ينفصم"، لكن الجزء المتعلق بإزالة العقبات أمام صادرات الأغذية الروسية "لا يتم تنفيذه على الإطلاق"، مشدداً على أن روسيا وتركيا تفيان بالتزاماتهما بموجب الاتفاق الذي ينتهي في 18 مارس الجاري.
الأمن في الشرق الأوسط
كما ناقش وزيرا الخارجية، الروسي والسعودي استقرار الوضع في الخليج "من خلال الترويج لأجندة توحد جميع الدول المعنية". وأكدا أن موسكو ستواصل تعزيز "مفهوم الأمن الجماعي" في المنطقة وستواصل حوارها مع جميع الدول فيها.
كما تناول الوزيران الوضع في سوريا. وبحسب ما أشار إليه سيرغي لافروف، فإنه لدى كل من موسكو والرياض "مواقف مشتركة لصالح الحفاظ على وحدة الجمهورية العربية وسلامة أراضيها وسيادتها".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
Photo: TASS
المصدر: تاس