أعلن القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني - علي باقري كني، أن القوات الداعمة لحركة "حماس" ستوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد انتهاء عمليتها العسكرية في قطاع غزة، وذلك اليوم الخميس 18 يوليو/تموز 2024.
وقال في هذا الصدد: "عندما تتوقف جرائم النظام الصهيوني في قطاع غزة، فمن الواضح أن قوى المقاومة لن تنخرط في جبهات أخرى، ولكن ما دامت الفظائع الإسرائيلية والإبادة الجماعية مستمرة في غزة، فإن المقاومة تحتفظ بالحق في "تتصرف بما يخدم مصالحها"، باقري كني في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، نُشرت على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الإيرانية.
كما شدد الدبلوماسي الإيراني على أن العملية العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية "لن تحول الوضع أبدا لصالح" إسرائيل، منوّهاً بأنه "قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لم يكن هناك تنسيق بين قوى المقاومة الإسلامية في المنطقة، ولم تواجه إسرائيل أي تهديد من العراق أو اليمن، لكن الوضع تغير بعد 7 أكتوبر".
وتابع علي باقري كني حديثه قائلاً: "قبل 7 أكتوبر لم يكن هناك تهديد مباشر لإسرائيل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولكن، في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على السفارة الإيرانية في دمشق ومقتل العديد من كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين، ردت إيران بإطلاق صواريخ على الأراضي الإسرائيلية"، وذلك في إشارة إلى الهجوم الصاروخي والطائرات المسيّرة الذي شنته إيران على إسرائيل في 13 ابريل/نيسان الماضي رداً على قصف القوات الجوية الإسرائيلية للقنصلية الإيرانية في سوريا في الأول من ابريل.
كما حذر باقري كني إسرائيل من أن استمرار العمليات في الأراضي الفلسطينية سيطلق "قدرات إقليمية جديدة" ضد تل أبيب.، واصفاً الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لجنوب لبنان وتصاعد التوترات مع "حزب الله" بأنه "خطأ استراتيجي" يمكن أن ينشر الصراع في جميع أنحاء الشرق الأوسط ويشكل "خطراً جسيماً" على إسرائيل.
وتعتبر طهران عدة جماعات إسلامية مسلحة، ذات أغلبية شيعية، حلفاء لها في المنطقة، ويشار إليها مجتمعة باسم "محور المقاومة". وتشمل هذه الجماعات حركة "حماس" الفلسطينية؛ و"حزب الله" اللبناني؛ و"المقاومة الإسلامية العراقية"؛ وحركة الحوثيين اليمنية "أنصار الله"؛ ووحدات شيعية من أفغانستان وباكستان تقاتل الجماعات الإرهابية في سوريا.
مستقبل فلسطين
من جانب آخر شدد القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني على أن مستقبل فلسطين يجب أن يحدده الشعب الفلسطيني نفسه، وليس اللاعبين الخارجيين، متسائلاً "لماذا يجب أن يتم اتخاذ القرارات المتعلقة بالشعب الفلسطيني في نيويورك أو واشنطن أو بروكسل أو أي مكان آخر؟ ومن أعطى الآخرين هذا الحق؟ هل أعطى الشعب الفلسطيني الحق لمن هم في نيويورك لاتخاذ القرارات نيابة عنه؟ لماذا لا نسمح للفلسطينيين بأن يتخذوا القرارات نيابة عنهم؟، هل يختار الشعب الفلسطيني مستقبله؟ في رأيي، هذا هو الحل الأكثر منطقية وديمقراطية واستدامة".
كما أوضح المسؤول الإيراني موقف طهران الرسمي بشأن التسوية الفلسطينية - الإسرائيلية، داعياً إلى إجراء استفتاء على الأراضي الفلسطينية التاريخية، "يشمل المقيمين الحاليين في الأراضي المحتلة (من قبل إسرائيل) وأولئك الذين أجبروا على المغادرة بسبب الضغط الإسرائيلي"، على أن يشارك في الاستفتاء المسلمون والمسيحيون واليهود لتقرير مستقبل البلاد وآلياتها السياسية وفقاً للمقترح.
وفي 17 يوليو/تموز صرح وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف في اجتماع لمجلس الأمن الدولي بأن الفلسطينيين يجب أن يقرروا مستقبلهم دون تدخل خارجي، مشدداً على أنه لا ينبغي اتخاذ أي قرار بشأن فلسطين دون مشاركتها. كما أكد دعم موسكو لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن ما يقرب من 150 دولة اعترفت بسيادتها. كما أكد الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، أن موقف روسيا من الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يرتكز على قرارات مجلس الأمن الدولي، التي تدعو إلى تأسيس دولتين مستقلتين ذات سيادة: إسرائيل وفلسطين.
العملية الإسرائيلية في غزة والتصعيد على حدود لبنان
تصاعد الوضع في الشرق الأوسط بشكل ملحوظ بعد أن هاجمت "حماس" الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. رداً على ذلك، شنت إسرائيل حرباً على قطاع غزة تهدف إلى تدمير البنية العسكرية والسياسية للحركة، مما أدى إلى مقتل 38800 فلسطيني وإصابة 89400 آخرين، 70% منهم هم النساء والأطفال.
إلى ذلك يُذكر أن الجيش الإسرائيلي وافق، في منتصف يونيو/حزيران الماضي، على خطة عملياتية لهجوم في لبنان. وفي أعقاب عمليتها ضد "حماس" في قطاع غزة، تهدف السلطات الإسرائيلية إلى توجيه ضربة متزامنة إلى قوات "حزب الله"، التي تعمل، مثل "حماس"، ضد إسرائيل وتقصف أراضيها بشكل دوري
هذا وتشير الأباء الواردة من ميدان الاشتباكات المسلحة إلى تزايد كثافة ضربات الجيش الإسرائيلي التي تستهدف مواقع "حزب الله" في جنوب لبنان منذ أكتوبر 2023.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس تتارستان
المصدر: تاس