Ru En

أوليانوف: خلافات كبيرة قائمة بين إيران وأمريكا بشأن الاتفاق النووي

٠٢ ديسمبر ٢٠٢١

أكد مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا - النمسا ميخائيل أوليانوف، أن الخلافات الكبيرة لا تزال قائمة في مسألة تقيّيم البرنامج النووي الإيراني بين إيران والولايات المتحدة، ولكن روسيا تعتبر احتمال حل القضايا الخلافية أمراً واقعياً.

 

وأعلن أوليانوف ذلك في تصريحات للصحفيين يوم الأربعاء 1 ديسمبر/كانون الأول 2021، مشيرا إلى أنه "ننطلق من حقيقة أنه من الضروري أن تعود كل من إيران والولايات المتحدة بشكل كامل إلى الاتفاق النووي، والامتثال لبنوده، ويجب على الأمريكيين، أولا وقبل كل شيء، رفع العقوبات".

 

ولفت الدبلوماسي الروسي إلى يتعيّن على إيران أن تجعل برنامجها النووي متماشيا مع المعايير المنصوص عليها في خطة العمل الشاملة المشتركة، وقال: "هذا هو بالضبط ما يجري العمل عليه في فيينا ضمن إطار المفاوضات المتجددة بشأن استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة."

 

وأضاف مندوب روسيا الدائم: "الأمر صعب للغاية. يمكن ملاحظة أن الخلافات بين إيران والولايات المتحدة كبيرة جداً. لقد كانت كذلك خلال الجولات السابقة وحتى الآن، ولكننا ننطلق بحزم من حقيقة أن هناك فرصا حقيقية لتسوية كل شيء من خلال المفاوضات والدبلوماسية".

 

وبحسب قوله فإن "الدبلوماسية هي الأداة الأكثر موثوقية في ظل الظروف المعينة"، موضحا أن "التهديدات التي تستخدمها الولايات المتحدة في بعض الأحيان لا تساعد القضية، ويجب إجراء المفاوضات."

 

وذكر ميخائيل أوليانوف إن أياً من المشاركين في محادثات فيينا لم يخرج رسميا بمبادرة لاتفاق مؤقت بشأن إيران.

 

وقال أيضا "إن روسيا تعتبر التوصل إلى اتفاق مؤقت بشأن اتفاق نووي مع إيران مُمكنا. ولم يتقدم أحد رسميا بمثل هذه المقترحات حتى الآن، وكانت هناك تسريبات معينة في وسائل الإعلام الأمريكية، وأخرى غامضة".

 

وتابع في رده على سؤال لوكالة أنباء "تاس" حول إمكانية وجود نوع من الاتفاق المؤقت في المحادثات في فيينا، وقال: "لم يعبّر أحد بصورة رسمية عن أي أفكار حول هذا الموضوع"، مضيفاً أن "هذا مُمكن من حيث المبدأ، في حال كانت إيران والولايات المتحدة على استعداد لذلك كحل جزئي لا يحل محل الحاجة إلى تحقيق الهدف الرئيس للمفاوضات -وهو الاستعادة الكاملة لخطة العمل الشاملة المشتركة، كحل جزئي. ربما يمكن أن يكون، لكن هذا يتطلب الإرادة السياسية المناسبة" بحسب قوله.

 

 

التخصيب في منشأة "فوردو" النووية

 

وفي سياق متصل، قال ميخائيل أوليانوف أوليانوف إن روسيا قلقة بشأن تخصيب اليورانيوم في منشأة "فوردو" النووية، مشيراً إلى أنه: "لقد تلقيت تقريراً (من الوكالة الدولية للطاقة الذرية). كما أفهمه، تم تركيب مجموعات جديدة وقد بدأت العمل، وكل هذا متوقع، من حيث المبدأ".

 

وأضاف: "هناك قانون (إيراني) بشأن الإجراءات الإستراتيجية لمواجهة العقوبات، أقره المجلس الإيراني. القانون ينص على تطوير البرنامج النووي، وإيران تتحرك خطوة بخطوة في هذا الاتجاه، نحن لسنا متحمسين لذلك". وفي معرض رده على سؤال وكالة "تاس" قال المسؤول الروسي إن "هذا يثير قلقنا، لأن إيران واصل المضي قدماً إذ أصبحت أول دولة غير نووية في التاريخ تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 بالمائة.

 

واستدرك الدبلوماسي الروسي قائلاً إن "الحظر ليس بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لكنها محظورة بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة".

 

وأضاف: "لقد ابتعدت إيران بالفعل عن خطة العمل الشاملة المشتركة في العديد من البنود، ومع ذلك، من المُهم أن نفهم أن هذا حدث ليس بسبب سوء نية طهران، ولكنه كرد فعل على سياسة غير مسؤولة تتمثل في ممارسة أقصى ضغط من قبل الولايات المتحدة عبر فرض عقوبات خارج الحدود الإقليمية وغيرها". وقال السفير الروسي: "إنها أشكال من الضغط على طهران".

 

بدورها، أفادت وكالة "رويترز" نقلاً عن معلومات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكدت فيها الوكالة أنه في "فوردو"، يتم تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة، وتم تركيب سلسلة من 166 جهاز طرد مركزي من طراز (IR-6 ) سداسي فلوريد اليورانيوم المخصب بنسبة 5 بالمائة، علماً أن مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران والمسموح به بموجب الاتفاق النووي الإيراني (خطة العمل الشاملة المشتركة) للعام 2015، يجب ألا يتجاوز نسبة 3.67 بالمائة، مع العلم بأن إيران كانت تقوم، في عام 2020، بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 4.5 بالمائة.

 

وقد بدأت إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمائة رداً على عملية التخريب التي لحقت بالمنشأة النووية في مدينة "نطنز" في11 ابريل/نيسان الماضي، ارتكبتها إسرائيل بحسب ما ذكرته طهران.

 

كما صرّح المسؤولون الإيرانيون مراراً وتكراراً بأن التخصيب يتم لأغراض سلمية وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

هذا وقد بدأت الجولة السابعة من المفاوضات لإعادة تأسيس "خطة العمل الشاملة المشتركة" بشأن البرنامج النووي الإيراني في العام الجاري، 29 نوفمبر/تشرين الثاني، في فيينا، بعد تعليقها في يونيو/حزيران بسبب الانتخابات الرئاسية في إيران هذا العام.

 

وخلال الجولات الست الماضية من ابريل إلى يونيو 2021، تمكّن المفاوضون من الدول المشاركة في "خطة العمل المشتركة الشاملة" والولايات المتحدة من تحديد العقوبات الأمريكية التي يجب رفعها ضد إيران، ووضع قائمة بالخطوات التي يجب على طهران اتخاذها للعودة إلى التزاماتها النووية.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo : AP/TASS

المصدر: تاس